مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وفي الحقيقة أنه من الغريب أن نحتاج، ونحن كمسلمين، مؤمنين بالقرآن الكريم أن ننتظر إلى أن نرى المشاهد السيئة ضد ديننا، وضد أمتنا وحينئذٍ عسى أن نتحرك على أقل وأدنى مستوى.

بينما الواقع؛ الواقع الذي يفرضه القرآن الكريم: أن المسلمين حتى وإن لم يُغزوا إلى بلادهم، وإن لم يصل فساد الآخرين إلى بلادهم هم مكلفون، هم ملزمون من جهة الله سبحانه وتعالى أن يهتموا على أعلى مستوى من الاهتمام أن يكونوا هم من يتحركون إلى الآخرين، هم من ينطلقون ليصلوا بإسلامهم إلى أعماق أوروبا، ليصلوا بإسلامهم إلى أمريكا، ليهُدُّوا كل بناء للطواغيت في أي مكان من هذه الدنيا. هذا ما يفرضه القرآن الكريم، وهذا ما ًأهَّلَّ القرآن الكريم هذه الأمة لأن تنهض به.

فلماذا نحن وصل بنا الأمر كمسلمين إلى هذه الدرجة؟ وصل بنا الأمر نحن كزيود وشيعة لأهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الدرجة، أن نرى ما يبعث على الخزي أن نرى ما هو مؤسف حقا من عمل ضد الإسلام، والمسلمين في كل منطقة، ثم بعد نحن لم نتجه اتجاهًا جادًا، أو الكثير بعد لم يخطر على باله، لم يخطر على باله بعد أن يتحرك، أو أن يعمل شيئًا ما، هذا يدل على انحطاط إلى أحط مستوى في فهمنا لديننا، وفي ثقتنا بربنا، وفي اعتزازنا بهذا الدين، وافتخارنا بهذا الدين العظيم، أن لا نتحرك حتى على الرغم مما نشاهده، مما نعلمه حربًا شديدة ضد ديننا، وضد أمتنا، وضد كل فرد فينا، وكل أسرة في مجتمعنا.

القرآن الكريم جعله الله نورًا للمؤمنين، نورًا للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجم عليهم الظُّلْمة، يتحركون هم على أساسه قبل أن يهجم عليهم العدو إلى عُقرِ ديارهم، سواء بفساده، أو أن يصل بقدمه وبنفسه، ألم يتحرك الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو في غزوة [تبوك] ليهاجم هو، وعلى مسافة طويلة جدًا من المدينة نحو (750 كم) إلى تبوك ليواجه دولة عظمى في ذلك الزمن هي دولة الرومان.

أراد أن يقول لأمته: إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاء إذا ما هجم عليهم العدو، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم، ولأن يتنازلوا ببساطة عن دينهم إذا ما هجم عليهم العدو إلى داخل ديارهم، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كل شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كبارًا، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القوة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم.

أولم نسمع أن الأمريكيين فعلًا دخلوا اليمن؟ وسمعنا في هذا الأسبوع ما يؤكد فعلًا أن الأمريكيين شئنا أم أبينا سيصنفون اليمن دولة إرهابية، وأنهم سيعملون على أن يكون لهم وجود هنا في اليمن، وقواعد في اليمن، أي أن يسيطروا على اليمن سيطرة مباشرة، أما الهيمنة فهي قائمة، كل الدول العربية تخضع لأمريكا في مختلف شؤونها، في المجال السياسي، وفي الاقتصادي، وفي الثقافي، وفي مختلف المجالات، لكنهم لا يكتفون بهذا، هم يريدون أن يدخلوا مباشرة إلى أعماق كل قطر إسلامي، وإذا ما دخل الأمريكيون - ونحن من عانينا كثيرًا من فسادهم كيهود ونصارى، وهم من لا يزالون في بلادهم، وصل فسادهم إلى كل أسرة داخل بلادنا، وصل فسادهم داخل كل أسرة في البلاد العربية، فكيف إذا ما دخلوا هم بأنفسهم؟ - سيذلّون الناس، سيحاربون الدين من داخل البلاد، سيذلون كل إنسان سيقهرون اليمنيين، سيذلونهم، سيجعلونهم عبيدًا لهم، خيرات بلادنا سينـتهبونها، سيتحكمون في كل شيء في هذه البلاد، فلا تتصوروا أن دخولهم سيكون دخولًا عاديًا، ولا تنتظر أنت أن تراهم أمامك، هم سيبنون قواعد عسكرية لهم هنا وهنا وهناك، لا يسمح لليمنيين بأن يدخلوا إليها.

 

ألا أجرؤ على أن أقول قولًا الموت لهم وأنا من أراهم يذبحون أطفالنا في فلسطين وفي لبنان وفي غيرها، وألا أجرؤ أن أقول النصر للإسلام وأنا أراهم يهدمون قيم الإسلام ومبادئه وأسسه في نفوسنا وفي حياتنا.

من يسكت من يجبن وهو يشاهد هذا؟ إنه من ليس في نفسه ذرة من اهتمام بأمر أمته ولا بأمر دينه وليس في قلبه وعي على الرغم مما يشاهد، ماذا ننتظر بعد هذا؟ أي أحداث يمكن أن تخلق لدينا وعيًا؟ أي أحداث يمكن أن نقطع في حينها أن أولئك أعداء؟ إذا كنا بعد لم نثق بالقرآن الكريم الذي قال بأنهم أعداء ثم هذه الأحداث التي تجري في الدنيا لا تكفي أن نعرف أن أولئك أعداء، فبأي أحداث بعد هذه نؤمن ونعي؟! هذه نقطة.

الشيء الثاني: أن كثيرًا من الناس الذين ينطلقون لتثبيط الآخرين عن أن يرفعوا هذا الشعار على الرغم من أنه كما قلنا أكثر من مرة: إنه أقل ما يمكن أن نعمل، لا أنه كل شيء، إنه أقل ما يمكن أن نعمل ولكنا على الرغم من ذلك - وأسفنا ألا نستطيع إلا ذلك - له أثره الكبير فعلًا.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 11/2/2002

 اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر