مع أن الله سبحانه وتعالى قد بين الرشد من الغي على أكمل وجه ووضح الحق من الباطل على أرقى مستوى، ولكن كثير ما يغمض البعض عينيه عن آيات الله ولا يريد أن يتفمها ويستوعبها ويستبصر بها ويدعي أنه ما زد عرف الحق من الباطل.
الأحداث والمتغيرات في واقع الحياة تكشف في طياتها عن الحق والباطل، ويأتي الباطل في كل مرحلة يكشف عن وجهه القبيح ليظهر لمن يتعامى سوءته.
فالواقع اليوم يضع الأمة الإسلامية حكامها وقاداتها وعلماءها وطوائفها وأحزابها وعامتها وكبارها وصغارها بين خطين، ويرسم لها طريقين واضحين.
اليوم سيتميز الخبيث من الطيب، ومن المؤمن الصادق ومن الكاذب.
القدس سيثبت للعالم من الذي سيقف معه وفي صفه ليرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومن يؤيد ويبارك ومن سيلزم الصمت والذي يعبر عن الرضا.
اليوم المسلمون إما تحت قيادة أمريكا وإسرائيل وعملاءهم وأدواتهم وإما مع القدس وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان.
فأمريكا إتخذت قرارها وتوجهها أنه من يعترض قرارها فهو في القائمة السوداء لديها، وستشن عليه عدوانها وتحرك أدواتها لقتاله تحت عنوان محاربة إيران، وأي قوى مناهضة لإستكبارها أو حركات مقاومة للإحتلال الصهيوني فهو إيراني مجوسي.
بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف إنكشف القناع، فمن يقف مع من يؤيد ويبارك هذا العمل الهمجي أو يسكت عنه لا شك أنه أصبح أمريكيا وإسرائيليا وإن قام ليله يعبد الله ولا يفتر وصام النهار ولا يفطر، وإن ظهر أمامنا أنه متدين ومتعبد ولا عليه من شيء فهو مجرم يتلبس بلباس الدين.
ومن يعترض وبشدة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فهو العدو الحقيقي لأعداء الله، لأنه كفر بالطاغوت الأكبر أمريكا وإسرائيل وأعلن البراءة منهما وممن يحذو حذوهم.
(( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
فالقدس عاصمة فلسطين للأبد، وفلسطين قضيتنا المركزية مهما كانت التحديات والأخطار.
العدوان السعودي الإماراتي على اليمن مشروع أمريكي لإغراق الشعب اليمني في قضايا ثانوية، والتصعيد الإماراتي في الساحل الغربي هو دعما للقرار الأمريكي وخدمة للمشروع الأمريكي في فلسطين حتى يبقى حديث الشارع اليمني عن الساحل الغربي ولا يلتفتوا إلى القدس الشريف، مع يقينهم أنهم فاشلون في تصعيدهم كما فشلوا لأكثر من ثلاث سنوات.
فالشعب اليمني العظيم كما هو على مبدأ ثابت لا يتغير في موقفه من القضية الفلسطينية، وهو يعبر عن ذلك رغم المعاناة نتيجة عدوان وحصار تحالف العربان في مظاهرات ومسيرات غاضبة تضامنا مع القضية المركزية قضية فلسطين.
فهو الشعب اليمني العظيم سيظل وفيا مع القضايا العربية والمقدسات الإسلامية، ولن ينخرط أو يلتحق بركاب العربان المنخرطون في العمالة الرهيبة والإنبطاح الغير مسبوق للهيمنة الأمريكية.
ـــــــــــــــــــــ
بقلم / عدنان الكبسي (أبو محمد)