التحرك في الظروف الصعبة، والمراحل المهمة والخطيرة، بدافعٍ إيماني، ومن شأن الإنسان المؤمن؛ لأنه يتوفر له من الدوافع ما يحركه: من ثقته بالله، من توكله على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من علاقته الوثيقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من إيمانه العظيم بالحق، وإدراكه لقيمة هذا الحق في هذه الحياة، وأيضاً لموقفه الحاسم من الباطل، من الظلم، من الطغيان، من الإجرام، من الاستعباد للناس؛ وبالتالي تتجلى القيمة الإيمانية في أثرها في الإنسان المؤمن، وفي ثقته بالله في تحركه في مثل تلك الظروف، ثم فيما يحققه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من نتائج لذلك.
تحرَّك السيد حسين بدر الدين الحوثي "رِضْوَانُ اللهِ عَلِيْهِ" بالمشروع القرآني، وإعلانه الصرخة في وجه المستكبرين، ضد طاغوت العصر (أمريكا، وإسرائيل)، هو في ظروف حساسة وخطيرة للغاية، وتوفرت فيه كل العناصر التي تجعل له تلك القيمة الإيمانية العظيمة، فهو أولاً: مشروعٌ قرآنيٌ بدافعٍ إيماني، المشروع في أصله والموقف من أساسه هو إيمانيٌ قرآني، وهو أيضاً في ظروف صعبة، والمرتكز في مثل تلك الظروف بشكلٍ تام هو: الثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والتوكل عليه، والاستجابة له، والجهوزية التامة للتضحية في سبيله، السيد حسين "رِضْوَانُ اللهِ عَلِيْهِ" لم يبدأ مشروعه ذلك، المشروع القرآني العظيم، في ظل استناد إلى إمكانات، وقوة عسكرية، وقدرات، وحماية يستند إليها، حماية رسمية مثلاً؛ إنما انطلق من ظروف معروفة، ومن نقطة الصفر، ومن واقعٍ على المستوى المادي متواضعٍ جداً، لا يقف إلى جانبه جيش، ولا سلطة، ولا قوة عسكرية، ولا أي مستند يمكن أن يعتمد عليه، إلَّا ثقته بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتوكله على الله.
والمشروع أيضاً هو مشروعٌ ضد الطغيان والاستكبار، ضد أولياء الشيطان فيما يشكلونه من خطورةٍ على المجتمع البشري بشكلٍ عام، على الإنسانية جمعاء من جهة، وعلى وجهٍ أخص على المسلمين، ما يشكلونه من خطر على المسلمين، خطر كبير جداً من جانب أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم على المسلمين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية للصرخة 1445هـ