ثم هكذا في علاقتنا الإيمانية، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما قال للإمام عليٍ -عليه السلام-: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)؛ ليكون الحب الصادق، الحب الذي يترتب عليه العمل والاقتداء والاتباع، ليكون هو المعيار والعلامة الفارقة بين المؤمن والمنافق في هذه الأمة، وهذه من أهم العلامات الفارقة في واقع الأمة، وهذا نصٌ متفقٌ عليه بين الأمة عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، فالمنافق لن يطيق علياً، لن يتقبل علياً -عليه السلام-، لا بد وأن يكون له موقف سلبي، أن تبرز منه حالة الاستياء حتى عند الحديث عن الإمام علي عليه -عليه السلام-، لا يرتاح لذلك، على حسب التعبير المحلي [يضبح]، وهذه حالة بارزة في الكثير من أبناء الأمة ممن كان لهم الدور السلبي- ولا يزال في تاريخ الأمة وإلى اليوم وفي عصرنا- حالة بارزة فيهم الاستياء من الإمام عليٍ -عليه السلام-، البغض لمولانا أمير المؤمنين عليٍ -عليه السلام-، والمحاربة للإمام علي -عليه السلام-، للحديث عن فضائله، عن مناقبه؛ لفصل الأمة عن التولي له، مع أن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- قال أيضاً فيما روته الأمة، واتفقت عليه الأمة، وصح عند الأمة: (يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا عليٌ مولاه، اللهم والِّ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)، لا يتحقق لك الولاء الصادق لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، إلا بالولاء لأمير المؤمنين عليٍ -عليه السلام-، وفق هذا النص الواضح الصريح الذي جعل فيه التلازم ما بين التولي لرسول الله والتولي للإمام عليٍ -عليه السلام-، وإلا فأنت في الموقع الذي لم تتقبل فيه ما أتى به رسول الله؛ لأنه هو الذي يقول كل هذا: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي)، (عليٌ مع الحق، والحق مع علي)، (من كنت مولاه، فهذا عليٌ مولاه)... هو الذي يقول كل هذا، كيف يمكن أن تكون متولياً لرسول الله وأنت ترفض جملةً مما أتى به، مما بلغه، وهو بلغه عن الله، لم يكن اجتهاداً شخصياً، ولم يكن رأياً شخصياً، الله قال عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3-4]، ما قدمه يقدمه عن الله، ليست مسألة اجتهادات شخصية، أو آراء شخصية، أو إعجاب شخصي بالإمام عليٍ -عليه السلام-. لا، المسألة هي في غاية الأهمية، فالإمام عليٌ -عليه السلام- يمثِّل هذه الأهمية بالنسبة لنا كأمةٍ مسلمة، هذا ما يجب أن نرسخه وأن نركز عليه، لترسيخ الولاء والمحبة للإمام عليٍ -عليه السلام- في أنفسنا، في واقعنا، في علاقتنا الإيمانية، وأيضاً في أبنائنا وفي مجتمعاتنا، في جيلنا، ومن خلال أيضاً العناية بتعليم جيلنا ومجتمعنا ما قاله الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- عن الإمام عليٍ -عليه السلام-، وتعريفهم بسيرة الإمام عليٍ -عليه السلام-، دون الاكتراث للإرهاب الثقافي الذي يأتي من مبغضي الإمام علي -عليه السلام-، والذين يكفيهم سوءاً أن بغضهم له، عداوتهم له، استياءهم منه، عدم ارتياحهم للإمام علي عليه -عليه السلام- شاهداً على نفاقهم، وعلى خذلانهم، وعلى انحرافهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
الإمام عليٌ النموذج الأصيل وحلقة الوصل والامتداد للرسول والإسلام.
المحاضرة الرمضانية العشرون: 1441هـ 13-05-2020م.