اليوم ماذا ستقولون وقد قاموا هم بقتل الأسرى الذين هم منكم؟ أُسِروا وهم في الجبهات يقاتلون، استقبلهم الجيش واللجان الشعبية بحسن الاستقبال وفق المبادئ والقيم الإسلامية، استقبلوهم بالاحترام، بالإنسانية، استضافوهم، ذهبوا بهم إلى هذا المعتقل في ذمار، عاشوا فيه ظروفاً طبيعية، تم التنسيق مع الأمم المتحدة، مع المنظَّمات للتأكد أن هؤلاء الموجودين في هذا السجن هم من الأسرى، زارتهم منظمات لعدة مرات، تم التنسيق مع أهاليهم؛ حتى يتمكن البعض من أهاليهم- ممن هم في المناطق الحرة هذه- من زيارتهم والاهتمام بهم، عاشوا وضعيةً طبيعية مستقرة، ثم عند الاتفاق على صفقة تبادل بجهود محلية، إذا بالمعتدي الأجنبي يأتي ليقتلهم عمداً عدواناً، جريمة وحشية، استهانة، استباحة، يفترض أن يكون لكم موقف، إذا لم يكن لكم موقف أمام كل هذه الأحداث أنتم تخسرون أكثر فأكثر.
وفي هذا درس لكل أبناء شعبنا العزيز، درس كبير جدًّا، علينا ألا نألوا جهداً كشعبٍ يمني في الدفاع عن كرامتنا، عن حريتنا، عن استقلالنا، في التصدي لهذا العدوان، أمام هذه الاستباحة من الأعداء، أمام هذا الامتهان، أمام هذا التعامل الوحشي والممارسات الإجرامية اليومية، لا يجوز أبداً أن نرضى على أنفسنا بهذه الاستباحة، أن نقبل بهذا الانتهاك للكرامة، أن نقبل وأن نتجاهل ما يحدث. |لا| لا يجوز هذا، انتماؤنا الإسلامي للإسلام الدين العظيم، دين الحرية والكرامة، دين العزة، هويتنا الإيمانية (الإيمان يمان)، والله يقول عن المؤمنين: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: من الآية8]، كذلك هويتنا الإيمانية، وقيمنا التي تربينا عليها جيلاً بعد جيل كشعبٍ يمني، بالحرية، بالاستقلال، بالكرامة، بالعزة تأبى لنا أن نقبل، أو أن نتجاهل، بل يجب أن تشكِّل كل هذه الانتهاكات والجرائم اليومية حافزاً ودافعاً بشكلٍ مستمر، ودافعاً كبيراً- وليس دافعاً عادياً- إلى تحمل المسؤولية، التي هي مسؤولية علينا أمام الله -سبحانه وتعالى- في التصدي لهذا العدوان، بكل أشكال التصدي، أن نسعى دائماً لتظافر الجهود في كل ما من شأنه أن يعزز موقفنا في التصدي لهذا العدوان، في الوصول إلى الانتصار، في إحباط أهداف هذه القوى الشيطانية المعتدية، كذلك إلى إفشال أهدافها الخطيرة جدًّا في تمزيق بلدنا، في استعباد شعبنا، في السيطرة على مقدراتنا، هذا ما يجب أن نسعى له.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الأولى بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