مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الله، أمها السيدة خديجة بنت خويلد، ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء بثلاث سنوات، وفي قولٍ آخر: في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكة المكرمة، زوجها هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقد عُرفت فاطمة الزهراء وتميزت بين سائر نساء المسلمين بالتقوى والعفة، والوقوف إلى جنب أبيها وزوجها، وكانت تتمتّع بحسن الخلق والوفاء والتواضع وحبّها للناس ممّا جعلها محبوبة لدى المؤمنين والمؤمنات، كما عُرفت عليها السلام بالبلاغة والفصاحة.

 

شهدت فاطمة منذ طفولتها أحداثاً جساماً كثيرةً، فقد كان النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة عليها السلام تتولى أمور التنظيف والتطهير.

لقد كانت فاطمة الزهراء أشدّ شبهاً بأبيها الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد وقفت إلى جنبه وأعانته في دعوته وعانت معه ما كان يعاني، وكان من أشد ما قاسته الزهراء عليها السلام من آلام في بداية الدعوة: ذلك [الحصار الشديد] الذي فرضه كفار قريش؛ والذي حوصر فيه بنو هاشم في شِعب أبي طالب لثلاث سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاماً يدخل مكة، ولا بيعاُ إلا واشتروه، حتى أصاب التّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل أوراق الشجر، وكان لا يصل إليهم شيئاً إلا مستخفياً، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً.

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيماناً ونضجاً. وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة عليها السلام؛ فامتلأت نفسها حزناً وألماً، ووجدت نفسها أمام [مسؤولية دينية] كبيرة نحو أبيها النبي الكريم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته خديجة، وعمّه أبي طالب (عليه السلام)؛ فما كان من [الزهراء] إلا أن ضاعفت الجهد، وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدم له العوض عن أمها، ولذلك كانت تُكنّى بـ أم أبيها.

وها هي فاطمة الزهراء تجاهد منذ طفولتها مع أبيها صلى الله عليه وعلى آله؛ فقد شهدت مواقف كثيرة مع أبيها رسول الله؛ حيث كان لها موقف سطَّره التاريخ وهي في مرحلة الطفولة: عندما اجتمع كفار قريش على النبي صلى الله عليه وآله، وقد كانت برفقته، فكان ساجداً لله تعالى في الحرم، وقام المشرك عقبة بن أبي معيط من مشركي قريش بقذف سلا جزور على ظهر النبي صلى الله عليه وآله، فلم يرفع النبي رأسه، فقامت فاطمة الزهراء عليها السلام بإزالة الأذى عن ظهر أبيها، وعندما رفع النبي رأسه الشريف قال: "اللهم عليك بالملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هاشم وعتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف"، فانصرف عنه المشركون، ومضت أعوام قليلة حتى قُتلوا جميعهم في معركة بدر.

ومن المواقف الجهادية التي شهدتها مع أبيها رسول الله: أنها كانت في بعض المعارك تنصب له خيمة بعد خروجه من ساحها، وتهيئ له ماءً ليغتسل به من غبار المعركة، وملابس ليكون في أجمل هيئة، وكانت تداوي جراحه الكريمة بيديها العطوفتين، ولذلك سُميت بأمّ أبيها من شدة حبها وعطفها لأبيها صلى الله عليه وعلى آله في كافة المراحل والمواقف التي عاشتها مع أبيها.

هاجرت فاطمة الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة من عمرها؛ حيث هاجرت مع الإمام علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت أسد، وعمته فاطمة بنت أبي طالب، حتى سميت هجرتهم بهجرة الفواطم.

وقد كان رسول الله لم يكن ليخرج إلى الغزوات حتى تكون فاطمة هي آخر من يراه، وعند عودته يسارع اليها بعد تأدية ركعتين لله تعالى، وهذا يدل على مكانتها العظيمة في قلب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

زواج السيدة الزهراء عليها السلام:

تقدم للزهراء العديد من الصحابة، فلم يقبل رسول الله تزويجها بغير الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).. كما أمره الله تعالى بذلك؛ بحسب العديد من الأحاديث المروية عن النبي في ذلك.

 

وفي حديث طويل: ((... إذ دخل علي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فتبسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وجهه ، ثم قال : إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة ، إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : جمع الله شملكما ، وأسعد جدكما، وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا )) . قال أنس: فوالله لقد أخرج منها كثيراً طيباً - أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي.

فتزوجها الإمام علي بن أبي طالب وأصدقها درعه الحُطمية. فولدت له :

• الإمام الحسن: سبط رسول الله وحفيده وريحانته ورابع أصحاب الكساء، وسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو محمد.

• الإمام الحسين: سبط النبي محمد رسول الإسلام، وحفيده، وريحانته، وخامس أصحاب الكساء، ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله.

• السيدة زينب بنت علي.

• السيدة أم كلثوم بنت علي.

وكانت الزهراء للإمام علي حسنة المعشر ترضى بالقليل، قنوعة تشكر ربها في كلّ أحوالها، وكانت تسعى لإسعاده وإرضائه، والوقوف إلى جانبه عوناً وسنداً في خدمة دين الحق، كما وقفت مع أبيها..

وقد انحصر نسل النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في ابنته فاطمة. فهي بنت رسول الله محمد الوحيدة من بين أولاده التي کانت لها ذرية. 

مكانتها:

لفاطمة بنت محمد مكانة عظيمة عند المسلمين بشتى طوائفهم؛ فقد أجمعت الأمة على أن لها شأناً عند الله يفوق كل نساء العالم، وأنها سيدة نساء العالمين بحسب الروايات المتواترة عن النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وذلك لما قدمته في صدر الإسلام من تضحيات وصمود تجاه صلف قريش، وأذيتهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وكذلك وقوفها إلى جنب أبيها في كل مراحل ومحطات الدعوة الإسلامية، فكانت تحمل همَّ أبيها وهمَّ أمته. وكانت عليها السلام عوناً وسنداً كما كانت أمها خديجة عليها السلام في صدر البعثة.

 

بعض فضائلها:

1. قال رسول اللّه: خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة.

2. قال رسول اللّه: فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي.

3. قال رسول اللّه: أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة.

4. قال رسول اللّه: سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة.

5. قال رسول اللّه: فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ.

6. قال رسول اللّه: فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي.

7. قال رسول اللّه: فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي.

8. قال رسول اللّه: إذا كانَ يَوْمُ القيامَةِ نادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة.

وغيرها من الأحاديث النبوية التي وردت في فضلها ومكانتها عند الله وعند رسوله الكريم، والتي لا يتسع الحديث لذكرها..

وفاتها (عليها السلام):

بعد أن رجع رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) من حجّة الوداع استدعی ابنته فاطمة (عليها السلام) وأبلغها بأنّه سيموت قريباً، وأنّها أوّل من يلحق به من أهل بيته، فلّما توفّي رسول الله(صلى الله عليه وعلى آله) ظلّت فاطمة تعاني من الحزن و الألم حتی توفيت بعده بأقلّ من ستّة أشهر في 10 من جمادي الأول.

وقد بقيت بعد وفاة أبيها (ص) في حالة من الحزن و کانت تنعي أباها رسول الله (ص) کلّ يوم بمجرد أن تؤدّي واجبها تجاه زوجها الإمام علي (ع) و وُلدها، فضعف جسمها شيئاً فشيئاً حتی أشرفت علی الموت.

ومكان قبرها عليها السلام مجهول في مقبرة البقيع؛ لأنّها حسب وصيتها دُفنت ليلاً، وأوصت بإخفاء قبرها، وأوصت أن لا يحضر جنازتها من أغضبوها من القوم، وأخذوا ميراثها، كما أنّها أوصت بأن تُحمل في نعش حتى لا يصف جسمها ولا يظهر منه شيء، فدُفنت عليها السلام ولم يحضر جنازتها سوى الإمام علي (عليه السلام) والحسنين (عليهما السلام)، وعقيل بن أبي طالب، والعباس، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر الغفاري، وحذيفة (رضي الله عنهم أجمعين)..

فــــــســــلام الله عــلــى الـســيــدة فــاطــمــة الــزهــراء.. وعــلــى روحــهــا الـطــاهــرة..

وســــلام الله عــلــى أبــيــهــا.. وبــعلــهــا.. وبــنــيــهــا.. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر