مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبِين، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبِين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أَيُّهَـــــا الإِخْـــــــوَةُ وَالأَخَـــــــوَات: 
السَّــــــلَامُ عَلَيْكُـــمْ وَرَحْمَـــــةُ اللَّهِ وَبَـرَكَاتُـــــهُ؛؛؛
    في تطوُّرات العدوان الإسرائيلي الهمجي، الوحشي، الإجرامي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة: 
يستمر العدو الإسرائيلي في إجرامه، وفي عدوانه، في جريمة القرن، المستمرة على مدى سبعمائة وثلاثة أيام، وفي حصيلة ذلك العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة: أكثر من (عشرين ألف طفل شهيد)، و(اثني عشر ألف وخمسمائة امرأة شهيدة)، ومسح العدو من السجل المدني (ألفين وسبعمائة أسرة) في قطاع غزَّة، وهذا كله من إجمالي أكثر من (مائتين وتسعة وثلاثين ألف) من الشهداء والجرحى والمفقودين. 
والعدو الإسرائيلي يمارس هذه الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة بكل وسائل الإبادة: 
-    بالقتــــل: من خلال الغارات الجوِّيَّة والقنابل الأمريكية، وبالقذائف، وبإطلاق النار... بكل وسائل القتل، فيقتل الجميع، الآلاف (أطفالاً، نساءً، كباراً، صغاراً) يستهدفهم جميعاً دون استثناء، فهو لا يستثني فئةً معيَّنة، يقتل الأطباء، والكوادر الصِّحِّيَّة، يستهدف الصحفيين، يستهدف كل فئات المجتمع، ليس هناك استثناء لأي فئة من فئات المجتمع، لا من الكبار، ولا من الصغار، ولا أي فئة من المدنيين، استهدافٌ شامل. 
-    ويستهدفهم أيضاً في الإبادة الجماعية بالتجويع: يستمر في ذلك، وهذا ما شهدت به كل المؤسسات والمنظَّمات الدولية البارزة المعروفة، التي تعتبر نفسها معنيَّةً بهذه المسائل، وفي المقدِّمة: الأمم المتَّحدة، والتي لم يتغير شيءٌ منذ أن أعلنت هي أيضاً المجاعة في قطاع غزَّة، بعد انتظار لفترة طويلة حتى تكتمل معاييرها الغريبة، وهكذا هو الحال في مختلف البلدان، يشهد الجميع على 
أنَّ العدو الإسرائيلي يمارس جريمة التجويع بحق مليوني إنسان، في جريمة بشعة للغاية، لا مثيل لها في كل أنحاء المعمورة، والعدو الإسرائيلي يستمر في ذلك. 
-    ويستمر أيضاً في مصائد الموت: التي جعل منها أيضاً وسيلةً من وسائل الإبادة الجماعية، في القتل لطالبي المساعدات، ومنتظري المساعدات، والساعين للحصول على الطعام، وكذلك هو الحال أيضاً في الاستهداف للساعين للحصول على الماء، في مسعاه أيضاً للتعطيش والإبادة بالتعطيش. 
فهو يستخدم كل وسائل الإبادة الإجرامية، الوحشية، البشعة، الفظيعة، التي تتنافى مع كل القيم، مع كل الأعراف، مع كل المواثيق، مع كل القوانين، والتي هي إجرامٌ فظيعٌ، يعرف بذلك كل المجتمع البشري.
يستمر أيضاً في التدمير المستمر للمباني السكنية والعمران، ويسعى إلى ألَّا يبقى أي معالم للحياة في قطاع غزَّة، ودمَّر الكثير، في بعض الإحصائيات: ما يقارب 90% من العمران والمباني السكنية في قطاع غزَّة، يستخدم القنابل الأمريكية للتدمير، يستخدم أسلوب التفجير والنسف للمباني، كذلك أسلوب التجريف بالجرَّافات، التي يزوِّده الأمريكي بدفعات منها في كل آونةٍ وحين. 
يقوم أيضاً بتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات؛ للمزيد من العزل، والسعي للمزيد من إخفاء الحقائق، والتَّكَتُّم على حجم الإجرام في قطاع غزَّة. 
التدمير الواسع والشامل للعمران، والمباني السكنية، ومعالم الحياة في قطاع غزَّة، شمل (ثمانية وثلاثين مستشفى)، وشمل أيضاً (ثمانمائة وخمسة وثلاثين مسجدًا)، وهذا عدد كبير جدًّا من المساجد، والاستهداف للمساجد من أهداف العدو الأساسية في عدائه الواضح والصريح للإسلام والمسلمين، فهي كمعالم دينية مقدَّسة، من أهدافه التي يركِّز عليها في بداية ما يستهدفه في قطاع غزَّة. 
وكذلك شمل التدمير (مائة وستين مدرسة ومؤسسة تعليمية)، ووصل الحال إلى تعطيل عملية التعليم في قطاع غزَّة، وحرمان النشء من التعليم، حرمان أبناء القطاع من التعليم، وهي جزءٌ من مظلوميتهم الكبيرة، التي يظلمهم بها العدو الإسرائيلي، فهو يستهدف الحياة بكل معالمها، بكل مقوماتها، بكل أنشطتها، ويسعى إلى أن يحل الموت والدمار والإبادة، مع التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وهو يعاني معاناة كبيرة جدًّا من عملية التهجير القسري، والعدو الإسرائيلي يحشر فيها مئات الآلاف في مناطق ضيِّقة، وبدون خدمات، ويعلنها- في نفس الوقت- مناطق آمنة، ثم يستهدفهم فيها أيضاً، وتكرَّر ذلك كثيراً منذ بداية العدوان وإلى اليوم.
وهذا فيما يتعلَّق بقطاع غزَّة، والتفاصيل كثيرة جدًّا في يوميات الإجرام الصهيوني، والإبادة الجماعية في جريمة القرن، التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، تتحدث عنها وسائل الإعلام؛ لأن مما تميَّزت به جريمة القرن التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في هذا العصر: أنها تُبث في وسائل الإعلام، ويشاهدها العالم، ويشاهد مجرياتها وتفاصيلها الفظيعة، الرهيبة، الوحشية، ليست جريمةً على وجه الخلسة، أو أتت في لحظة زمنية عابرة، ولم ينتبه المجتمع البشري إلَّا وقد مضت وانقضت، بل هي إجرامٌ مستمرٌ يوميٌ إلى هذا المستوى: أكثر من سبعمائة يوم، وبشكلٍ بشعٍ جدًّا، وفظيعٍ للغاية، ويشاهدها العالم في التلفزيونات، في القنوات الفضائية، تنشر المشاهد الحيَّة لها؛ ليشاهدها الجميع، مشاهد رهيبة جدًّا ومؤلمة: 
-    مشاهد القتل للأطفال: سواءً بالغارات، بالاستهداف بالصواريخ من الطائرات المسيَّرة، بإطلاق النار، بالقنص، كم هناك من تفاصيل ومشاهد نشرت، كل مشهدٍ منها يدمي القلب، كل مشهدٍ منها كافٍ في أن يجرح الضمير الإنساني، وأن يحيي الشعور بالمسؤولية لدى كل إنسان بقي فيه ذرةٌ من الإنسانية. 
-    مشاهد للاستهداف للنساء كذلك، ومعاناتهن، ومظلوميتهن في قطاع غزَّة، كل مشهد لكل امرأة- مما نشرته وسائل الإعلام- كافٍ بأن نشعر جميعاً بمسؤوليتنا في أن يكون لنا موقفٌ مسؤولٌ، إنسانيٌ، أخلاقيٌ، دينيٌ، تجاه ذلك الإجرام الفظيع، في مقابل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ من المجتمع البشري، جزءٌ من المسلمين والعالم الإسلامي، جزءٌ من العرب، كل مشهد مؤثِّر جدًّا. 
-    الاستهداف للكبار والمسنين، كذلك للشباب... لكل فئات الشعب الفلسطيني.
-    الاستهداف للأطباء، للمستشفيات، للمرضى، للجرحى.
-    المعاناة الرهيبة من التجويع حتى الموت، حتى الارتقاء في الشهادة، وفي المقدِّمة: الأطفال، الذين هم الأكثر معاناةً، والأكثر تضرراً من جريمة التجويع.
-    وهكذا الاستهداف بالتعطيش، والاستهداف لأبناء الشعب الفلسطيني، حتى للأطفال حينما يذهبون لجلب الماء بصعوبة بالغة، وفي إطار مخاطر كبيرة على حياتهم.
إجرام رهيب جدًّا، وفظيع للغاية، وعدوان كبير لا مثيل له في كل أنحاء المعمورة. 
