يبيّن السّيد أنّ هذه الوضعيّة الّتي تعيشها الأمّة هي وضعيةٌ خطيرة, ليست وضعيّة السّكوت, ومحاولة البحث عن المبرّرات الشّرعيّة والسّياسيّة, لأنّها تعتبر من أخطر الوضعيّات الّتي تمرّ بها الأمّة, وهي وضعيّة تفرض ضرورة العمل والتّحرك الجماعي والشّعبي في مواجهة اليهود والنّصارى, وكشف وفضح مخطّطاتهم, ومؤامراتهم الخبيثة, وتبنّي المواقف العمليّة في مواجهتهم, الّتي أدناها وأقلها أن نرفع الشّعار, ونردد الصّرخة في مواجهتهم يقول السّيد: (الوضعية التي نحن عليها الآن ليست وضعية أن يبحث الإنسان عن مبررات إطلاقا حتى ولو كان هناك مبررات شرعية, وضعية خطيره, ليست وضعية أن يبحث الناس عن المبررات, ولا أن يقولوا: [نحن منشغلون بكذا أو كذا] هي وضعية يجب أن نتجه فيها لأن نتحدث دائماً مع الناس جميعاً عن خطورة المرحلة، وعن خطورة اليهود والنصارى، وعن أضرارهم ومفاسدهم، وعن كيف يجب أن نواجههم، وعن موقف نتبناه، أدناه وأقله أن نصرخ في وجوههم، ونرفع الشعار الذي قد جربوا هم مرارته) خطورة المرحلة.
ويرى السّيد أنّ أفضل طريقة للتّحرك في مواجهة اليهود والنّصارى, هي قضيّة التّحرك الشّعبي والجماهيري, وتأليب الجماهير, وتفعيلهم, وتقديم المشاريع التي يمكن لهم الانطلاقة فيها, والقيام بها, ولو في قضايا معيّنة, كالشّعار مثلاً, فالشّعار يعتبر سلاحاً مؤثّراً عليهم أشدّ ممّا لو كنّا عصابات مسلّحة تتقطّع للأمريكيّين وتختطفهم وتقتلهم, أو تقوم بعمليات وتفجيرات تستهدفهم, لأنّ أسلوب القرآن الكريم في تربيته للمؤمنين على مواجهة الأعداء يركّز على أن يقدّم لهم قضيةً كبيرةً يعملون فيها, ويتحرّكون بها, ويلّتفون حولها, يقول السّيد: (معلوم في مواجهة اليهود والنصارى إن أفضل طريقه أن يكون هناك جمهره للناس, ولو في قضايا معينه, قدم للناس شعار يمكن أن يرددوه في أي قرية, ويرددوه في أي مكان, أليس هذا عمل سهل، في متناول الناس جميعاً؟ بعضهم يقولون: لماذا لا تنطلقوا؟ نقول لهم نستطيع أننا نعمل مثل الآخرين، عشرة أشخاص، ما هي بحاجة أنك تهتم، عشرة أشخاص ينطلقوا، ويكونوا عشرة أشخاص، ويقوموا هم يختطفوا أمريكيين، ويقوموا يعملوا تفجيرات، ويعملوا أشياء من هذه، ما هو ممكن بعشرة؟ لكن لا، ليس المطلوب بالشكل هذا، المطلوب أنك تعطي للناس قضية يتحركون فيها؛ لأن هذا هو أسلوب القرآن, أسلوب القرآن وهو يوجه خطابه للمؤمنين، للمسلمين.
ولازم أن ننزل طريقة للمسلمين، للمؤمنين وأن نتحرك فيها، ونحرضهم هم؛ لينطلقوا فيها، وأن هذه أكثر أثرا، تعرفوا أن هذه أكثر أثراً؟ عشرة لو نجعل عشرة أشخاص، أو عشرين شخصاً ويكونوا هم يعملوا أعمال مثلما يعمل الآخرون في مرحلة كهذه، في مرحلة كهذه، لما كان لها أثر مثل أن ننطلق بشعار نرفعه في مساجدنا، بالنسبة للأمريكيين) آيات من سورة الكهف.
ويعتبر السّيد أنّ التّحرك الصّحيح والسّليم في مواجهة الأعداء, هو أن نبحث عن الأعمال والمواقف المؤثّرة عليهم, والفاعلة ضدّهم, وفي مواجهتهم, وأنّ هذه هي انطلاقة المؤمنين الأقوياء, فيقول: (هذا هو العمل الصحيح أنك تبحث عن عمل مؤثر على العدو لا أن تنطلق إنطلاقة الضعفاء, إنطلاقة الجبناء, إنطلاقة المهزومين, إنطلاقة العمي, تبحث عمّا يرضيهم) آيات من سورة الكهف.
وينطلق السّيد في عمله هذا من خلال معرفته بطرق ومنهجيّة القرآن الكريم, وأساليبه ووسائله التّربويّة والجهاديّة, ومن خلال معرفته الصّحيحة والدّقيقة بالواقع الذي تعيشه الأمّة الإسلاميّة, وظروفها, وواقعها, وما تتطلّبه هذه المرحلة من أعمال, ويؤكّد السّيد أنّه من خلال مسيرة العمل والتّحرك القائم على أساس القرآن الكريم, تأتي بشارات من قبل الله سبحانه وتعالى يلمسها النّاس في أعمالهم وواقعهم تطمئنهم بصّحة أعمالهم, ومواقفهم, وتطابقها مع الواقع, والزمن, والمشكلة, فيزدادون ثقةً وقناعةً بصحّة مواقفهم وأعمالهم, وهذا ما لمسه النّاس خلال عملهم هذا من خلال الواقع, والبشارات الإلهيّة, الّتي هي بفضل الله وتوفيقه, فيقول: (ومن جهة أخرى نطمئن إلى أن عملنا قد كان - إن شاء الله - بتوفيق الله، أن عملنا هو بتوفيق الله، وأن عملنا هو العمل الذي تتطلبه الظروف، ظروف الأمة, وظروف اليمن، ظروفنا كمسلمين, وواقع ديننا, وواقع أمتنا, أليس هذا هو ما يمكن أن نكتشفه؟ فهل اكتشفنا أننا أخطأنا - كما يقول الآخرون - أم اكتشفنا أننا بحمد الله على صواب ونحن نعمل هذا العمل؟.
إذاً هذا هو مما يزيدنا يقيناً، وهذا - فيما أعتقد - هي من البشارات التي قال الله فيها عن أوليائه: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾[يونس: من الآية64] البشارات تأتي أحيانا بشكل طمأنة لك في أعمالك أنها أعمال صحيحة, وأنها أعمال مستقيمة, وأنها الأعمال التي تتطلبها المشكلة, ويتطلبها الزمن, ويتطلبها الواقع) خطر دخول أمريكا اليمن.
وأمام زخم هذه الأحداث الخطيرة الّتي تمرّ بها الأمّة وتداعياتها تبنّى السّيد موضوع إطلاق الصّرخة في وجه المستكبرين, وكانت هذه هي البداية الأولى لترديد هذا الشّعار العظيم, وتنبّأ السّيد بأنّ هذه الصّرخة ستجد لها مكاناً, بين نفوس المؤمنين, وقلوباً واعية, وآذاناً صاغية في مناطق أخرى, يقول السّيد: (نعود من جديد أمام هذه الأحداث لنقول: هل نحن مستعدون أن لا نعمل شيئاً؟ ثم إذا قلنا نحن مستعدون أن نعمل شيئاً فما هو الجواب على من يقول: [ماذا نعمل؟].
أقول لكم أيها الاخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا:
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد - بإذن الله - ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم - إن شاء الله - في مناطق أخرى:
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟
إنها من وجهة نظر الأمريكيين - اليهود والنصارى - تشكل خطورة بالغة عليهم) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكّد السّيد أنّ هذا العمل هو العمل الذي يجب أن نتبناه في هذه المرحلة, وهو عمل سنلمس أثره في الميدان, ونلمس شدّته على الأمريكيّين والإسرائيليّين, وسينطلق المنافقون, والمرجفون, والذين في قلوبهم مرض ليخوّفونا منه, لأنّهم المرآة التي تعكس لنا مدى فاعليّة وأثر أعمالنا في مواجهة اليهود والنّصارى, يقول السّيد: (لنقل لأنفسنا عندما نقول: ماذا نعمل؟ هكذا اعمل، وهو أضعف الإيمان أن تعمل هكذا، في اجتماعاتنا، بعد صلاة الجمعة، وستعرفون أنها صرخة مؤثرة، كيف سينطلق المنافقون هنا وهناك والمرجفون هنا وهناك ليخوفونكم، يتساءلون: ماذا؟ ما هذا؟.
أتعرفون؟ المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ﴾[الحشر: من الآية11] فحتى تعرفون أنتم، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها.
إذاً عرفنا أن باستطاعتنا أن نعمل، وأن بأيدينا وفي متناولنا كثير من الأعمال، وهذه الصرخة [الله أكبر/ صرخة الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود - لأنهم هم من يحركون هذا العالم من يفسدون في هذا العالم - / النصر للإسلام] هي ستترك أثرها، ستترك أثراً كبيراً في نفوس الناس) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكّد السّيد أنّنا أمام خيارين اثنين كلٌّ منهما يفرض علينا ويدفعنا لأن يكون لنا موقفٌ في مواجهة أعدائنا, وتغيير وضعيّتنا الّتي نعيشها, فيقول: (عندما نتحدث أيضاً هو لنعرف حقيقة أننا أمام واقع لا نخلو فيه من حالتين، كل منهما تفرض علينا أن يكون لنا موقف.. نحن أمام وضعية مَهِيْنة: ذل، وخزي، وعار، استضعاف، إهانة، إذلال، نحن تحت رحمة اليهود والنصارى، نحن كعرب كمسلمين أصبحنا فعلاً تحت أقدام إسرائيل، تحت أقدام اليهود، هل هذه تكفي إن كنا لا نزال عرباً، إن كنا لا نزال نحمل القرآن ونؤمن بالله وبكتابه وبرسوله وباليوم الآخر لتدفعنا إلى أن يكون لنا موقف.
الحالة الثانية: هي ما يفرضه علينا ديننا، ما يفرضه علينا كتابنا القرآن الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق الشعور بالمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى, نحن لو رضينا - أو أوصلنا الآخرون إلى أن نرضى - بأن نقبل هذه الوضعية التي نحن عليها كمسلمين، أن نرضى بالذل أن نرضى بالقهر، أن نرضى بالضَّعَة، أن نرضى بأن نعيش في هذا العالم على فتات الآخرين وبقايا موائد الآخرين، لكن هل يرضى الله لنا عندما نقف بين يديه السكوت؟ من منطلق أننا رضينا وقبلنا ولا إشكال فيما نحن فيه سنصبر وسنقبل) محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرات السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.