مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعند قوله سبحانه وتعالى من نفس الآية: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾[البقرة: من الآية155] يوضّح السّيد بأنّ الصّبر في سبيل الله هو الصّبر الوحيد الذي يأتي بعده الفرج والنّصر, والخطوة العمليّة الأولى نحو الفرج الإلهي, وهذا ما أكّد عليه, وبشرّ به القرآن الكريم كلّ من يصبرون في سبيل الله, يقول السيد: (بشر الصابرين، هذه الآية هذه العبارة تتكرر في القرآن الكريم بشكل كبير بأن الناس عندما يصبرون في سبيل الله فهناك بشارة هم موعودون بها هناك فرج إلهي ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا﴾[الصف: من الآية13] بعد ما ذكر الجنة والمغفرة وتكفير السيئات ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾[الصف: من الآية13] عادة الصبر الإلهي أن يصبر الإنسان في سبيل الله هو الصبر الوحيد الذي يأتي بعده فرج وإذا لم تصبر في سبيل الله فستصبر على قهر أعدائك على ظلمهم لك على استعبادهم لك على هتك عرضك، ويكون هذا الصبر لا لله ولا في سبيله ولا نهاية له وليس بعده فرج لا يحصل بعده فرج أبداً) سورة البقرة الدرس الثامن.

 

ويبيّن السّيد أهمية وفاعلية هذا الصّبر العمليّ في سبيل الله, وما يحقّقه من نتائج إيجابيّة وعظيمة للفرد, وللأسرة, وللأمّة, فيصبرون وهم في مواقع ومواقف العمل, والجهاد, والتّحرك فتكون معاناتهم معاناة في المقام العملي, وهم يضربون, ويواجهون, ويقهرون العدوّ, ويعتبر هذا الصّبر هو الأفضل في وقته, وقيمته, وغاياته, ونتائجه, يقول السيد: (إذاً فالأفضل للإنسان هي نفس القضية الأولى أنت ستموت، أفضل لك أن تحاول أن تعمل في مجال لتحصل فيه أن تستشهد في سبيل الله وإلا ستموت، أليس هذا أفضل من أن تموت أفضل لك أن تصبر في سبيل الله من أن تصبر على الذلة والإهانة والقهر والعبودية والإستذلال وتسلط الأعداء، أفضل لي أن أسير أنا ويكون الأعداء هم الذين يصيحون مني، الذي أضرِب أفضل من أن أكون أنا الذي أضرَب والذي أقهر وأذل وأصيح أنا وكل أسرتي وكل الناس من حولي، أليس هذا أفضل لك تصبر في طريق أنت فيها الذي تضرب وتؤلم الآخر وتغيظ الآخر وتهزم الآخر؟ ولا أن تكون أنت الذي ماذا؟ الآخر العدو هو الذي يقتحم عليك بيتك هو الذي ينتهك عرضك هو الذي ينهب أموالك هو الذي يذلك ويقهرك، نحن نرى صورا من هذه موجودة في العراق وفي فلسطين مؤسفة جداً.

 

إذاً هل هناك جديد بالنسبة لك عندما تصبر في سبيل الله أو أنه أفضل، أفضل أن تصبر في سبيل الله هو الصبر الذي هو في مقام عزة ورفعة والآخر يصيح منك، وإلا ستصبر في وقت أنت الذي تصيح فقط والعدو لا يصيح منك أنت الذي تصيح أنت بيتك دمروه نهبوه دخلوا يربطونك أمام زوجتك ويقودونك إلى السجن ويعذبونك يهود أعداء من أشد الأعداء، ألست أنت الذي تصيح لوحدك؟ وأنت تصبر في سبيل الله أنت تجعل الآخرين يصيحون منك، إذاً ما معناه بأنه لا بد أن نمشي في سبيل الله ونصبر أننا إذا لم نكن على هذا النحو سنعيش في حالة استقرار وسعادة ولا هو حاصل علينا شيء؟ لا. ستجد أن هذه الحالة أفضل، أفضل بكثير في وقتها وفي غايتها وفي نتيجتها) سورة البقرة الدرس الثامن.

 

ويضيف السّيد عند قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾[البقرة:155-156] أنّ هذه الروحيّة والمعنويّة لدى المجاهدين الصّابرين هي الّتي ترسّخ في ذهنيّتهم العبودية لله, وأنّهم مملوكون له, وراجعون إليه, وأنّ مصيرهم بيده, فيكون لها قيتها وأثرها العظيم في نفوسهم ومشاعرهم, يقول السيد: (هذه الخلاصة هي هذه، نحن لله فشيء في سبيله ليس هو مشكلة علينا في سبيله نحن له ونحن سننتهي في مسيرتنا بأن نرجع إليه، هذه العبارة جميلة جداً و ترسخ في ذهنيتك بأنك مملوك لله وأنت له وسترجع إليه، إذاً لم يكن هناك جديد بالنسبة لك نهائياً، أن نقول إن الآخرين أوقعوك في قضية هم يمكن أن يميتوك إذا تحركت في سبيل الله، معناه إذا ما تحركت ستخلَّد، وأنهم سيعذبونك، لكن إذا أنت لم تتحرك في سبيل الله فلن ينالك شيء؟ لا. إذاً فنحن لله ونحن راجعون إليه فما يأتي ونحن في سبيله هو مما يجعل له أثره الكبير في مقام الرجوع إليه ويوم نرجع إليه) سورة القرة الدرس الثامن.

 

ويضيف السّيد عند قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾[البقرة:157] أنّ هؤلاء المجاهدون الصّابرون يحظون بصلوات من ربّهم, ورحمة, وهداية فيكونون هم محطّ رعاية الله في حركتهم ومسيرتهم الجهاديّة والعمليّة, مما يهيئهم ويساعدهم على القيام بمسؤوليتهم, وأداء مهامهم, فيمنحهم الله المجد والعزّة, والنّصر والرّفعة, ويهديهم الله لسبيل الحق, والطريقة الصحيحة, والغايات العظيمة في الحياة الدّنيا وفي الآخرة, يقول السيد: (لاحظ العبارة هنا أن تأتي العبارة هذه بشكل صلوات، صلوات تعني الرعاية التي هي رعاية لمن هم في أداء مسؤولية، رعاية تسهل لهم النهوض بمسؤوليتهم مثل كلمة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) عندما نؤمر أن نصلي على محمد وعلى آل محمد نحن ندعو الله أن يمنحهم ما يهيئ لهم النهوض بمسؤوليتهم فيمنحهم من الرفعة والعزة والتمكين ما يمكنهم من أن ينهضوا بالمسؤولية الملقاة على كواهلهم ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾[البقرة:157] الصلوات هي تفيد الرعاية يمنحهم مجدا يمنحهم رفعة يمنحهم عزة، تختلف كلمة صلوات عن أي شيء آخر، ورحمة يرحمهم في مسيرتهم، ورحمة الله مظاهرها كثيرة جداً في حياة الناس.

 

﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾[البقرة:157] هم المهتدون لسبيل الحق، هم المهتدون للطريقة الصحيحة هم المهتدون إلى ما يؤدي إلى الغايات العظيمة في الدنيا والغاية العظيمة في الآخرة وهي ماذا؟ الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى لا يجوز أن الناس يتساهلون يكون يتذكر الإنسان يتذكر دائماً لا يخاف، واحدة مما يجعل الإنسان يخاف عندما لا ينظر إلا إلى اتجاه واحد يكون عنده أن هذه الطريقة مليئة بالمشاكل والمصائب والسجون وأشياء من هذه وقد يقتل واحد، لكن تذكر الطريقة الثانية تذكر أنك قد تعاني معاناة شديدة ليست في سبيل الله ولا وراءها أي غاية جميلة بالنسبة لك، إذاً يجب أن نتذكر هذه الحالة ليعرف الإنسان أو ليصل إلى مسألة: أن لا يخشى إلا الله هذه نفسها من العوامل المساعدة على أن تقف موقف الحق على أن تكون حالتك النفسية حالة حق وصواب، ألم يقل هناك ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ أليس من الحق ومن الصواب أن تكون على هذا النحو؟: أن لا تخشى غير الله) سورة البقرة الدرس الثامن.

 

ويضيف السّيد موضحاً كيف يقدّم الله هذه المسألة في القرآن الكريم, بالشكل الذي يرغّب الإنسان ويدفعه للشّهادة والصّبر في سبيل الله, فينطلق الإنسان في عمله, وصبره, وجهاده قويّاً لا يخشى إلاّ الله سبحانه وتعالى, ولا يخاف أحداً إلاّ الله, وهذا يبيّن لنا السّنة الإلهيّة في الهداية الّتي تسّهل أمامنا الوصول إلى الحقّ, وإلى الغايات العظيمة في الدّنيا والآخرة, وترغّبنا فيه, يقول السيد: (لاحظ كيف قدم لك المسألة هنا بالشكل العظيم جداً، يدفع بك في الأخير إلى أن ترى فعلاً أنها قضية أفضل لي ألّا أخشى إلا الله؛ لأني عندما أقتل سأقتل في سبيل الله سأكون حيًّا، حيًّا في الجنة تتنعم من بعد ما تفارق اللحظة الأولى لتلقى الحياة هذه، أليست هذه الطريقة نفسها من عند ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾[البقرة: من الآية154] إلى قوله في الأخير: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾[البقرة: من الآية157] تجعلك بالشكل الذي تشجعك على أن تكون لديك حالة الحق وهو أن لا تخشى إلا الله ﴿فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن﴾[المائدة: من الآية44] تبين لك السنة الإلهية بأن الله عندما يوجه إلى حق عندما يأمر بحق هو يعمل الأشياء الكثيرة التي تسهل عليك الوصول إلى ذلك الحق، فعندما يكون مطلوب منك، وهي قضية أساسية وقضية هامة أن يكون الإنسان هكذا لا يخشى إلا الله فانظر كيف عمل هنا بشكل يجعلك فعلاً لا تعد ترى بأنه صحيح أن تخشى غير الله وأنه خطأ أن تخشى غير الله؛ لأنه ما هي غاية أن يعمل بي غير الله؟ هو أن أقتل، أليس هكذا؟ هو أن يحصل نقص من جانبه علي أموال ثمرات يحصل شيء من الخوف أشياء من هذه كلها هذه فيما يتعلق بالقتل، بعده حياة في مقام رفيع أو تقع أشياء من هذه وراءها ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. إذاً عندما يرجع واحد في الأخير يخشى غير الله يعتبر نفسه مخطئا هو في حالة غلط هو في حالة خطأ هو في حالة [دبور] كما نقول نحن، دبور) سورة البقرة الدرس الثامن.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر