مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كل الآيات التي سمعناها أيضاً تتحدث عن بني إسرائيل، والموضوع يبدو من سياق الآيات هو بني إسرائيل. واقعهم بشكل عام وأكثر ما يبرز في نفس الآيات، أول الآيات التي سمعناها قبل من عند قول الله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} (البقرة: من الآية40) تضمنت نعما هي: نعمة هداية، ونعمة الهداية هي تنعكس في نفسيات الناس، في سلوكهم، في رؤاهم، في مواقفهم، في تصرفاتهم. تكون حكيمة في بنيتهم الاجتماعية بشكل عام، كمجتمع قوي، ومجتمع حكيم، ومجتمع يشكل نموذجاً ينعكس في كل مواقفه وتصرفاته هدى الله.

من ضمن الآيات السابقة {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:53). في البداية، أو تكون ربما في مراحل متقدمة كان يظهر مثلا ً كيف يحصل فيما يكون مجرد مخالفة، ثم يحصل توجيه لموسى ويحصل آية إلـهية مثل: رفع الطور فوقهم فيذعنون ويرجعون، تمادوا في هذا الموضوع: كفر بنعم الله سبحانه وتعالى، عدم تقدير لها بالشكل المطلوب، عدم التزام وتوجه واهتداء بنفس الهدى، فهنا برز في نفسياتهم، في سلوكهم، في مواقفهم أشياء غريبة جداً فيما تضمنته الآيات هذه، أي يلمس الإنسان ـ على أساس أن قصص القرآن ـ وهو فعلاً قضية بهذا الشكل ـ أنه قصص ليكون عبرة ـ  كيف كان هدى الله متكاملاً، وكيف كان الناس الذين لم يقدروا هذا الهدى حق قدره، ولم يتفاعلوا معه ولم يستجيبوا. كيف كانت النتيجة بالنسبة لهم في واقعهم ؟! حتى أنه في الآيات هذه عرض فيما يتعلق بنفسياتهم في الأخير، بنفسياتهم، فأول عبرة: أن تفهم بأنه الإنسان هو من جهة نفسه، هو الذي يؤدي بنفسه إلى أن يصل إلى هذه الحالة السيئة. لا يوجد تقصير من جهة الله على الإطلاق ولا من جهة أنبيائه على الإطلاق.

العبرة الثانية: أن يحذر الناس، أن يحذروا لأنه أحياناً قد يكون التمادي في التنكر لهدى الله أو عدم الاهتمام به، عدم التقدير له، يؤدي في الأخير إلى وضعية سيئة جداً، وأعتقد أن المسلمين يعيشون فيها بكل معانيها.

من القيمة الهامة للهدى الذي أنزل إليهم وجاء به موسى كتاب وفرقان وأساس الهدى وتربية للمجتمع يقول لهم أنه كان الكتاب والفرقان مرتبطاً بموسى، موسى يمثل العَلَم لهم يمثل: معلم، وقائد، مربي، موجه. هم يتفهمون وينطلقون على أساس توجيهاته بدون أخذ ورد. ما حصلت هذه. لاحظ كيف كان موقفهم في قضية واحدة، في قضية [البقرة]؟! هدى الله لا يصنع أناساً على هذه النوعية أبداً أعني: أنه يتضح لك كيف يحصل الخلل لأن الله سبحانه وتعالى يقول بالنسبة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهي نفس المسيرة، ونفس الطريقة الواحدة التي عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) محمد، وعند عيسى، وعند موسى، وعند إبراهيم، أنهم يهدون الناس، ويعلمونهم الحكمة، ويبنونهم مجتمعاً متماسكاً متوحداً كلمته واحدة، موقفه واحد، انطلاقته واحدة. حصل خلل كبير جداً لديهم!  هذه الظاهرة السيئة عندما قال لهم موسى في قضية هم بحاجة إلى أن يكتشفوا من هو الذي ارتكبها، قتيل قتل في ظروف غامضة جداً وأصبحوا هم يتدافعون المسألة، [هم قتلوه آل فلان أو ربما آل فلان]: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} (البقرة: من الآية72) كل واحد يدفع عنه ويتهم طرفاً آخر.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (البقرة: من الآية67) . أسلوب الأنبياء تجد كيف الأنبياء أشخاصاً حكماء، هم حكماء يعرف نفسيات أصحابه، وكيف وصلت الحالة بهم! كان يكفي من موسى أن يقول لو أنهم كانوا قد وصلوا إلى مستوى[جيد] دع عنك [ممتاز] جيد، أنه كان يكفيهم من موسى نفسه توجيه معين أن يقول لهم موسى: اذبحوا بقرة فيتحركون، هو يعرف كيف واقعهم وكيف نفسياتهم {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} أمر إلهي مباشر {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (البقرة: من الآية67).

أساس تربية الأمم أنه لا يأتي بنبي بعد نبي على طول تاريخ البشرية، قد يكون مرحلة فيها نبي يمكن أن يقول: {إِنَّ اللَّهَ} لأمة من الأمم، في مرحلة لا يوجد نبي، والأمة متربية على الحالة هذه تحتاج إلى شخص يقول: إن الله يأمركم في موقف معين، هذا لا يتم، الأمة تتربى بطريقة تصل فيها إلى أن يكفيها توجيهات مباشرة من جهة الأنبياء أنفسهم، ثم من جهة ورثة الأنبياء.

أيضاً يكفيهم بأنه، ليست مسألة يكفيهم، أعني: يكونون هم تربوا هم تربية وفهموا القضية على هذا النحو فيكفيهم أوامر من الجهة التي يعرفون بأنها جهة هدى، لا، هنا احتاجوا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (البقرة: من الآية67) كيف كان الجواب؟ {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً} (البقرة: من الآية67). ماذا يعني نذبح بقرة؟! ماذا يعني بقرة؟!.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الخامس – من دروس رمضان]
 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 5 /رمضان 1424هـ

الموافق :29 /10/2003م

اليمن ـ صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر