ولذلك نحن معنيون أن نرسِّخ في انتمائنا لهذا الإسلام العظيم ارتباطنا الوثيق بالقرآن الكريم، التثقف بثقافته، الوعي لمفاهيمه، الاستنارة بنوره، والاستبصار ببصائره، وأن نرسِّخ في واقعنا الاقتداء برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كقدوة وأسوة وقائد وهادٍ؛ حتى لا نعيش حالة الانفلات، ولا الفراغ، ولا حالة التأثر بمن هبَّ ودبّ، البعض يدخل على مواقع التواصل الاجتماعي يتأثر بأي شيءٍ يطَّلع عليه، بأي عنوانٍ قد يكون عنواناً مغرياً، أخطر شيءٍ على شبابنا وشاباتنا في هذه المرحلة التاريخية في واقع الأمة هو الانفلات والفراغ، إذا لم يعش الإنسان معنى الانتماء الحقيقي للإسلام في التمسك برسول الله، في الاقتداء برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- في الانشداد إلى هذا الرسول العظيم، في التطلع إلى سيرته كما أوردها القرآن، والتمسك بالقرآن الكريم الذي هو المحتوى الشامل والأساس والصادق- والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه- للإسلام العظيم، محتوى الإسلام بكله في القرآن الكريم، في كل أسسه ومبادئه، كتاب الهداية.
فتعزيز هذا الارتباط بالقرآن والرسول هو الذي يحمينا ويحصننا تجاه كل حملات الحرب الناعمة، هو الذي سيحفظ لنا كرامتنا، هو الذي يمكن أن نبني عليه حاضر حياتنا ومستقبلها، هو الذي يمكن من خلاله أن نعالج كل مشكلاتنا، وأن نواجه كل التحديات مهما كانت تلك التحديات.
الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في حركته بالرسالة واجه مشكلات كبيرة وتحديات كبيرة، لكنه نجح في إحداث أكبر عملية تغيير، تغيرت المفاهيم الظلامية في الواقع الذي كان يعيشه العرب، وحملوا هذه الرسالة العظيمة في منهجها، وارتقوا من أمةٍ أمِّيَّة، تعيش حالة الانحطاط الأخلاقي، والإفلاس الإنساني، وتئِدُ البنات، إلى أمة راقية، أمة متحضرة، واحتلوا مركز الصدارة بين كل الأمم، وحملوا رسالة الله، وأشرف مسؤولية، وأقدس قضية، هكذا انتقل بهم الإسلام، وانتقل بهم القرآن، وانتقل بهم الرسول نقلةً عظيمة وقفزةً عملاقة من الحضيض إلى الصدارة؛ حتى صار المسلم بإسلامه أرقى إنسان يعيش على وجه البسيطة، في وعيه، في ثقافته، في أخلاقه، في قيمه، وحتى كانوا هم من يحملون مشعل الحضارة الحقيقية في واقع البشرية، والأمة الجديرة بقيادة البشرية.
اليوم نحن بحاجة إلى تعزيز هذه الأصالة، وهذا الانتماء، وهذا الارتباط، وأن نجعل من هذه المناسبة، وفي فعالياتها التحضيرية ما قبلها وما بعدها أيضاً، أن نجعل منها محطة لترسيخ هذا الانتماء وهذا الوعي، وتعزيز مسألة التأسي بالرسول، وصدق الله -سبحانه وتعالى- القائل في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: الآية21].
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم جميعاً للتأسي برسول الله، والاقتداء برسول الله، والتمسك برسول الله، والاهتداء برسول الله، والتمسك بكتاب الله، وأن نعزز ارتباطنا بالرسول وبالقرآن من موقع الاتباع والاقتداء والاهتداء، إنه سميع الدعاء.
وأشكر لكم هذا الحضور…
والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
خلال فعالية للجامعات اليمنية بمناسبة المولد النبوي الشريف 1441هـ