    أيضــــاً في الاستهــــداف للمقــــدَّسات:
مثلما العدو الإسرائيلي دمَّر مئات المساجد في قطاع غزَّة، أكثر من ثمانمائة مسجد، هو يركِّز أيضاً على القدس، وعلى المسجد الأقصى، الذي هو من أهم المقدَّسات الإسلامية، ومن أعظمها شأناً، وقدسيةً، وأهميةً، ومكانةً في الإسلام.
العدو الإسرائيلي يستمر في الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وهي- كما قلنا- بهدف الترويض للمسلمين؛ حتى تصبح هذه المشاهد مشاهد اعتيادية، لا تثير سخطاً، ولا غضباً، ولا انفعالاً، ولا يبنى عليها ردة فعل، ولا ينتج عنها موقف، بل تصبح من المشاهد التي لا تحرِّك في نفوس المسلمين أي شعور بالمسؤولية، ولا أي استفزاز، وتتحوَّل المسألة وكأنها عادية، وكأنهم يتجوَّلون في أي شارع من الشوارع العادية في أي بقعةٍ من بقاع الأرض.
هذا شيء خطير جدًّا، هذا من التدني الديني، والإنساني، والأخلاقي في واقع المسلمين: أن تصبح الاستباحة لمقدَّسٍ من مقدَّساتهم، لِمَعْلَمٍ من معالمهم الدينية المقدَّسة، أن تكون الاستباحة له بذلك الشكل اليومي مسألة اعتيادية. 
وهذا جزءٌ من التكتيك اليهودي الصهيوني، الذي يستخدمه العدو الصهيوني في استهدافه للأُمَّة، في عدوانه على الأُمَّة، في مخططه الصهيوني: عملية الترويض، وعملية التأثير على الحالة النفسية، والشعورية، والوجدانية في واقع الأُمَّة، بأساليب كثيرة، ووسائل متعدِّدة، منها: الجانب الإعلامي، الجانب التثقيفي... مختلف الجوانب التي يعمل من خلالها وهو يستهدف الأُمَّة بالإضلال وبالإفساد؛ لكي يفرِّغها من محتواها الإيماني، والإنساني، والقيمي، وتتحوَّل إلى أُمَّة ليس لديها إباء، ولا عِزَّة، ولا كرامة، تتحوَّل إلى أُمَّة مدجَّنة بكل ما تعنيه الكلمة، العدو يسعى إلى أن يصل بالأُمَّة إلى هذه الحالة: أن تكون أمةً مدجَّنة، لا يستفزها شيءٌ لا في دينها، ولا في دنياها، يستهدف معالمها المقدَّسة؛ فلا تُسْتَفز، ولا تستشعر المسؤولية في أن يكون لها موقف، يحتل أرضها، أوطانها، يقتل أبناءها، يهتك حرماتها، يرتكب الجرائم ضدها، وتكون المسألة مسألة اعتيادية، جزءاً من المشاهد اليومية المعتادة، وكأننا في غابة، وكأنَّ العرب فيها هم الفرائس والطرائد التي تفترسها الوحوش، ويكون الموقف هو الموقف الاعتيادي اليومي على فريسةٍ افترست هناك، في جزءٍ من الغابة، أو ناحيةٍ منها... وهكذا، مشهد الغزلان والظباء، والثيران، وهي تتفرَّج على تلك الحالة، ثم تنصرف عنها في مرعاها، دون انتباه، دون أخذ الحيطة والحذر، والاستعدادات العملية لدرء الخطر، هذه هي الحالة المؤسفة جدًّا!
العدو الإسرائيلي يستمر أيضاً في تغيير الطابع الإسلامي في مدينة القدس، يستهدف حتى الأسماء والعناوين، كما هو الحال فيما يتعلَّق بـ (حائط البراق)، الذي يسعى إلى تكريس تسميته له بـ [حائط المبكى] حتى في الحافلات في مدينة القدس، فهو مستمرٌ في تغيير المعالم والأسماء، مستمرٌ في الحفريات، مستمرٌ في مخطط عملي، له غاية معيَّنة، هي: هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم.
    فيمــــا يتعلَّـق بالضِّفَّــــة الغربيــــة: 
العدو يستمر فيها بكل أشكال الاعتداءات، وبطريقة وحشية؛ لأنه يتعاون ما يسمُّونه بالجيش الإسرائيلي، تلك العصابات الإجرامية، مع قطعان المغتصبين والمستوطنين في أنواع الاعتداءات: من قتل، من ضرب وتنكيل، من إحراق للمنازل، من مداهمات، من إحراق للمحاصيل الزراعية، من اقتلاع الآلاف من شجرة الزيتون، واللوزيات، والمحاصيل الزراعية الأخرى، بالآلاف، من الاستهداف للمواشي... فالشعب الفلسطيني في الضِّفَّة الغربية مستهدفٌ في كل شيء:
-    يستهدفونهم- كبشر- يستهدفونهم بالقتل، بالضرب، بالتهجير، التهجير بالآلاف.
-    ويستهدفونهم أيضاً في احتلال منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
-    وفي تهجيرهم من بعضها، واحتلالها، والسيطرة عليها.
-    وفي الاستهداف لمواشيهم أحياناً بالقتل، وأحياناً بالنهب، أحياناً بالإحراق.
-    وهكذا فيما يتعلَّق بالمحاصيل الزراعية.
-    عمليات التجريف والهدم للمنازل مشاهد يومية في الضِّفَّة الغربية.
-    مشاهد كذلك المداهمات، والضرب، والاختطاف، مشاهد يومية في الضِّفَّة الغربية.
مظلومية واضحة، وحالة واضحة تجاه تلك الممارسات الإجرامية للعدو الإسرائيلي. 
من جرائم العدو الإسرائيلي في هذا الأسبوع في الضِّفَّة الغربية: 
-    اعتداء وحشي على الأهالي جنوب الخليل؛ أسفر عن إصابة عشرين فلسطيني، بينهم مسنُّون وأطفال ورضيع أيضاً، وهو مشهد مؤسف ومؤلم للمظلومية الفلسطينية في الضِّفَّة الغربية نشرته وسائل الإعلام. 
-    وكذلك دهس طفلة من أحد المغتصبين، دَهَسَ طفلةً فلسطينية، وكأن الموضوع اعتيادي جدًّا. 
وهكذا ممارسات إجرامية بكل أشكالها وأنواعها، تستهدف الشعب الفلسطيني، ولا تنحصر في إطار المخطط الصهيوني على فلسطين؛ إنما العدو الإسرائيلي يحاول أن يكمل عملية السيطرة التَّامَّة على كل فلسطين، وأن ينهي الوجود للشعب الفلسطيني في فلسطين؛ لينتقل إلى ما وراء فلسطين، ولديه أعمال قائمة- أصلاً- فيما وراء فلسطين، على مستوى البلدان المجاورة، في البلدان المجاورة له اعتداءات واضحة، ما يفعله ضد لبنان، ضد سوريا، ما لديه من مؤامرات تستهدف الأردن، تستهدف أيضاً مصر، تستهدف العراق، وما لديه من مؤامرات يستهدف بها الأُمَّة، ويستبيح بها الأُمَّة جميعاً، وهذا كله يتم بشراكة أمريكية. 
الشراكة الأمريكية هي شراكة في المخطط نفسه، شراكة كاملة، الأمريكيون يشتركون في المخطط الصهيوني، هم يؤمنون بالمشروع الصهيوني، الذين يسيطرون على مقاليد الأمور في أمريكا، هم مؤمنون بالمخطط الصهيوني، والمشروع الصهيوني، ويعتبرون أنفسهم معنيين بتنفيذه كمسؤولية دينية مقدَّسة، ولديهم تصريحات ومواقف، أعمالهم، مواقفهم، تصرُّفاتهم تشهد، ثقافتهم، مناهجهم، إعلامهم، أنشطتهم التثقيفية والإعلامية، تشهد وتنطق عن ذلك بكل صراحةٍ ووضوح، سياساتهم واضحةٌ في ذلك، التصريحات الرسمية تشهد على ذلك، هم يعبِّرون بكل صراحة عن أنفسهم بأنهم صهاينة، وأنهم يؤمنون بالصهيونية. 
والصهيونية ماذا تعني؟ ما هو مخططها؟ ما هو مشروعها الذي تشتغل عليه؟ هو: تدميريٌ يستهدف أُمَّتنا الإسلامية، يستهدف بلداناً محددةً، معلومةً، واضحة، ويستهدف المنطقة بكلها؛ ولهذا يعنونونه أيضاً بعنوان: [تغيير الشرق الأوسط]، وبعنوان: [إسرائيل الكبرى]، فالمسألة واضحة، خطر يستهدف هذه الأُمَّة من جهات واضحة، محدَّدة، لها خلفية واضحة لموقفها، خلفية ثقافية فكرية، لها أهداف واضحة، معلنة، صريحة، ليس هناك أي خفاء ولا أي غموض، فلماذا يتعامى المسلمون عمَّا هو واضح، عمَّا هو معلن، عمَّا له تجلياته في واقعهم على مستوى الفعل؟! وأي فعل؟! الفعل الإجرامي، الكبير، المدمِّر: 
-    القتل للآلاف من أبناء هذه الأُمَّة.
-    الاستهداف السافر والمكشوف والعدواني لهذه الأُمَّة.
-    تثبيت معادلة الاستباحة بكل صراحةٍ ووضوح: للدم، والعرض، والمال، والأوطان، والمقدَّسات.
التعامي والتغافل لمثل هكذا خطر هو- فعلاً- من التيه، من التيه الواضح، ومن الخِذْلَان والخُذْلَان أيضاً، حالة رهيبة جدًّا، وحالة خطيرة على الأُمَّة في غاية الخطورة. 
السفير الأمريكي لدى كيان العدو الإسرائيلي، تحدَّث في مقابلة إعلامية له عن الموقف الأمريكي، عن الشراكة الأمريكية، وعن خلفيات هذا الموقف، وهذا ما أؤكِّد عليه في معظم كلماتي: أنا أدعو كل أُمَّتنا الإسلامية، أدعو كل نخبها، كل جماهيرها، إلى أن تتأمل في خلفيات الموقف الأمريكي، هذه مسألة مهمة، الموقف الأمريكي ليس مجرَّد موقف تكتيكي، أو تصرُّفات سياسية؛ إنما هو منطلق من خلفية عقائدية، يعتبرون الإبادة لأمتنا الإسلامية، والتمكين لقيام [إسرائيل الكبرى]، التي تعني: احتلال أوطاننا، وتدمير شعوبنا، وإبادتنا، واستهداف مقدَّساتنا، وطمس هويتنا الإسلامية، يعتبرونه بالنسبة لهم مهمةً مقدَّسةً، ذات أهمية كبيرة على المستوى الديني والعقائدي، وعلى مستوى ما يرغبون به، ما يطمحون له، ما يطمعون به من الاستئثار بهذه الخيرات في هذه المنطقة، من الاحتلال لهذه الأوطان، من استغلال موقعها الجغرافي، من استغلال كل ما فيها مما يطمعون به من: ثرواتها، وإمكاناتها، ومميزاتها الجغرافية... وغير ذلك، فهم يتحدَّثون بصراحة، لماذا يفعلون ما يفعلون؟ يستبيحون هذه الأُمَّة في كل شيء بصراحة، بوضوح، خلفيات الموقف مسألة مهمة، والأهداف، وطبيعة المخطط الصهيوني، الذي هم يعملون على أساسه. 
من ضمن ما قاله السفير الأمريكي لدى كيان العدو المحتل، قال: [التفاني تجاه إسرائيل، والقناعة بأداء عملٍ إلهيٍ في الأرض المقدَّسة، ليس مزحة]، يعني: هم جادُّون، هم جادُّون فيما يفعلون؛ لأنه اجتمع فيه بالنسبة لهم- كما قلنا مراراً وتكراراً- معتقدات دينية، وأطماع رهيبة جدًّا، وفي نفس الوقت واقع مغرٍ، أُمَّة منكشفة، أُمَّة تساعد على نفسها، أُمَّة تتَّجه في سياساتها ومواقفها الاتِّجاه الذي يمكِّن أعداءها منها أكثر فأكثر، أُمَّة غثاءٌ كغثاء السيل، تُطْمِع أعداءها فيها، وهذا شيءٌ محزنٌ ومؤسف. 
من ضمن ما قامت به الإدارة الأمريكية من خطوات- وهي خطوة بسيطة في مقابل ما تقدِّمه للعدو الإسرائيلي- هو: إعلان عقوبات على السلطة الفلسطينية، والمنع لرئيس السلطة الفلسطينية، وأعضاء السلطة الفلسطينية من الحضور في اجتماع الأمم المتَّحدة، المزمع عقده في هذا الشهر عادةً، سنوياً يعني يجري.
هذه الخطوة هي- كما قلنا- في مقابل ما تقدِّمه أمريكا من دعم عسكري، وسياسي، ومادي، وإعلامي... وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، والشراكة معه في جرائمه بكل أنواعها، هو يعتبر من أبسط ما تقوم به الإدارة الأمريكية، ما يقوم به الأمريكيون الصهاينة مع العدو الإسرائيلي، لكن له دلالة مهمة، دلالة واضحة: في أنَّ المسلك الذي تسلكه السلطة الفلسطينية ليس له أي جدوى إطلاقاً، الآمال في السلام من خلال الاعتماد على الأمريكي، وعلى الأمم المتَّحدة، وعلى بعض المواقف السياسية المحدودة جدًّا من بعض الأنظمة الغربية، والأمل في أنه سيحقق للشعب الفلسطيني أن يبقى له دولة، ولو على جزءٍ من فلسطين، ولو في إطار غير متكامل الحقوق، ليس بمستوى دولة بما تعنيه الكلمة؛ وإنما في إطار حكم ذاتي وحالة الشكلية؛ حتى هذا المستوى لن يحصلوا عليه، لن يحصلوا عليه، والزمن خلال كل الفترة الماضية، من (اتِّفاقات أوسلو)، وما قبلها، وما بعدها، يثبت هذه الحقيقة، إنَّ الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم عن اليهود: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}[النساء:53]، النقير: الذي هو في ظهر نواة التمر، بشكل جزئيةٍ صغيرةٍ، ونُقْرَةٍ صغيرة، هو يُضْرَب به المثل عن أقلِّ الأشياء لدى العرب في القِلَّة، مثلٌ في القِلَّة، على هذا المستوى. 
العدو الإسرائيلي لا يترك للشعب الفلسطيني، لأبناء الشعب الفلسطيني، أبسط الحقوق في فلسطين، هو يصادر عليهم أبسط الحقوق، يصادر على الفلسطيني معزاته (المعزاية)، الغنمة، الكبش، الشجرة، المنزل، يصادر عليه أبسط الحقوق، يصادر عليه حقه في التنقل من قرية إلى أخرى، أو مدينة إلى أخرى، يصادر عليه أبسط الحقوق، فهل سيعطيه دولة؟! 
الآمال والرهان على الموقف الأمريكي هو سراب، الأمريكيون واضحون جدًّا في حقيقة توجهاتهم الصهيونية بالمصادرة التَّامَّة للحق الفلسطيني بأي مستوى، بأي مستوى، وكذلك للحق العربي، (ترامب) بنفسه هو أعلن سابقاً في ولايته السابقة في أمريكا، عن إهدائه الجولان السوري للعدو الإسرائيلي، وقال مع ذلك: [إنه مستعدٌ لإهداء أي أراضٍ أخرى من أراضي العرب يحتلها الإسرائيلي، ويريد من (ترامب) أن يهديها له]! هذا منتهى الاستخفاف بالعرب، وبحقوقهم، بكل حقوقهم. 
فهذه الخطوة في حرمان السلطة الفلسطينية من مجرَّد حضور اجتماع في الأمم المتَّحدة، اجتماع لإلقاء كلمات، وسماع كلمات، يبيِّن فعلاً أنَّ المسار الذي تسير فيه السلطة الفلسطينية، وتقف فيه موقفاً سيئاً من أبناء شعبها، وتتعاون فيه مع العدو الإسرائيلي تحت عنوان [التنسيق الأمني]، هو مسار خاطئ، وليس له أي جدوى، ولا أي نتيجة إيجابية، هو ضياع، وفي نفس الوقت خدمة للأعداء، ولاسيَّما مع تبنِّي مواقف سلبية وسيئة تجاه المجاهدين في فلسطين، المسار الصحيح هو مسار المجاهدين، وحركات المقاومة والجهاد في فلسطين. 
    فيمـــا يتعلَّـق بالصمــــود الفلسطينــي: 
-    أطلقت كتائب القسَّام عمليتها العسكرية الجهادية البطولية، في التَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي، بعنوان (عصا موسى)، ونفَّذت قرابة عشر عمليات بطولية متنوعة، من ضمنها: عمليات قصف، وتفجير حقول ألغام، واستهداف آليات عسكرية، من ضمن تلك العمليات: العملية البطولية التي نفَّذها ثلاثة مجاهدين، حينما اقتحموا دبابةً صهيونية، وقتلوا كامل طاقمها، وأحرقوها، وهي عملية بطولية عظيمة. 
-    سرايا القدس نفَّذت عمليات مهمة، من ضمنها: القصف بصاروخين لإحدى بؤر الاستيطان والاغتصاب، وأيضاً عملية مشتركة بينها وبين كتائب شهداء الأقصى بقصف مقر قيادة وسيطرة تابع للعدو. 
-    هناك عمليات أيضاً متفرِّقة لفصائل مجاهدة في قطاع غزَّة، وحالة التعاون بين الإخوة المجاهدين بمختلف فصائلهم في القطاع، هي حالة إيجابية وعظيمة ومهمة. 
    فيمـــا يتعلَّـق باعتـــداءات العـــدو الإســرائيلي على لبنـــــان: 
فهي مستمرة بكل أنواعها، في كل أسبوع هناك حصيلة: قتل، جرح، تدمير، تجريف، توغُّل، انتهاك للأجواء بشكلٍ دائم... كل أنواع الاستباحة للسيادة اللبنانية، والانتهاكات الجسيمة والكبيرة في الاتِّفاق الذي جرى مع الدولة اللبنانية، استهداف لمظاهر الحياة، استهداف للغرف الجاهزة، السعي لمنع إعادة الإعمار، إضافةً إلى الضغوط السياسية المستمرة، التي يشترك فيها الإسرائيلي مع الأمريكي؛ بهدف إرغام اللبنانيين على التَّخَلِّي عن سلاحهم؛ ليتمكَّن العدو الإسرائيلي من استكمال مخططه في السيطرة على لبنان بدون أي عائق؛ لأن هذا هو الهدف الحقيقي. 
ومن المفارقات العجيبة جدًّا: أن تتبنى الحكومة اللبنانية الإملاءات الإسرائيلية، والمطالب الأمريكية، في السعي لتجريد لبنان من قوته التي تدافع عنه، في مقابل أنَّ الأعداء الصهاينة يعملون على تسليح أوسع مستوى في كيانهم، أوسع مستوى، بالآلاف، بعشرات الآلاف، المجرم (بن غفير) يطلق تصريحات يدعو فيها كيانه جميعاً إلى حمل السلاح، يعطي التصاريح الرسمية لتسليح مائة ألف إسرائيلي، يدعو الجميع إلى حمل السلاح، هذا هو الحال بالنسبة للأعداء، يعملون على اقتناء السلاح، وكم يرتكبون من جرائم حينما يحملون السلاح، يعني: جزءٌ من معاناة الشعب الفلسطيني، ليس فقط ما يعاني مما يسمُّونه بالجيش الإسرائيلي، بل أيضاً ومن بقية الكيان، بقية المغتصبين، الذين يتسلَّحون ويمارسون أنواع الاعتداءات، بحماية أيضاً مما يسمُّونه بالجيش الإسرائيلي. 
فأن يكون العدو الإسرائيلي يسعى إلى تسليح الجميع في كيانه، وإلى إشراكهم في العدوان والإجرام؛ وتسعى الحكومات العربية- تلبيةً، وطاعةً، وخضوعاً للأوامر الأمريكية، والإملاءات الإسرائيلية- إلى تجريد شعوبها من السلاح، ولاسيَّما السلاح الذي يحميها، الذي يتصدَّى للعدو، الذي له رصيدٌ تاريخيٌ في هزيمة العدو، وفي حماية الشعب اللبناني، هذه من المفارقات العجيبة! 
وهي نفس القصة فيما يتعلَّق بدعوات السلطة الفلسطينية، وأنظمة عربية، تنادي بنزع سلاح كتائب القسَّام، والإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، هي نفس الأطروحة، التي تهدف إلى تجريد هذه الأُمَّة من كل سلاح، ومن كل إمكانات للدفاع عن نفسها؛ بينما يبقى المجال مفتوحاً للعدو لاقتناء أفتك أنواع السلاح، ولاقتناء أكبر ترسانة عسكرية تدميرية؛ لإبادة هذه الشعوب، وقتلها، وسحقها، دون أن يكون هناك أمامه أي عوائق، يعني: تركَّزت الاهتمامات لبعض الأنظمة العربية، بما فيها الحكومة اللبنانية، بما فيها السلطة الفلسطينية، بما فيها الاتِّجاه المتبنِّي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، بما فيها بعض كبريات الأنظمة العربية، إلى إزاحة العوائق عن العدو الإسرائيلي تجاه ما يرتكبه من جرائم، وما يسعى له أيضاً من تنفيذ مخططه الصهيوني، هذه كارثة رهيبة جدًّا في واقع الأُمَّة!
العدو الإسرائيلي مستمرٌ في اعتداءاته في لبنان، وكان بالأمس كلمة لأمين عام حزب الله، كلمة عظيمة، وفيها ما يكفي ويفي في الشأن اللبناني، وأيضاً في التعليق على واقع الأُمَّة، ومسؤوليتها في نصرة الشعب الفلسطيني... وغير ذلك. 
    العـــدو الإســـرائيلي مستمـــرٌ في اعتـــداءاته على ســـوريا:
وفيها عبرة كبيرة لكل العرب، لكل الأنظمة، لكل الذين لديهم اتِّجاه متباين مع فكرة الجهاد، مع ثقافة الجهاد والمقاومة، فما يفعله العدو الإسرائيلي في سوريا ليس شيئاً عادياً:
-    هو مستمرٌ في الغارات، وهي من أكبر مستويات التصعيد والعدوان: غارات في اللاذقية، غارات في ريف حمص، الغارات الجوِّيَّة.
-    التحليق- أيضاً- الجوِّي على دمشق، على العاصمة السورية.
-    مع ذلك الاستمرار في التَّوَغُّلات: تسعة توغُّلات في هذا الأسبوع.
-    أضف إلى ذلك: المداهمات المستمرة للناس في منازلهم، مع الضرب، مع الاختطاف، مع الإهانة، مع انتهاك حرمة البيوت... وغير ذلك. 
-    العدو الإسرائيلي مستمرٌ أيضاً في العمل فيما يسمِّيه بـ [ممر داوود]، الذي يسعى فيه إلى الالتقاء مع الأمريكي والوصول إلى الفرات، وهو مسار أساسي بالنسبة للعدو الإسرائيلي فيما يفعله في سوريا، يعني: لديه أنشطة رئيسية في سوريا، منها: 
o    السيطرة على الجنوب السوري. 
o    التَّحَكُّم في الوضع السوري بشكلٍ عام، تحت سقف المصالح الأمريكية. 
o    الاستغلال للسياسة العوجاء الغبيَّة للجماعات المسيطرة على سوريا في تعاملها مع الأقليات، حيث تتبنَّى نهج الاستهداف والإبادة، إلَّا لمن يحظى بالحماية الإسرائيلية، وهذا شكل من أشكال التعاون مع العدو الإسرائيلي، هي تستهدف الأقليات إلَّا إذا حظيت بالحماية الأمريكية أو الإسرائيلية، حينها تكف عن السعي لإبادتها؛ لأنها صارت محمية: إمَّا بالأمريكي، وإمَّا بالإسرائيلي؛ فهي بذلك تسعى إلى إقناعهم بأنه لا مأمن لهم إلَّا ذلك، هذا تعاون مع العدو الإسرائيلي، وسياسة غبيَّة وخاطئة، وتعاون من أشكال التعاون الخطيرة مع العدو الإسرائيلي. 
فالعدو الإسرائيلي مستمر في برنامجه الواسع في سوريا: يستبيح أجواءها بالكامل، يفرض سقفاً على المستوى السياسي، على المستوى العسكري... على كل المستويات للوضع في سوريا، سيطرة وهيمنة، سيطرة على مساحة واسعة، يسعى للامتداد من خلالها إلى الفرات، وسيحقق ذلك، في ظل الوضع الراهن، في ظل المعطيات الراهنة، كل التعاطي في داخل سوريا، ومن خلف سوريا، ومن لهم علاقة بالوضع السوري، وتأثير في الوضع السوري، هو بالشكل الذي يمهِّد له تحقيق أهدافه تلك، وهذا مؤسف، مؤسف ومحزن، ويحزننا كثيراً، وخطرٌ أيضاً على العراق، خطرٌ على الأردن، خطرٌ على البلدان المجاورة، خطرٌ على لبنان... إلى غير ذلك. 
وعلى كلٍّ، هذه حقائق تتجلى للناس، وتبيِّن نتائج خيارات، مسارات، توجُّهات، ولكن على الناس أن يبصروا، أن يدركوا هذه الحقائق، ألَّا يتعاملوا معها بحالةٍ من العصبية المفرطة، التي تعمي وتُصِم، تُصِم الآذان، وتعمي بصائر القلوب والعقول، هذه حالة مهمة جدًّا. 
