مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أحمد الضبيبي
في محرابِ الفِداءِ الأبديّ، حَيثُ تتلاشى فوارقُ الزمنِ وتسمو النفوسُ إلى مراتبِ العُروجِ، تقفُ أسماءهم كقناديلَ لا ينطفئُ نورُها.

إنهم رجالُ اللهِ، أطياف الأرواح المُعطّرة وأيقوناتُ البذلِ التي ما غابتْ عن سماءِ العِزة لقد انطلقوا من منصَّةِ الوحيِ المُنيرِ، مُتَّشحينَ بـ "البصيرة الممنهجة"، مُستوعبينَ أنَّ جُذوعَ التمكينِ لا تنبتُ إلا من غرسِ التضحيةِ الأرقى.

لمْ يكنْ مشروعُهم القرآني مُجَـرّد حراكٍ موضعيٍّ أَو رَدِّ فعل آنيٍّ، بل كان استجابة قُصْوى لنداء الأزل الأقدس، وتنزيلًا عمليًّا لآياتِ التحريرِ الكُبرى.

منذُ اليومِ الأول لـ "المسيرة القرآنية" ولهذا المشروعِ العظيم، نقش في صميم الرؤية ومركز البوصلة هدفٌ واحدٌ، جَليٌّ كنورِ الشّمسِ في كبدِ السماءِ هو تحريرُ القُدسِ الشريفِ وكامل تُرب فلسطينَ المُقدَّسة.

هم الشهداءُ الذين ارتوتْ أرضُنا بفيضِ دمائهم الطاهرة، لتُزهرَ في كُـلّ زاويةٍ من زوايا هذا الوطنِ أمجادًا أبدية في مَحرابِ الفِداء وهذه الدماءُ الزكيةُ لم تكنْ مُجَـرّد قطراتٍ تسيلُ، بل كانتْ مدادًا إلهيًّا خطَّ أسمى معاني التضحية والبطولة.

لقد أضاء الشهداءُ دربَ النصرِ بوهج التضحية الكُبرى، فكانوا شُعلةً تتقدُّ في ليالي الظُلمةِ، وهدايةً للمُتردّدين، وبرهانًا ساطعًا على أنَّ الحقَّ لا يُقهرُ ما دامَ لهُ رجالٌ يبيعونَ الحياةَ ثمنًا للكرامةِ.

إنهم الأبرارُ الذين صاغوا بدمائهم الزكية ميثاقَ الكرامةِ والاصطفاء الإلهي، ميثاقًا خالدًا يُنادي في الأجيال القادمة بأنَّ العيشَ في ظلِّ الذلِّ موتٌ، وأنَّ الموتَ في سبيلِ العِزةِ حياةٌ لا تنتهي.

هؤلاءِ الأطهار هُم شريانُ العِزةِ الذي لا ينضب وتجذيرِ مَفهومِ الصُمودِ المُطلق، حَيثُ إنَّ صمودهم لم يكن مُجَـرّد تكتيكٍ عسكريّ، بل كانَ تجليًّا لإيمانٍ عميقٍ بأنَّ الحقَّ هو الأقوى، وأنَّ إرادَة الشعوبِ الحرةِ أعتى من كُـلّ قوةٍ غاشمة.

لقد قدَّموا القُربانَ الأغلى الذي افتدى بهِ رجالُ اللهِ كرامةَ الأُمَّــة وصاروا هم القُدوة، والنبراس الذي يُضيءُ لنا دروبَ المُستقبل في لحظةِ البَيعِ الإلهي، حَيثُ انهم لم يتردّدوا ولم يتخاذلوا، بل أقبلوا على الموتِ بقلوبٍ مطمئنةٍ ونفوسٍ مُتيقنةٍ بالنصرِ أَو الشهادة.

لقد كانوا وهج الإيمان في لحظة الفصل بين الفناء والبقاء الأبديّ، فناءُ الجسدِ وبقاءُ الروح في جنان الخُلدِ، وبقاءُ الذكرِ في سجلِّ الخالدين.

كانوا حقيقةَ هذا الإيمان المُتجسد في صورة بطولةٍ نادرة، تروي للأجيال أنَّ الإرادَة المُتساندةَ بالحقِّ لا تُهزمُ وإنَّ تضحياتِهم جسَّدت أسمى صور الانتماء والعشق للوطن والمُقدسات، فبأرواحهم الزكية، رَسَموا خريطةَ طريقٍ نحو الحُريةِ والسيادةِ، وبدمائهم، كتبوا قَسَمَ العودةِ والانتصار.

وفي الختامِ، يبقى الشهداءُ مَدارِسُ الشُموخ وحِكاياتٌ من تضحياتِ رجالٍ جعلوا من أجسادهم جُسورًا نحو المَجدِ، فكلُّ حجرٍ وشبرٍ في هذا الوطنِ يحكي قصةَ شهيدٍ، وكلُّ ومضةِ نورٍ هي استمرار لوهجِ أرواحهم التي ما غابتْ ولن تغيبَ عن سماءِ العِزة، فلهمْ منا كُـلّ وفاءٍ، وعلى خطاهم سيبقى اليمن سائرٌ نحو تحقيقِ النصرِ المُبين.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر