فالدين والمنهج الإلهي ليس فقط تكليفات نعملها من أجل أن نثاب عليها في الآخرة حينما نلتزم بها، ليست فقط تكليفات يترتب على القيام بها أجر في الآخرة وحسب .. لا. بل هناك وقبل الآخرة في الدنيا نتائج لصالح هذا الإنسان، لاستقامة حياته، ولتكريم هذا الإنسان، لأنه جانب من تكريم الله لهذا الإنسان، هدى الله ومنهجه وتعليماته التي أنعم بها على هذا الإنسان، ليس فقط ما يمكن أن نعتبره نعماً من الله، النعم المادية، هي جانبٌ واحد من نعم الله سبحانه وتعالى، هناك جانب أكبر وأعظم، وهو الذي يجعل حتى لتلك النعم المادية قيمتها وأثرها، هو الهداية الإلهية، هدى الله لهذا الإنسان، نوره وتعليماته التي تسموا بهذا الإنسان، وتُعز هذا الإنسان، وتبني هذا الإنسان، وتبني حياته على أساسٍ من القيم والمبادئ العظيمة، تحقق له الكرامة، وتحقق له العزة، وتحقق له السمو والرفعة، وتستنقذه من ما يحط من إنسانيته ومقامه، الله سبحانه وتعالى كرَّم الإنسان، كرَّمه في خلقه، وكرَّمه في منهجه، وكرَّمه في تدبيره، تكريم واسع يتناول كل جانب، وكل شأن من شؤون هذا الإنسان، ولذلك عندما نتأمل في دين الله ومنهجه العظيم ندرك أنه ليحقق للإنسان السعادة، يُنظم حياته.
عندما نأتي على سبيل المثال إلى الحرام والحلال، إلى دائرة الحلال ودائرة الحرام، ما الذي حرمه الله على هذا الإنسان؟ الله سبحانه وتعالى حرم على عباده الخبائث، الخبائث، وفي المقابل أحل لهم الطيبات. دائرة الطيبات دائرة واسعة جداً، واسعة جداً، ليس فيها كبت للإنسان ولا تضييق على الإنسان، دائرة الخبائث التي هي محرمة؛ لأنها تضر بالإنسان، وتسيء للإنسان، وتؤثِّر سلباً على الإنسان وعلى حياته وعلى واقعه، هي دائرة محدودة وصغيرة.
من التكريم للإنسان أن حَرَّم الله عليه الخبائث، ومن التكريم له أن أحل له الطيبات، كل تلك الدائرة من الخبائث وهي دائرة صغيرة ومحدودة، لا حاجة للإنسان بها، هناك ما يغنيه عنها، وما يرتاح به بديلاً عنها فيما يتوافق أيضاً مع ما أراد الله له أن يكون عليه من الكرامة ومن السمو ومن العزة وهكذا، ثم ما فيه سلامة صحته، سلامة جسده، سلامة تفكيره ووعيه، وهكذا نجد في بقية التكليفات والتنظيمات والتشريعات التي داخل هدى الله سبحانه وتعالى في هذا الإنسان، كلٌ منها لصالح هذا الإنسان.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بعنوان (الفوز العظيم)
القاها بتاريخ: 9/ رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.