    العــدو الإسرائيــلي مستمــرٌ في تثبيـت معـــادلة الاستبـــاحة: 
وهي المعادلة التي يسعى إلى أن تكون شاملةً لكل هذه الأُمَّة، وألَّا يكون في مقابلها استثناء لأي بلدٍ عربيٍ ومسلم، أي بلد في العالم الإسلامي، في البلاد العربية وغيرها، يريد أن يكون مستباحاً له، وفي هذا السياق نفسه يأتي الاعتداء على دولة قطر، على دولة ذات سيادة، ودولة لها تأثيرها على المستوى الإقليمي، وعلاقاتها الدولية الواسعة، وفي نفس الوقت لها شراكة دولية مع الدول الكبرى في برامج مهمة، ولها دورٌ أساسيٌّ في مفاوضات السَّلام، في مفاوضات وقف العدوان على غزَّة، في المفاوضات التي جزءٌ من أهدافها هو التبادل في مسألة الأسرى، فالعدو الإسرائيلي باعتدائه على قطر يرتكب عدوانين: 
-    عدواناً يستهدف به الوفد المفاوض لحركة حماس، المتواجد في دولة قطر. 
-    وعدوان على السيادة القطرية، واستباحة للسيادة القطرية، واستهداف لأبناء قطر، للمقيمين فيها، ولشعبها، وهناك شهيد من أهالي قطر. 
فالعدو الإسرائيلي بهذا التجاوز هو يكشف لكل الدول العربية- سواءً في الخليج، وفي غير الخليج- أنَّه يسعى لتوسيع معادلة الاستباحة لسيادة هذه الدول والبلدان، وأنَّه لا يحترم أي حق في هذه البلدان: لا حق السيادة... ولا أي اعتبارات أبداً، ولا شك أنَّه في إقدامه على مثل هذه الخطوة، مطمئنٌ تماماً إلى الدعم الأمريكي، والمساندة الأمريكية، وهو يستخدم الوسائل الأمريكية أساساً، ويعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الإمكانات والدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية؛ ولـذلك فالأمريكي شريكٌ معه في تكريس هذه المعادلة الجائرة، الظالمة، العدوانية: معادلة الاستباحة لهذه الأُمَّة، لكل شعوبها وبلدانها ودولها، فهي جريمة كبيرة.
لقيت هذه الجريمة استهجاناً وإدانةً واسعة في مختلف البلدان والدول، وكذلك كان هناك مع الاستهجان تعليقات قوية لكثيرٍ من الحكومات والأنظمة، والإدانة واضحة.
ولكن المشكلة تجاه مثل هذا العدوان، وما يجري في قطاع غزَّة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد سوريا، ضد اليمن، ضد لبنان، ضد أُمَّتنا في أي قطرٍ من الأقطار، أن يُكْتَفى بالبيانات كموقف نهائي، يعني: ما يتم من معظم الحكومات والأنظمة، هي أن يكون الموقف هو البيان، أو هو التصريح، أن يكون بنفسه الموقف لا أقل ولا أكثر، عبارات تكتب في ورقة، تتضمن توصيفات معيَّنة، تتفاوت، بعضها- مثل ما هو الحال في بعض الأنظمة الغربية- يراعي العدو الإسرائيلي حتى من العبارات الجارحة للمشاعر، أو العبارات المُدِينَة، ويتحرى بدقة وعناية فائقة عبارات لا تحمل أي مضمون إدانة، لا تحمل أي مضمون إدانة، وهذا سمعناه في كثيرٍ من التصريحات والبيانات الغربية، يحرصون ألَّا يكون في بياناتهم ما يعتبر إدانةً للعدوان الإسرائيلي على قطر، ويحصل هذا تجاه فلسطين، وتجاه ما يجري في بلدان أخرى؛ أمَّا اليمن، فليس لهم أصلاً أي تعليق، بل أحياناً تعليقات مؤيِّدة للعدو الإسرائيلي، وصريحة في تأييد إجرامه. 
على كلٍّ، المشكلة أن يتحوَّل التصريح أو البيان بحد ذاته هو إلى موقف، وهذه مشكلة كبيرة على واقعنا الإسلامي في البلاد العربية وغيرها أكثر من غيره، يعني: من غير المستغرب أن تفعل ذلك البلدان الغربية، التي هي داعمة للعدو الإسرائيلي، وشريكة له في أطماعه وأحقاده، لكن في عالمنا الإسلامي، أن يكون هذا هو الموقف: إعلان التضامن الكلامي، الذي هو عبارة عن عدة سطور كتبت في ورقة، أو تصريح أعلن عنه في وسيلة إعلام، وانتهى الأمر. 
لو كانت التصريحات، لو كانت البيانات معبِّرةً عن مواقف عملية؛ لكان لها ثقلها، لكان لها أهميتها، لكان لها تأثيرها، ولا دولة واحدة عربية من دول التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أعلنت عن قطع علاقتها مع العدو الإسرائيلي، لما يفعله في قطاع غزَّة، ولما فعله ضد قطر، ما يفعله ضد سوريا، ما يفعله ضد لبنان، ما يفعله ضد اليمن، ضد الشعب اليمني، ولا دولة واحدة، حتى مع ما حدث تجاه قطر، وهو إساءة إلى كل دول الخليج، انتهاك لحرمة دول الخليج بكلها، لم يرقَ الموقف من بعض دول الخليج إلى أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية في الحد الأدنى مع العدو الإسرائيلي؛ تضامناً مع قطر، هذا كان سيعبِّر عن تضامن حقيقي، عن تضامن فعلي. 
فالحالة العربية تجاه ما يجري في غزَّة، وما يفعله العدو الإسرائيلي في لبنان، وما يفعله في سوريا، وما يفعله ضد اليمن، ما يفعله ضد أي بلد إسلامي، ما فعله ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، أصبحت هي في هذا المستوى: السقف الذي قد عرفه العدو الإسرائيلي، وعرفه العدو الأمريكي، وعرفته الأنظمة الغربية، عرفته بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الدول الداعمة للعدو الإسرائيلي، عرفت أنَّ السقف في الواقع العربي والإسلامي على المستوى الجماعي: قمة إسلامية، أو قمة عربية، أو الأحادي: من كل نظام وحكومة وزعيم؛ هو بهذا السقف: سطورٌ تكتب في ورقةٍ تتضمن بعض التوصيفات، وتُلَقى في وسائل الإعلام، أو تصريحات، وليس أكثر، شطب أي تحرُّك عملي أو فعلي حتى في الحد الأدنى، حتى في مستوى قطع علاقات دبلوماسية، اقتصادية، مقاطعة سياسية، هذا الشطب يشكِّل خطورةً كبيرةً على الأُمَّة، وأطمع العدو الإسرائيلي:
-    أطمعه في الاستمرار في جريمة القرن ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
-    أطمعه في انتهاك حرمة وسيادة بلدان هذه الأُمَّة، والتعدِّي عليها هنا وهناك.
هذه البلطجة والعربدة الإسرائيلية منشأها: شطب كل تحرك عملي وفعلي من قِبَل الأنظمة العربية، والأنظمة الإسلامية، وأن يكون السقف العالي جدًّا هو اتصالات تضامنية كلامية فقط، أو عبارات تكتب في ورق، وتنتهي المسألة دون أي موقف عملي، وهذا شيء خطير على هذه الأُمَّة. 
هذه الاستراتيجية ليست معمولاً بها في كل الدنيا إلَّا عند العرب والمسلمين، ليس هناك أي جامعة في العالم، ولا أي مدرسة، ولا أي مؤسسة، تقدِّم مثل هذا الموقف على أنَّه استراتيجية مجدية لأي أُمَّة، أو لأي شعب، أو لأي بلد، في مقابل أن يكون عليه اعتداء من مثل اعتداءات العدو الإسرائيلي على هذه الأُمَّة، ليس هناك أحد في الدنيا، في كل أمم الأرض، ولو تأكدتم بأنفسكم من كل الجامعات، والمدارس، والمؤسسات التعليمية، ليس هناك أحد في الدنيا؛ لأن هذا منافٍ حتى للفطرة البشرية؛ لأن هذا غباء رهيب للغاية، وعمى لا يماثله عمى، أن يقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية، من قتل، من انتهاك للحرمات، من دوس على الكرامات، من استباحة لكل شيء: استباحة للمقدَّسات، استباحة للدماء، استباحة لسيادة الدول... استباحة لكل شيء، أن يقال في أي مكانٍ في الدنيا: [ليقابل ذلك بكتابة عدة أسطر تتضمَّن توصيفات معيَّنة، وتلقى في وسائل الإعلام] وانتهى الأمر، دون أي موقف عملي! هذه هي استراتيجية غبية، استراتيجية الغباء المفرط، والضلال المبين، والعمى المستحكم للقلوب، وهذا شيءٌ يحزننا كثيراً!
العدو الإسرائيلي يوسِّع بعدوانه على قطر معادلة الاستباحة، بما في ذلك على دول الخليج وسائر البلدان العربية، وهذا شيءٌ واضحٌ جدًّا. 
ومن الغريب جدًّا، ومن الفظيع، ما سمعناه من وسائل الإعلام عن أنَّ الرئيس الأمريكي (ترامب) المجرم الكافر، اشترك في عملية التضليل، بتقديم ما أسماه بـ [مقترح]؛ من أجل أن يجتمع عليه الوفد المفاوض في قطر لدراسته؛ لتتم عملية الاستهداف أثناء الاجتماع. 
نحن نحمد الله أنَّ العملية فشلت، ونهنئ إخوتنا في حركة حماس بفشل هذا العدوان الإسرائيلي، وهذا العدوان الإسرائيلي مع أنه فاشل، لكنه انتهاك كبير، وإنذار مهم لكل البلدان العربية والإسلامية، وهو لم يراعِ دور قطر في مفاوضات السلام، ولا علاقاتها الدولية والإقليمية.
    فيمـــا يتعلَّـق بالمظاهـــرات المتضامنـــة مـع غـــزَّة: 
-    كان هناك مظاهرات في ثلاثة عشر بلداً، من أبرزها: مظاهرة كبيرة في بلجيكا، ومظاهرة كبيرة في المكسيك؛ أمَّا في بريطانيا فكان هناك اعتقالات للمتظاهرين، شملت نحو (ثلاثمائة متظاهر). 
-    أسطول الصمود مستمرٌ في محاولاته الرمزية التضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد الحصار. 
    أمَّــا فيمـــا يتعلَّـق بعمليــــات الإسنــــاد، مـن يمــن الإيمـــان، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس): 
فكان من ضمنها: الاحتفال العظيم الذي لا مثيل له في كل الدنيا، بمناسبة (ذكرى المولد النبوي الشريف). 
هذا الاحتفال العظيم، الواسع، الذي خرج فيه شعبنا العزيز خروجاً عظيماً مليونياً، لا سابقة له، ولا مثيل له في كل الدنيا، في إحياء هذه المناسبة المباركة والعظيمة، أتى كإحياء متميِّز؛ لأنه في إطار عملي. 
شعبنا العزيز بهويته الإيمانية، يجسِّد في واقعه المصاديق لقول رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم": ((الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، في إطار موقفه العملي وهو يجاهد في سبيل الله، يرفع راية الجهاد، في هذا الزمن الذي تخاذل فيه أكثر المسلمين، ويتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني في موقفٍ صادق، ومعركةٍ جادَّة، يقدِّم فيها التضحيات من يومه الأول، إلى الآن المئات من الشهداء والجرحى، في إطار هذا الموقف الحق، في إطار نصرة القضية العادلة، في إطار التَّحرك الذي هو جهادٌ في سبيل الله، وهو أيضاً بهدف الوصول إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، والتنفيذ لتعليماته المباركة والقيِّمة، والتحرك في إطار هدايته العظيمة، والمباركة، والواسعة في كتابه الكريم، وفي حركة ومسيرة رسوله "صَلَوَاتُ الله وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، فالإحياء كان متميزاً. 
عنوان الجهاد في سبيل الله في سيرة الرسول "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، هو من العناوين البارزة في إحياء هذه المناسبة في هذا العام، وشعار المناسبة في هذا العام هو الآية المباركة: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التوبة:88]، بما لهذه الآية المباركة من مدلول عظيم وواسع، عن المسار الحقيقي الذي تحرَّك فيه رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، ومن معه من المؤمنين، {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}[التوبة:88]، وكيف كان جهاداً بالمال وبالنفس، وكيف هي ثماره ونتائجه العظيمة في الدنيا والآخرة: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التوبة:88].
المسلمون فيما يواجهونه من تحديات ومخاطر، على رأسها الخطر اليهودي الصهيوني، في أمسِّ الحاجة إلى العودة إلى القرآن، وإلى رسول الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"، في الاستلهام للدروس والعبر من سيرته المباركة، وفي الاهتداء بالقرآن الهداية الواسعة، التي يعرفون من خلالها العدو، ويعرفون من خلالها خطورته، وطبيعة الصراع معه، وميادين هذا الصراع معه، ومجالات هذا الصراع معه، وكيف يتحرَّكون بشكلٍ صحيحٍ، حكيمٍ، مثمرٍ، له نتائجه المهمة، يحظون فيه بتأييد الله، ونصره، ومعونته.
الإسلام في قرآنه ونبيه، وتعليماته المقدَّسة والمباركة، أسمى، وأعظم، وأقدس من أن تكون ثمرة الارتباط به، هي هذه الحالة المخزية للمسلمين، حالة الخزي التي نشاهدها تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، هي حالة مخزية بكل ما تعنيه الكلمة، الإسلام منزَّه عن أن تكون هذه الحالة هي ثمرة للارتباط بنبيه وقرآنه، بل هي حالة انحراف، حالة تفريط، حالة غفلة، حالة تحريف لمفاهيم مهمة في هذا الإسلام العظيم، وحالة تلبيس على هذه الأُمَّة، تساعد على تدجينها لمصلحة أعدائها. 
الخيارات الأخرى: خيارات ما يسمُّونه بالسَّلام بالرهان على أمريكا، وليس السَّلام باتِّباع سُبُلَ السَّلام، التي هدى الله إليها في القرآن الكريم، وهو قال عنه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة:16]، ولكن على العكس من ذلك، عبارة عن الاستسلام والتدجين للعدو، والرهان على أمريكا، على من يعتقد بالمعتقد الصهيوني، شيء رهيب وغريب جدًّا، إلى درجة أنه يسمُّون أمريكا بـ [راعية السَّلام]، هذه كارثة، هذا غباء رهيب جدًّا، وحتى هذه التسمية هي جرم، جرم بحد ذاتها وذنب. 
الاعتماد على مجرَّد البيانات والتصريحات كموقف، هذه خيارات فاشلة، ساقطة، الأُمَّة فعلاً بحاجة إلى الجهاد؛ لأنه وسيلة حماية، ومنعة لها؛ ولأنه هو الذي سيستنقذها من هذه الحالة المتردية المتدنية على كل المستويات، الأُمَّة تعاني من حالة تدنٍ في الروح المعنوية، في الواقع التربوي، تدنٍ على مستوى القيم والأخلاق، فقدت العزة والإباء، الضمير الإنساني يموت في واقع هذه الأُمَّة، ونشهد هذا الموات في نطاقٍ واسعٍ منها. 
الحالة حالة الإحياء لهذه الأُمَّة، الإحياء لها لا يكون إلَّا بالإحياء الديني، الإحياء الإيماني، الذي يلحظ كل الجوانب، في مقدِّمتها: الجانب التربوي، الذي ينمِّي زكاء هذه الأُمَّة، وأخلاقها، وقيمها، ليعيدها إلى المستوى المعنوي المطلوب، هذه الأُمَّة لا تنقصها الإمكانات، هذه الأُمَّة بحجمها الكامل، ببلدانها هذه، بمئات الملايين من سكانها، بما تمتلكه من قدرات عسكرية ومادية، وكل أنواع القدرات والإمكانات، هي أُمَّة تعاني- فعلاً- من الوهن، الوهن في القلوب، تعاني من انعدام الرؤية والبصيرة، تعاني من المفاهيم الخاطئة، مفاهيم التدجين والإخضاع للعدو، هذه الأُمَّة تحتاج إلى الإحياء الإيماني والديني.
الجهاد في سبيل الله هو مسيرة بناء وتربية؛ لأنه ليس فقط تصرُّفاً عسكرياً في الساحة، هذا جزءٌ من الجهاد في سبيل الله، جزءٌ أساسيٌ لابدَّ منه، ولكنه يترافق معه ماذا؟ 
-    إحياء إيماني تربوي أخلاقي. 
-    بناء للقدرات والإمكانات. 
-    إحياء في الأُمَّة، تجميع لها في إطار موقف صحيح. 
-    إحياء للشعور بالمسؤولية، يترافق معه عملية تربوية واسعة، وهذه مهمةٌ جدًّا حينما ترتبط بموقف. 
كل الجهود التربوية إذا فُصِلَت عن مسألة الجهاد، وشُطِبَ عنها موضوع الجهاد؛ تبقى محدودة التأثير، ومحدودة النتائج، إذا كانت الغاية التربوية التي تُبْذَل مع الشخص المسلم، ليصل إلى مستوى أن يذهب لأداء فريضة الصلاة في جماعة، وكان هذا هو السقف الأعلى للعملية التربوية؛ هذا يبقي الأُمَّة في سقف منخفض وهابط، مع أنه مطلوب، ولكن حينما يكون على مستوى أعلى.
سقف الجهاد هو سقف عالٍ، وسقف عظيم، يرتقي بالأُمَّة، ينتشلها من حالة الوهن المخزي، والضعف المستشري، ضعف في كل شيء: ضعف في القيم، في الأخلاق، ضعف حتى على مستوى المشاعر الإنسانية الفطرية والطبيعية، حالة متدنية رهيبة جدًّا، يعالجها: أن يكون الجهاد في سبيل الله هو السقف لبنائها التربوي، لبنائها الأخلاقي، لبنائها التعليمي، لبنائها الحضاري، لبنائها على مستوى القدرات والإمكانات... هكذا يفعلون في كل العالم، يجعلون مسألة التحدي، والخصم، والعدو، والمخاطر، حافزاً للبناء، فيبنون أنفسهم لمستويات عالية، وعند أُمَّتنا جُعِلت مستويات البناء التربوي، ومستويات البناء المعيشي، ومستويات البناء في كل شيء هابطة جدًّا، ليست في مستوى ما يرسمه الإسلام، ولا القرآن، ولا الرسول، ولا الفطرة، ولا الواقع، ولا التحدي... ولا أي شيء، مستويات غريبة جدًّا. 
الجهاد يبني الإنسان في وعيه، في بصيرته، في معرفته، في فهمه، يعالج مشكلة الأميَّة، التي هي أفظع من الأميَّة في الجاهلية الأولى، أميَّة في المفاهيم، أميَّة في الفهم الخاطئ لكل شيء، أو لأكثر الأشياء، للجهل بأكثر الأشياء أهمية، وهكذا على مستوى الوعي، على مستوى الإيمان، على مستوى الحكمة، على مستوى تصويب المسار، تصويب تحديد الأولويات، الحق واضح، المظلومية واضحة، لكن لابدَّ من موقف، لابدَّ من تحرك. 
المخطط الصهيوني هو جاهلية هذا العصر، وخطورته كبيرة علينا في كل شيء، على المجتمعات البشرية جميعاً، على المسلمين بكلهم.
تميَّزت مسيرة النبي "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" الجهادية بالتكامل، وأنَّها مسيرة هداية لكل الأجيال، وارتبطت بالقرآن الكريم، وقدَّمها القرآن الكريم على هذا الأساس: مسيرة هداية لكل الأجيال، فلماذا لا يُقْبِل المسلمون عليها، ويدرسونها، يدرسونها، يستفيدون منها، يهتدون بها، يتحرَّكون على أساسها؟! لماذا الإعراض؟! 
المساحة الكبيرة في مواجهة اليهود وحربهم الناعمة ذات أهمية كبيرة، والحديث الواسع عنهم في القرآن الكريم، الحديث الذي يكشف حقيقتهم كأعداء ألدَّاء، وحقودين جدًّا، والحديث عن طبيعة الصراع معهم، وعمَّا يلزم لتحقيق الانتصار عليهم، حديثٌ عظيمٌ ومهم لهداية هذه الأُمَّة، وهي أحوج إليه في هذا العصر حتى من كل المراحل الماضية، فلماذا الإعراض؟!
ولذلك أدعو في شعبنا العزيز أن يستمر الاهتمام في الربيع المحمدي في كل هذا الشهر، بالأنشطة المكثفة التي ترتبط بهذا العنوان، ولاسيَّما في الخطب: خطب الجمعة في المساجد، في المدارس، لابدَّ من هذا النشاط المستمر، في التوعية العامة أن يستمر في إطار هذا العنوان نفسه. 
    فيمـــا يتعلَّـق بالإسنـــاد بالعمليـــات العسكريــــة: 
نُفِّذت عمليات هذين الأسبوعين بـ (ثمانية وثلاثين) ما بين صواريخ وطائرات مسيَّرة، عمليات سلاح الطيران المسيَّر عمليات كثيرة وفعَّالة، وكانت بـ (ثلاث وعشرين مسيَّرة)، استهدفت عِدَّة أهداف في: (الخضيرة، ويافا، وأسدود، وعسقلان، والنقب، وأم الرشراش)، وكان منها: العملية الموفَّقة لاستهداف المطار، الذي يسميه العدو الإسرائيلي بـ [مطار رامون]، وعملية أيضاً مهمة باتِّجاه (مطار اللد). 
كان هناك أيضاً عمليتين للاستهداف لسفينتين تجاريتين تابعتين للعدو الإسرائيلي في أقصى شمال البحر الأحمر. 
    فيمـا يتعلَّـق بالأنشطـــة الجامعيـــة: 
كان هناك خروج عظيم للجامعات اليمنية، يقدِّم النموذج لكلِّ الجامعات، مع هذا الخروج نأمل- إن شاء الله- أن يكون ضمن الأنشطة والاهتمامات الجامعية: العناية بالدراسات والأبحاث والندوات فيما يتعلَّق بالقضية الفلسطينية، وفيما يتعلَّق بالعدو الصهيوني، وعن خلفية الموقف الأمريكي، وعن التوجهات الحقيقية للعدو الإسرائيلي والأمريكي، وما تبنى عليه؟ وما هي أهدافها؟ هذا جانب يستحق تسليط الضوء عليه، وكذلك عن الحلول التي تنقذ هذه الأُمَّة من خلال الرؤية القرآنية المباركة. 
    أيضــاً فيمـــا يتعلَّـق بالعـــدو الإسرائيــــلي: 
ما قبل المناسبة، استهدف العدو الإسرائيلي رئيس الوزراء، ورفاقه من الشهداء العاملين في الوزارات المدنيَّة، رحمة الله تغشاهم جميعاً، تحدثنا عن هذا العدوان، وأنَّه لا يمثل أي إنجاز عسكري ولا أمني للعدو الإسرائيلي، وكان هناك أيضاً كلمة للأخ الرئيس، وكلمة لنا، وتعليقات وبيانات كثيرة، وتشييع كبير شعبي وواسع للشهداء "رحمة الله تغشاهم". 
العدو الإسرائيلي بارتكابه مثل هذه الجريمة هو يبين إفلاسه، ويضاعف من رصيده الإجرامي، ويزيد هذا الشعب عزماً على عزمه، وبصيرةً إلى بصيرته، وثباتاً إلى ثباته. 
العدوان بالأمس الذي نفَّذه العدو الإسرائيلي:
-    استهدف أيضاً مؤسسات إعلامية في صنعاء.
-    واستهدف محطةً لتعبئة الوقود هي تابعة للجانب الصحي.
-    واستهدف في محافظة الجوف كذلك مؤسسات مدنية في المجمع الحكومي المدني، وكذلك ما يتعلَّق بفرع للبنك المركزي، ومبنى لمصلحة الأحوال المدنية، ومبانٍ مدنية.
العدو الإسرائيلي هو هكذا: عدوٌ مجرم، يستهدف في صنعاء مؤسسات إعلامية، في أماكن هي مزدحمة بالمدنيين، سواءً على مستوى الأحياء السكنية، وتضررت المباني التي تعود لمواطنين يمنيين، وكذلك على مستوى المارة؛ لأنه يسعى إلى الاستهداف للجميع، هكذا أهداف هي لا تدل على أي إنجاز للعدو الإسرائيلي، هي إفلاس، وهي إجرام وعدوان، لن تؤثِّر مثل هذه الجرائم على شعبنا العزيز في كسر إرادته، بل على العكس من ذلك، تزيده قوَّةً وصلابةً في إرادته، في تصميمه، في عزمه؛ لأنه يعي حقيقة موقفه. 
وكمـــا قلنــــا: بلدنا (رسمياً، وشعبياً) هو في موقفٍ صادق، يخوض معركةً جادة، يدرك أهميتها، وقدسيتها، وعظمتها، وقيمة التضحيات فيها عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأثرها في الواقع، ويبني نفسه في إطار أن يكون في المستوى المطلوب في خوض هذه المعركة، ومواجهة ذلك العدو. 
ما الذي يمكن أن يكون هناك من خيارات بديلة؟ هل الاستسلام؟ هل القبول بمعادلة الاستباحة؟ كما يقبل بها البعض في هذه المنطقة، شعبنا أعزُّ بإيمانه، بثقته بالله تعالى، من أن يقبل بالخنوع، والخضوع، والاستسلام، والتَّخَلِّي عن مبادئه وعن قيمه. 
هذه المعركة التي نخوضها نصرةً للشعب الفلسطيني، كفريضة إيمانية، وواجب إنساني، وديني، وقيمي، وأخلاقي، ومسؤولية دينية وأخلاقية، ونخوضها أيضاً؛ لأننا ندرك أنَّ العدو الإسرائيلي عدوٌ لنا جميعاً، خطرٌ علينا جميعاً، يستهدف هذه المنطقة بكلها، فهناك الواجب الديني، والفريضة الدينية المقدَّسة، وهناك أيضاً مسؤوليتنا حتى تجاه أنفسنا، تجاه أنفسنا نحن، نحن ندرك من هو العدو الإسرائيلي؟ ماذا يسعى له؟ ماذا يسعى له الأمريكي معه؟ ماذا تسعى الأنظمة الغربية الداعمة له؟ 
نحن في الموقف المهم والضروري بكل الاعتبارات، ضروري لأن تبقى لنا إنسانيتنا، ألَّا نهبط عن المستوى الإنساني، ألَّا نخسر إنسانيتنا، فنتحوَّل وكأننا أُمَّةٌ من الغنم والدجاج، أُمَّة أفلست، مات ضميرها الإنساني، وفقدت قيمها الإنسانية. 
الموقف ضد العدو الإسرائيلي هو: 
-    ضروريٌ في أن تبقى إنساناً، وأن تبقى لك إنسانيتك، فطرتك الإنسانية. 
-    ضروريٌ بالمعيار الإيماني والديني والأخلاقي. 
-    ضروريٌ في الدنيا. 
-    وضروريٌ للآخرة، حتى بحساب مستقبلك في الآخرة، مستقبلك عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى". 
-    ضروريٌ في أن نكون في موقف العز، والمَنَعَة، والشرف، والكرامة، وأن نبني أنفسنا لنكون أقوياء، في عصرٍ لن يجديك فيه إلَّا أن تكون قوياً، قوياً بإيمانك، قوياً في معنوياتك، قوياً في إرادتك، قوياً في أن تبني نفسك بكل وسائل القوَّة. 
وإلَّا فماذا تراهن؟ 
-    على الأمم المتَّحدة؟! ماذا تفعل الأمم المتَّحدة؟ أنت ترى وأنت تسمع أنها لم تفعل أي شيء لإنقاذ الشعب الفلسطيني، لم يصل بها الحال إلى أن تفصل العدو الإسرائيلي من عضويته فيها؛ لأنها ارتكبت جرماً عظيماً وفظيعاً يوم اعترفت به عضواً فيها. 
-    على مجلس الأمن؟! مجلس الأمن مهمته خدمة مصالح الأنظمة الغربية، وبعض الأنظمة الشرقية الكبرى، التي لديها إمكانات ونفوذ، وفرضت نفسها في ذلك الزمن. 
-    على ماذا تراهن؟ حتى على منظَّمة التعاون الإسلامي، هل يمكن أن تراهن عليها؟ في أي شعب عربي يمكن أن يراهن على منظَّمة التعاون الإسلامي، أو على الجامعة العربية... أو على غيرها من المنظَّمات والمؤسسات. 
الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في توكلنا عليه، في إيماننا به، في ثقتنا به، في التزامنا بهديه وتعليماته، في استجابتنا له، في طاعتنا له، في الاهتداء بنوره، هو الذي سينفعنا، هو خير الناصرين، نعم المولى ونعم النصير، وعندما نقدِّم التضحيات في إطار الموقف الحق، لا يعني ذلك أنَّ الآخرين من حولنا في كل هذا العالم العربي والإسلامي سيكونون في حالة سلام واطمئنان، الكل مستهدف في هذه المنطقة، والكل مستنزف، يستنزفون في صراعات وفي مواقف كثيرٌ منها لخدمة الإسرائيلي والأمريكي، فما نقدِّمه من تضحيات هي أقل بكثير مما يمكن أن يلحق بنا من خسائر لو كنا في خيار آخر، وفي اتِّجاه آخر، ومن استنزاف لو كانت خياراتنا أخرى، استنزاف وضياع، ليس له قيمة، ولا أهمية، ولا ثمرة، ولا نتيجة طيِّبة لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ أمَّا في سبيل الله، مع الله، مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فالعز كل العز، والشرف كل الشرف، والخير كل الخير، والعاقبة التي ضمنها الله في القرآن الكريم: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف:128]. 
كل ما نقدِّمه من تضحيات، وما نحن فيه من موقف، موقف جاد: 
-    منع الملاحة البحرية للعدو الإسرائيلي، هل هذا موقف يمكن فيه مسرحيات، أو مزح، أو مغالطات؟! لا، نحن بهذا الموقف، في موقفٍ راقٍ ومتقدِّم جدًّا، من أكبر وأعلى مستوى في المواقف، هذا ليس فيه مجال للمسرحيات، هذا موقف صادق، وجاد، وعظيم، وقوي، ومؤثِّر، ويشطب على العدو واحداً من أكبر خطوطه الحمراء. 
-    القصف بالصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي، هذا موقف لا مجال فيه للمسرحيات؛ إنما للجد، هو بفضل الله، بتوفيقه، شعبنا في الموقف الصادق والجاد والعظيم، وفي مستوى عالٍ، وبسقفٍ عالٍ جدًّا في موقفه. 
وصلتنا دعوةٌ من كتائب القسَّام، خلاصتها هذه: (تدعو كتائب القسَّام أبناء أُمَّتنا إلى التضرُّع إلى الله تعالى، أن يكشف الكرب عن إخوانهم في غزَّة، وذلك بالتَّوَجُّه إلى الله تعالى بركعتين خاشعتين في جوف الليل، ثم الدعاء: ((لا إله إلَّا الله العظيم الحليم، لا إله إلَّا الله رب العرش العظيم، لا إله إلَّا الله ربُّ السماوات، وربُّ العرش الكريم)) مائة مرة، والدعاء بالفرج لأهل غزَّة عقب ذلك، ذلك بإذن الله تعالى مساء الخميس الموافق 11-9-2025م ليلة الجمعة)، يعني: مساء اليوم في ليلة الجمعة، نحن ندعو إلى الاهتمام بهذه الدعوة، والاستجابة لها على نطاقٍ واسع. 
الدعاء والتضرُّع جزءٌ أساسيٌ في مسيرة الجهاد في سبيل الله تعالى، نحن نتحرك في سبيل الله تعالى بالالتجاء إلى الله، والاعتماد على الله، والتوكُّل على الله، وجزءٌ أساسيٌ مما نعبِّر فيه عن التجائنا إلى الله تعالى، عن استعانتنا به، عن طلب النصر منه، عن طلب الفرج منه، هو الدعاء، والدعاء مع الموقف، مع الموقف، كما في القرآن الكريم، كما في حركة رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"؛ ولـذلك هذا التحرك هو في إطار الموقف أيضاً، ومع الموقف. 
ندعو إلى العناية بذلك في ليلة الجمعة المباركة، ونحثُّ على الدعاء المستمر، والالتجاء إلى الله تعالى- كما قلنا- من موقع العمل، ومن موقع الاستجابة لله تعالى. 
أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم، يوم غد إن شاء الله الجمعة، في العاصمة صنعاء، وفي مختلف المحافظات والساحات: 
-    استجابةً لله تعالى. 
-    وجهاداً في سبيله. 
-    وابتغاءً لمرضاته. 
-    ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم. 
-    وتضامناً مع كل أبناء أُمَّتنا الإسلامية. 
-    وتعبيراً عن ثباتنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، مهما كانت جرائمه، مهما كانت اعتداءاته على بلدنا، أننا ثابتون، مهما قدَّمنا من الشهداء في سبيل الله تعالى، ومن التضحيات في سبيل الله تعالى، فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو المتقبِّل الكريم، الذي يجازي هذا الشعب بخير الجزاء، بالنصر والعز، وما في رعايته الواسعة، وما يعطيه عباده المؤمنين المستجيبين له في مستقبلهم في الآخرة أيضاً. 
الخروج أيضاً لا يزال في إطار الربيع المحمدي، نحن لا نزال في أجواء هذه المناسبة المباركة التي نستلهم فيها من سيرة رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" الدروس العظيمة في الثبات، في الإيمان، في الوعي، في البصيرة، في العزة، في الاستمرار في الجهاد في سبيل الله تعالى، بكل ما يرتبط بذلك من ارتباطات مهمة، على المستوى التربوي والأخلاقي والعملي. 
كذلك نعلن التضامن مع كل المستهدفين من أبناء أُمَّتنا، مع قطر، مع الوفد المفاوض، مع حركة حماس، مع أبناء أُمَّتنا الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي. 
أَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـــــلَامُ عَلَـيْكُـــمْ وَرَحْـمَـــــةُ اللَّهِ وَبَــرَكَاتـــُهُ؛؛؛


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر