أمَّا على مستوى الاستهداف السياسي، فهم يقومون باحتلال البلدان، والسيطرة عليها، وتشكيل أنظمةٍ وحكوماتٍ عميلة تؤدِّي دورها كأقسام شرطة لمصلحتهم هم، لإخضاع الشعوب لهم، للتنكيل بكل من يعارض سيطرتهم على البلدان، يقومون بانتهاك استقلال وسيادة الدول، والتدخل غير المشروع في شؤونها الداخلية، ويتعامل سفراؤهم- السفير الأمريكي في أي بلد من البلدان العربية والإسلامية- يتعامل كمسؤولٍ أول، يتدخل في كل المجالات، ويوجه ويأمر، يصدر أمره إلى الملك، أو إلى الأمير، أو إلى الرئيس... أو إلى أي شخص بصفة حاكم على أي بلدٍ من البلدان.
يعملون على صناعة الأزمات السياسية، يصنعون وينتجون أزمات سياسية، مع الاستثمار في أي مشاكل سياسية موجودة بالفعل من أجل إغراق بلداننا في الأزمات والمشاكل، وحرمانها من الاستقرار، وإشغالها بالصراع الدائم، والتنازع المستمر عن أي نهضةٍ وبناء، وهذا شيءٌ ملحوظ وبشكلٍ كبير في واقع بلداننا العربية والإسلامية.
يقومون بتغذية الانقسامات والتباينات، وصناعة المزيد منها، والتشجيع على ذلك، والترويج لما يزيد منها؛ ولذلك من أهم ما يعملون عليه في بلداننا هو هذا: إنتاج الانقسامات والتباينات والتشرذمات، والمزيد من التشكيلات والتكوينات التي تبعثر أي شعب وأي بلد، وتزيد من حالة وعدد التكوينات فيه السياسية وغيرها تحت عناوين كثيرة، حالة رهيبة جداً من البعثرة والتفريق.
يقومون بفرض العملاء، والخونة، والجهلة، والمجرمين على الشعوب، وفي مفاصل الأنظمة والحكومات والمؤسسات الرسمية؛ لتنفيذ مؤامراتهم من موقع القرار، ومن موقع الإدارة، وهذا مما يضرون به الشعوب ضرراً بالغاً؛ لأنهم يحوِّلون الكثير من المسؤولين إلى عاملين لهم وليس لخدمة الشعوب، بل يكون أهم ما يركِّزون عليه هو خدمة الأمريكيين والإسرائيليين والدول الغربية، وتنفيذ مؤامراتهم على الأمة من موقع القرار والإدارة، وهذا يؤثر على شعوبنا تأثيراً كبيراً.
يركِّزون على التتويه لبلداننا الإسلامية، وإبعادها عن أي توجهٍ أو برنامج عملٍ بنَّاء ونهضوي، وهذا يركِّزون عليه، يحرصون على أن تبقى الأمة في حالة دائمة من التتويه، ليس عندها اهتمام بالأمور المهمة، ولا تركيز على الأولويات الصحيحة، ولا توجه نحو برامج عمل أساسية ومهمة تبنيها، وتنهض بها، وتساعد على أن تكون أمةً قوية، فدائماً يشغلون الناس على المستوى الذهني، وعلى المستوى الإعلامي، وعلى مستوى الطرح السياسي بالأشياء الهامشية، والجدالات العقيمة، والخلافات التافهة، والإشكالات والتفاصيل الكثيرة، التي تشغل الناس بجزئيات وتغرقهم فيها بعيداً عن الاهتمامات العملية المهمة، هذه بعض العناوين على المستوى السياسي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1444هـ