عبدالفتاح حيدرة
أن تدمير الأخلاق والقيم هي الحرب التي يتنافس فيها الغرب الأوروبي وامريكا واسرائيل للسيطرة على حكم العالم عامة، والسيطرة على العرب والمسلمين عامة ، والتمسك بالأخلاق والقيم هو السلاح الذي يجعل كل شعوب ودول وأمم العالم توحد معركتها ضد الصهيونية العالمية و الرأسمالية الامريكية و الغرب الحقير ، وضد اللقطاء على التاريخ والجغرافيا ، إن الصهيونية وامريكا و الغرب - في جوهرهم - شيطان إجرامي و حربي وقاسي وعنيف ، مع ذاته ومع غيره ، أجلبوا تاريخهم منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا ، وانظروا فيه حقبة وراء حقبة ، لتروا أصول البربرية كما أنزلت ، ولتروا أصول الهمجية الإجرامية كما يريدها الشيطان نفسه ، حروبهم ضد الأنبياء والرسل والصالحين، حروبهم بين بعضهم ، حروبهم ضد غيرهم ، حروبهم بالوكالة ، قذارة الكيد و الحرب والثأر والغنيمة - قتلاً و دماراً وسلباً ونهباً وتزويراً وتضليلاً - هذه هي الموهبة والفطرة والغريزة الكامنة في أعماق الصهيونيةو الغرب وامريكا ، كانت هكذا ، ومازالت هكذا ، وسوف تبقى هكذا إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها..
إذا تسألنا عن السبب الذي جعل الصهيونية الروح الامريكية و الغربية الإجرامية تختفي فجأة من ذهنية الشعوب والأمم ..؟!! ، او كيف جملت هذه الروح الشيطانية نفسها خلال قرن واحد من الزمان..؟!! ، السبب بسيط جدا ، وهو أن جوهر الروح الإجرامية بقيادة (امريكا وبريطانيا) وبتخطيط شياطين (الصهيونية) عمل على أخفاء روح القيم والاخلاق عند المجتمعات والشعوب والأمم الأخرى عمدا ، عندما حشدت الدول الغربية نفسها وجيشوها لتدمير وقتل وإحتلال الشعوب و الدول والأمم في أفريقيا وآسيا و الأمريكيتين واستراليا بغزواتها الاستعمارية وصولا إلى الحرب العالمية الأولى ، التي أبادت الشعوب الغربية نفسها ، لهدف واحد ونتيجة واحدة هي إعلان وعد بلفور بولادة كيان العدو الصهيوني في فلسطين..
إن وعد بلفور ومنح اليهود دولة فلسطين العربية ، يتجدد اليوم بوعد ترامب بتهجير ابناء غزة، هذه هي الصورة الأبرز لحقيقة الإجرام الغربي البريطاني الامريكي الخادم الصهيونية ، الذي احتاج لتغطية وجهه الشيطاني و الاجرامي الذي زرعه في فلسطين ، للقيام بحرب عالمية ثانية ، قتلت واحتلت ونهبت وأهانت وجوعت وفككت وقسمت دول و شعوب العالم العربي والإسلامي كله ، لتأتي امريكا لتقود العالم ، وهي الدولة اللقيطة على التاريخ والجغرافيا ، وماذا يعمل اللقيط غير تدمير الأخلاق والقيم و الأصالة ، حتى يتساوى الجميع مع أخلاق اللقيط ، منح الغرب اللقطاء الصهاينة و الأمريكان دولا وجيوشا ، ليغطي على جرائمة بقشرة رقيقة مما أبدعه شيطان الصهيونية من تضليل وزيف الديمقراطية والدساتير والعلوم و الفلسفة والمزيكا والفنون والأدب والقانون ، مجرد قشرة تضليلية تسقط في ثواني عندما تستيقظ روح الإجرام و العدوان الكامنة من مرقدها الغربي والامريكي ، المطمئن بنومه العميق في حضن الصهيونية العالمية..
لكل هذا لا قوة السلاح والعتاد ولا قوة الاقتصاد ولا أي معيار آخر ممكن أن يبقي على أمة إذا تدمر دينها كما يفعل بن سلمان وتركي آل الشيخ في شعب الجزيرة العربية ، او انهارت أخلاق شعبها أو السواد الأعظم منهم ، وقبل البقية الباقية بهذا الانهيار الديني و الاخلاقي، او وقفوا مترجين على غزة ، والعكس اننا بقيم الشعب اليمني والجيش اليمني والقائد اليمني التي وقفت مع فلسطين وابناء غزة، فانتصرت غزة وانتصر محور المقاومة بثبات أخلاق وقيم مسيرة الشعب اليمني الايمانية والقرآنيه، وخلال عام وخمسة اشهر أكدت اليمن قيادة وشعبا وجيشا لكافة شعوب العالم ان هدى الله والأخلاق والقيم الأصيلة للإنسان السوي ليست المسئولة فقط عن بقاء الأمم والشعوب ، بل انها في الأصل ، أساس الرسالة المحمدية ، التي قال فيها النبي الأكرم صل الله عليه وعلى آله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، أكد الشعب اليمني للعالم ما كان الغرب يريد اخفائه وهو أن الاسلام ليس مجرد سلوك يعتاده المسلم ، وإنما هو قانون رسمي يؤكد على أن الأخلاق والقيم هي من تمنح العزة والكرامة والنجاح للأمم والشعوب ، وهي من تعطيها حق الإنتصار على الإجرام الإسرائيلي والامريكي والغربي اليوم الذي يمارسونه علنا على ابناء غزه ..