ونحن بحاجة إلى الله “سبحانه وتعالى”، نحن في مرحلة صعبة جداً، وحساسة، وخطيرة، نحن كشعبٍ يمني، وكأمةٍ مسلمة على نحوٍ عام، في مرحلة خطيرة جداً، بحاجة إلى أن نتجه بكل جدية، وبكل قوة، للإتِّباع للقرآن الكريم:
للاهتداء به.
للعمل في كل المجالات على أساسه؛ لنحقق لأنفسنا:
الاستقلال والكرامة.
والمنعة في مواجهة أعدائنا.
والقوة في تحمل الصعوبات، في مواجهة التحديات.
نحن بحاجة إلى ذلك بشكلٍ كبير.
ولمواجهة كل أشكال التضليل.
فما قد استفدناه في شهر رمضان المبارك، لنحرص على الاهتمام به عملياً.
طبعاً في الجانب الرسمي، إن شاء الله هناك توجه على هذا الأساس، في تصحيح الوضع الاقتصادي، وفق التعليمات الإلهية، على أساس هدى الله “سبحانه وتعالى” وتعليماته؛ إنما المهم أن يواكب هذا التوجه لدى الإخوة المعنين في القرار:
عناية من الجميع.
التزام من الجميع.
اهتمام من الجميع.
تحمل للمسؤولية بجد.
وفاء بالأمانة، هذه مسألة مهمة جداً.
وهذا ما سنسعى له– إن شاء الله- مع الإخوة المعنيين، وهم كذلك مع كل الجهات في مؤسسات الدولة، وعلى المستوى الشعبي، القرآن هو للجميع، منهجٌ للجميع، رسمياً، وشعبياً، علينا أن نتحرك على هذا الأساس.
فيما يتعلق بالأحداث، بالظروف القائمة:
سواءً فيما يتعلق بالتصدي للعدوان:
يجب أن نبذل كل الجهد، من واقع الشعور بالمسؤولية، وعلى أساس الاهتداء بالقرآن الكريم، للاستمرار في القيام بواجباتنا تجاه هذا الموضوع، وأن نعزز من أدائنا، أن نحسن من أدائنا في كل المجالات، ونحن نتصدى لهذا العدوان.
أو على مستوى واقع الأمة:
معروف ما يحصل اليوم في فلسطين، وما يواصله العدو الإسرائيلي من اعتداءات، واستهدف بها المسجد الأقصى، واستهدف بها مدينة القدس، ويستهدف بها الشعب الفلسطيني، والعدو الإسرائيلي هو عدوٌ للأمة، الله أخبرنا أنه عدو، وعداوته هذه واضحةٌ وجليةٌ:
في ممارساته الإجرامية اليومية.
وفي مخططاته التي تتجلى، وتتضح، وتنكشف، يوماً بعد يوم، وفي كل مرحلة.
مهما حاول المطبعون، والموالون، والخائنون لأمتهم ولدينهم، أن يقدموا من صورة مختلفة عن هذا العدو، فهو حتى يفضحهم هم، هو يستمر بشكلٍ واضحٍ في أنشطته العدوانية:
يستهدف هذه الأمة.
يستهدف مقدساتها.
يستهدف أبناءها في فلسطين.
مسؤوليتنا في هذه المرحلة أن نبذل كل جهد، وأن نسعى بكل جد- مع الاستعانة بالله “سبحانه وتعالى”- في النهوض بمسؤولياتنا، في أن نقف المواقف التي نرضي بها الله “سبحانه وتعالى”، وهي مواقف نحتاج إليها:
نحتاج إليها في أن نكون أمةً حرةً، عزيزةً، كريمةً، مستقلةً، منتصرة، لا يستعبدها أعداؤها، لا يذلها أعداؤها، لا يقهرها أعداؤها، لا يسيطر عليها أعداؤها.
نحتاج إليها لبياض وجوهنا، وشموخنا، وعزتنا، وكرامتنا، وفلاحنا، ونجاتنا، في الدنيا والآخرة.
فلذلك كشعبٍ يمني هويته إيمانية، بهذه الهوية، يجب أن نسعى بكل جد، وألَّا نبالي بكل أصحاب السبل المعوجة، والاتجاهات المنحرفة والخاطئة، بكل الخونة، الذين يبيعون أوطانهم، ويبيعون أمتهم، ويبيعون دينهم، لصالح أعداء هذه الأمة، أن نعمل بكل جد، أن نواصل اهتمامنا على كل المستويات، وفي كل المجالات.
نأمل- إن شاء الله- أن يكون النشاط العملي فيما بعد الشهر الكريم، بالاستفادة من هذه الدفعة التربوية والثقافية، التي استفدناها من هذا الشهر المبارك:
من عطائه التربوي.
من عطائه المعرفي.
من عطائه الثقافي.
من نوره وأثره المبارك في النفوس.
أن نتجه عملياً على نحوٍ نشطٍ، وفاعلٍ، وباستقامة.
بإكمالنا لشهر رمضان المبارك، نسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يتقبل منا ومنكم الصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وأن يهدينا بكتابه المبارك.
كما أتوجه إليكم جميعاً: إلى كل أمتنا الإسلامية، إلى كل شعبنا العزيز، إلى إخوتنا المرابطين في كل الجبهات، في جبهات بلدنا، وفي خارج بلدنا، في كل الجبهات التي نجاهد فيها في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، ونتصدى فيها للطغاة المستكبرين، الظالمين، أعداء الله، وأعداء الأمة، وأعداء الإنسانية، أتوجه إلى الجميع بالتهاني والتبريكات، بحلول عيد الفطر السعيد، ونسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يعيده على أمتنا بالعزة، والكرامة، والنصر، والفلاح، وصلاح الشأن.
ونأمل أيضاً من الجميع أن يحيي هذه المناسبة بذكر الله “سبحانه وتعالى”، بالأجواء السعيدة، والأجواء الإيمانية، والأجواء العملية الصالحة، وأن نكون على تعاونٍ مستمر، واهتمامٍ مستمر، بمسؤولياتنا في كل المجالات، وفي مقدمتها التصدي للأعداء.
أيضاً أن يكون هناك اهتمام مستمر بجمع التبرعات، فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثامنة والعشرون 1442هـ