نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل.
الحديث في إطار العناوين عن هذا الاستهداف الشامل الكارثي المدمر، الذي له غاية خطيرة جدًّا، ولكننا سنسعى للاختصار؛ لأننا لو دخلنا في شرح التفاصيل، والدخول في كثيرٍ من الشواهد، لطال بنا الحديث، ولتأخرنا كثيراً، فسنحرص على الاختصار، وسندع للإخوة في الإعلام: الإعلام الرسمي عندنا في صنعاء، وقناة المسيرة أيضاً، والإعلام الوطني، والإعلام الذي يتخذ موقفاً حراً تجاه الاستهداف الأمريكي للأمة، سندع لهم الفرصة للعناية فيما يتعلق بالشواهد:
أنشطتهم لاستهداف النسيج الاجتماعي
الاستهداف هو استهداف شامل على المستوى الرسمي والشعبي، هي تستهدف الكل: المسؤول والمواطن… وكل فئات ومكونات الشعب، وأيضاً هناك أنشطة اتجهت إلى الواقع الشعبي بشكل مباشر، وكانت خطيرة جدًّا، منها: سعى الأمريكيون لتعزيز الانقسامات في هذا البلد- كما يفعلون في بقية البلدان، بلدان أمتنا الإسلامية- بكل العناوين: المناطقية، وبدأت وتيرتها تزداد أكثر فأكثر في ظل أنشطتهم، واهتماماتهم، وخططهم، ومؤامراتهم، والمذهبية والعنصرية، اشتغلوا على هذا بشكل كبير.
سعى الأمريكيون إلى الفرز الاجتماعي: شباب لوحدهم، والمطلوب أن يكون هناك تشكيلات شبابية لوحدهم، وأن يكون هناك تحسيس للشباب أنهم لوحدهم بمعزل عن بقية الناس، وعن بقية المجتمع، نساء، وأتى عنوان المرأة، وحقوق المرأة، ونضال المرأة، وكفاح المرأة، وجبهة المرأة، ومعركة المرأة، هناك بمعزل لوحدها، حتى الأطفال بدأوا ينشطون في هذا الاتجاه؛ لفرز مسألة الأطفال، وعنوان هناك لوحده، وتسييس ذلك، يعني: يتحول هذا التقسيم فرز اجتماعي في البداية، وخصام اجتماعي وحقوقي، يتطور إلى فرز سياسي، فيقولون: [يجب أن يمثَّل الشباب لوحدهم في العملية السياسية والحوارات السياسية، وأن تمثَّل المرأة لوحدها في العملية السياسية والحوار السياسي]… وهكذا، مع أنَّ التكوين لهذا البلد كما هو حال بقية المجتمع البشري: أسرة، فيها رجال ونساء، وكبار وصغار، وذكور وإناث…إلخ. لكن هكذا؛ لتفكيك الكل حتى داخل الأسرة الواحدة، يشعر الشاب أنه لوحده، عليه أن يناضل ضد أبيه الذي أصبح طاعناً في السن، والمرأة هناك لتناضل ضد أبيها أو أخيها أو ابنها… وهكذا، والحضاري أكثر، والمتطور أكثر: هو الأكثر اهتماماً بذلك، وعنايةً بذلك، وتشدداً في ذلك، وشعاراته نشطة. سخافة وأي سخافة!.
سعادة المجتمع هي سعادة شاملة للأسرة بكلها، للرجال والنساء، الواقع الاجتماعي هو واقع مترابط، إذا هضم الرجل؛ هضمت المرأة، إذا هضمت المرأة هي وضعية الرجل فيها مهضومٌ في الأغلب، وبالذات في ظل المؤامرات الأمريكية؛ لأنهم يهضمون الكل: رجالاً ونساءً، ويظلمون الجميع، كما هو الحال في فلسطين وغير فلسطين.
أيضاً مما سعى له الأمريكيون: العناية بإنشاء وتفريخ منظمات كثيرة بعنوان منظمات المجتمع المدني، والبعض منها ذات أدوار سلبية، وعناوين وأنشطة ذات تأثير سلبي في الواقع المجتمعي الأخلاقي والإيماني والاجتماعي، وتؤثر على الاستقرار المجتمعي، ثم تسييس ذلك، وعندما تأتي الحوارات السياسية والعملية السياسية، يقولون: [يجب إشراك منظمات المجتمع المدني]، ألم تكونوا أنشأتم تلك المنظمات باسم أنها ذات مهام غير سياسية؟ فلماذا يصبح دورها سياسياً عند الحوارات السياسية؟! لماذا؟ لأن الهدف بعثرة المجتمع إلى أنهى مستوى، تقسيم المجتمع وفرزه وبعثرته، وتفريخ مكونات كثيرة، وبعثرة، وتشتيت عجيب جدًّا، لو أمكن لهم أن يشتتوا كل أسرة لفعلوا، وحصل فعلاً، بعض الأسر تشتتت.
السعي أيضاً لاستقطاب الوجاهات، وبدأ الأمريكيون يركِّزون على وجاهات القبائل واستقطبوا البعض منهم، والبعض عن طريق أدواتهم الإقليمية تم استقطابهم، أكثر من ذلك: سعى الأمريكيون– بما في ذلك في اليمن- إلى إنشاء ديانات وأقليات وتسييس ذلك؛ لتضييع سيادة الإسلام، بدأوا يقدِّمون اليهودية على أنها أقلية في اليمن، يجب أن تتساوى كلياً في أمر الدولة وأمر البلد مع المسلمين، ثم أتوا بالأحمدية والبهائية والملحدين، وسعوا إلى الإتيان بالمزيد والمزيد، ثم يجعلون الكل في مستوى واحد؛ لإضاعة سيادة الإسلام في هذا البلد، وهذا البلد مسلم، مع أنه كان يتعايش مع الأقلية اليهودية التي كانت موجودةً في البلد، ولكنهم لا يريدون التعايش، بل أكثر من التعايش يريدون انتزاع سيادة الإسلام، وتقليص الانتماء الإسلامي؛ محاربة للإسلام وللانتماء للإسلام بنفسه.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