في الهجوم الأخير والعملية الإجرامية الأخيرة التي استهدفت قائداً من أبناء هذه الأمة الإسلامية، قائداً مسلماً، مجاهداً، حراً، عظيماً، اسمه الحاج قاسم سليماني، هذا رجل ينتمي لهذه الأمة التي نحن كمسلمين منها، هو واحدٌ من أبناء هذه الأمة، قبل أي انتماءٍ آخر هو مسلم ينتمي للإسلام، وينتمي لهذه الأمة، واستشهد فيها أيضاً قائدٌ مجاهدٌ بطلٌ عزيز، هو الحاج أبو مهدي المهندس، ورفاقهما رحمة الله تغشاهم جميعاً، كيف كانت هذه الجريمة؟ اعتداء سافر ومباشر أمريكي، تجاوزت فيه أمريكا كل الاعتبارات، الاعتبارات المتعارف عليها في الواقع البشري بين شعوب ودول العالم بشكلٍ عام، استقلال العراق، العراق بلد عربي مسلم له حقه في الاستقلال، ليس لأمريكا أي شرعية ولا أي حق أن تنفِّذ فيه أي عملية عسكرية، وأن تأتي لتقتل فيه من أبنائه ومن أبناء جيرانه المسلمين، تجاوزت كل هذا الاعتبار، لم تحترم العراق كدولة، ولم تحترم الدولة العراقية، ولم تحترم الحكومة العراقية، ولم تحترم الدم العراقي، ولا دم الإنسان المسلم في بلدٍ مسلم.
كل هذه الاعتبارات اعتبارات تراعى في كل الدول، في كل العالم، معترف بها في العالم، استهترت بها جميعاً، لماذا؟ لأن أمريكا تريد- وسعت خلال هذه المراحل الماضية- أن ترسِّخ في واقعنا كأمةٍ مسلمة الاستباحة، أننا أمة مستباحة، في واقعنا لا قيود، لا اعتبارات لا لقانون دولي، ولا لعرف، ولا لدين، ولا لنظام، ولا لحقوق… ولا أي شيء يراعى في واقعنا، طالما والهدف هدف مسلم، إنسان مسلم، شعب مسلم، تنتهي كل تلك الاعتبارات، ولا شرعية دولية، ولا مجلس أمن، ولا قرارات أمم متحدة، ولا قانون دولي… ولا أي اعتبارات، كل شيء ينتهي، أمريكا في واقعها المستكبر، واقعها الطغياني، واقعها الإجرامي، سياساتها الاستكبارية الاستعمارية تريد أن ترسِّخ في واقعنا العربي- بل في واقعنا كأمة مسلمة- أن لها أن تفعل ما تشاء بمن تشاء متى تشاء، ولا يلومها أحد، ولا ينتقدها أحد، بل يأتي الكثير ليطبل لها، ويصفق لها، ويؤيدها، ويبارك ما فعلت، ويؤيد ما فعلت، ويأتي البعض ليقول للآخرين الذين ظُلِموا، الذين بُغي عليهم، الذين اضطُهِدوا، الذين سفكت دماء أعزائهم: [توقفوا، لا تفعلوا شيئاً، لا تفعلوا شيئاً]، هذه المعادلة ليست معادلة صحيحة بأي معيار، معادلة أن تتحرك أمريكا لاستهدافنا كأمةٍ مسلمة ونقعد، أن تقتلنا ونسكت، أن تحتل بلداننا ونسكت، أن تستعمرنا ونسكت، أن تتدخل في كل شؤوننا في صغيرها وكبيرها وفي كل مجالاتها ونذعن ونسلم ونطيع، هذه معادلة لا يمكن أن تكون مقبولةً لدى الأحرار من أبناء هذه الأمة، لدى المؤمنين من أبناء هذه الأمة، لدى من احتفظوا بإنسانيتهم وفطرتهم من أبناء هذه الأمة، يمكن أن تكون هذه المعادلة مقبولة لدى المنافقين، ولدى الخانعين المستكينين، الذين لم يحملوا من هذا الإسلام مبادئه العظيمة، أخلاقه العظيمة، لم يعتزوا بعزة هذا الدين الذي قال الله عنه: {[المنافقون: من الآية8]، يمكن لدى الآخرين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
كلمة السيد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ يناير 18, 2020