مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
قيل إن امرأة مرت على مجلس فقالت : من الفقيه فيكم.. ؟ فأشاروا إلى أحدهم ، فقالت له : كيف تأكل.. ؟ فقال لها : اسمي باسم الله وآكل بيميني وآكل مما يليني وأصغر اللقمة وأجيد المضغة، فقالت له : وكيف تنام.. ؟ قال : أتوضأ وأنام على جنبي الايمن وأقرأ وردي من الأذكار، فقالت : انت لا تعرف  كيف تأكل، ولا تعرف كيف تنام، فنظر إليها وقال وكيف الاكل والنوم، فقالت له : إلا يدخل بطنك حراما وكل كيف شئت ، وإلا يكون في قلبك غل وحقد على أحد ولا ظلم لأحد ونم كيف شئت ، وأكملت حديثها قائلة : ان ما أخبرتني به هو أدب الشيء وما أخبرتك به هو جوهر الشيء ، و هذه القصة تؤكد مدى خطورة تورط مجتمعاتنا العربية والاسلامية بهذه المرحلة التاريخية في المبالغة بالمظاهر وترك التحقق والتخلق بالجواهر ، لم ينبهر العرب بملابس الرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين ولا بمأكله ومشربه ، ولكنهم انبهروا بعظيم وعي كلماته وعدالة رسالته ، وصدق مشروعة، وسمو أخلاقه وطيب سيرته وحسن أدبه ولين معاملته ، فحولهم من أمة ترعى الأغنام والإبل إلى أمة تقود الامم ، وعلى نهج نبي الأمة علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله، يشدد ويرعى ويشرف السيد القائد - عليه سلام الله ورضوانه - على الدورات الصيفية لأبنائنا أطفالنا ليدخلوا بوابة الجوهر و يخرجوا من ازقة المظهر ..  

تأتي أهمية الدورات الصيفية من خلال معادلة بناء العقل والقيم وتطوير المهارات وتحسين التفكير في اتخاذ مواقف الحق، و التخطيط الصحيح والسليم لبناء مجتمع واعي ودولة عادلة وقوية ، فإذا أردت أن تخطط لعام فأزرع الأرز او القمح ، وإذا أردت تخطط لقرن أزرع الأشجار المثمرة ، وإذا أردت أن تخطط لبناء دولة كريمة وعادلة وقوية و حياة حضارية كاملة ودائمة ، فأزرع وعي وقيم ومشروع في عقول الاطفال وعلمهم ودربهم وأهلهم و جهزهم تجهيزا عمليا ، دينيا وثقافيا وعلميا وأخلاقيا وفكريا ، ومن هذا المنطلق تأسست الدورات الصيفية في اليمن، وبهدف واضح وصريح، مسعاه هو تطوير وتحسين عقل ومنطق طلاب الدورات الصيفية ، وحصولهم على المهارات الحياتية ، وزيادة القدرة على التكيف والتعامل مع المواقف الجديدة ، و تحسين التفكير ، ومهارات حل المشاكل ، و زيادة النمو المعرفي ، وتطوير الفكر الإبداعي ، وتحفيز التفكير المنطقي ، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والداعم المؤيد للحق والخير والصواب والمخاصم والمعادي للباطل والشر والخطاء.. 

في كل العصور هناك فروق حضارية كما هو الوضع حاليا، الفارق اليوم هو إن المتخلف حاليا يعيش تخلفه وفي نفس الوقت يشاهد تفاصيل تقدم حضارة الآخر ، والآخر هو عدوه اللدود ، مع الأخذ في الاعتبار أن الفوارق الحضارية قديما لم تكن بضخامة الفروق الحالية، فلم يكن ثمة عصر تكنولوجي حقيقي، ولا ثورة اتصالات ولا غير ذلك من تفاصيل الحضارة الحديثة، وبذلك قد اجتمعت على متخلفي العصر الحديث صعوبة الوضع المتردي لمجتمعاتهم ، وكذلك التحسر على الفجوة الحضارية التي يشاهدونها طوال الوقت عبر وسائل الاتصال الحديثة، المشكلة إن عقول مجتمعاتنا خلال فترة قوة عدوها هذه، فقست لوحدها ، تمجد وتتبع حضارة عدوها، حتى جثت مكانها لا تتقدم الا بما يريده عدوها، ولا تطور من إمكانياتها الا بأوامر عدوها ، وكل هذا أدى إلى إلغاء وهدم كافة مشاريع (الوعي والقيم ) في تصرفات وممارسات ومواقف مجتمعاتنا ، وقتل الإبداع الفردي و الجماعي ، والعيش في بيئة الخوف وعدم الثقة بالنفس ، و كل هذا حتى ينعدم حامل الوعي والقيم داخل شعوبنا العربية والاسلامية، ذلك الحامل الحقيقي الذي يغذي المجتمع بثقافة ومعرفة (الوعي والقيم والمشروع)..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر