مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم عندما نأتي إلى الإيمان في مسيرة الحياة، أول الثمار التي تتحقق للإنسان في مسيرة حياته: أن الإيمان هو الذي يكفل لك- وبشكلٍ حصري- أن تنال الحرية الحقيقية من كل أشكال الاستعباد لكل العبيد، نحن في هذه الحياة عبيدٌ لله “سبحانه وتعالى”، وكل المخلوقات هي ملكٌ لله “سبحانه وتعالى”، والله “جلَّ شأنه” هو ملك السماوات والأرض ورب العالمين، ورب الخلائق أجمعين، الإنسان في هذه الحياة بين خيارٍ من خيارين: إما أن يذعن لعبوديته لله “سبحانه وتعالى”، وهو لا يستطيع أن يخرج عنها في واقع الحال، لكنه يسيء إلى نفسه حينما يعبِّد نفسه لغير الله “سبحانه وتعالى”، وهو لا يخرج بذلك عن سلطان الله، ولا عن مملكة الله، لا يزال مصيره بيد الله “سبحانه وتعالى” وسيعذبه، لكنه هيأ لك الفرصة أن تتجه في مسيرة حياتك هذه وفق تعليماته وتوجيهاته، التي هي كلها خيرٌ لك ورحمةٌ بك، وتنسجم مع فطرتك، وتنسجم مع سنن هذه الحياة، ونتائجها كلها خيرٌ لك، أو أن تنحرف عن ذلك فتكون خاسراً وشقياً، وتتجه بنفسك نحو الشقاء الأبدي والعذاب الدائم والخسارة الأبدية في عالم الآخرة، مع ما تعانيه في واقع هذه الحياة على مستوى واقعك النفسي وواقعك الشخصي، ومسيرة حياتك، وظروف حياتك.

 

الإنسان إذا أراد الحرية لنفسه بالسلامة من كل أشكال الاستغلال والاستعباد فلا يحقق له ذلك إلا هذا التوجه، وإلا فهو يخضع نفسه للطاغوت ويشقى ويخسر، الاتجاه الإيماني هو الاتجاه الذي يكفل للإنسان الحرية الحقيقية، ولذلك قال الله “سبحانه وتعالى” في كتابه الكريم: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل: من الآية36]، وقال “جلَّ شأنه”: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة: من الآية256]، لا يمكن للإنسان أن يسير حراً حقيقياً في هذه الحياة متحرراً من العبودية للطاغوت إلا بالإيمان الصادق بالله “سبحانه وتعالى” الذي يربطه ويصله بتعليمات الله، فيبني مسيرة حياته على أساس هذا الإيمان، يبني مواقفه، تصرفاته، توجهاته، على أساس هذا الإيمان، وفق تعليمات الله وتوجيهات الله “سبحانه وتعالى”، هذا أول ما يكفل لك الحرية ويحقق لك الحرية، أن تكون متخلصاً من التبعية التي تخضعك للطاغوت، والطاغوت يصلك بالشيطان، بعدوك الرجيم، والشيطان ما الذي يريده منك؟ {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: الآية6]، وهذه مسألة مهمة جدًّا، مهمة جدًّا؛ لأن البعض عندهم سوء فهم ونظرة سلبية تجاه الإيمان، ما عدا الإيمان بمفهومه الصحيح هو يخضعك للطاغوت هنا أو هناك من طواغيت الأرض، وللاستغلال وللخضوع لغير الله “سبحانه وتعالى”.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر