وأتت المواقف التي تعبِّر عن هذا التوجه: كالشعار، كالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتحرَّك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” على هذا الأساس، فحورب، ووجه، ويحارب في هذه الأمة إلى اليوم هذا التوجه القرآني، الذي يستند إلى القرآن الكريم، ويستند إلى حقائق واضحة في الواقع، ولا ينفع في الكثير من أبناء أمتنا لا القرآن ولا الواقع، يعني: أي مشروع يستند إلى حقائق، إلى وقائع، وإلى القرآن الكريم من جهة، إلى الحقائق والوقائع من جهة أخرى، حقائق ماثلة أمام أعيننا، تكشف لنا عن من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة، مع كل ذلك يأتي التنكر للثوابت التي كانت معترفاً بها ومقراً بها في مراحل معينة.
ندرك أهمية ودور هذا المشروع القرآني، والموقف القرآني، المنطلق من أصالة انتمائنا الإيماني والإسلامي، ليس توجهاً يختلف ويتباين مع انتمائنا، أو مع هويتنا، بل ينتمي، هو منطلقٌ أساساً من هذا الانتماء، هو منبثقٌ أساساً من هذا الانتماء الإيماني والإسلامي، يأتي أهميته في الحفاظ على شعبنا، على هويته، على انتمائه، على حريته، على صموده في مواجهة مؤامرات الأعداء، وتجلى ذلك في هذه المرحلة وفي المراحل الماضية، بدون هذا التوجه كان شعبنا سيسحق، سيذل، حجم المؤامرات التي سحقت- في مراحل معينة- النظام بنفسه، واخترقت المكونات الحزبية إلى حدٍ كبير، وكانت الساحة ستكون مهيأة بدون أي عائق لولا هذا المشروع، الذي كان له الأهمية الكبيرة والإيجابية الواضحة في إفشال مساعي الأعداء، وفي أن يكون لشعبنا دور يعبر عن أصالته، عن هويته، عن انتمائه، عن مقامه الحقيقي، عن موقفه الصحيح تجاه الأحداث والمستجدات والمتغيرات، يوم حمل الآخرون عنوان الخيانة باسم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، واتجهوا لتنفيذ مؤامرات أمريكا بشكلٍ علنيٍ وواضحٍ وصريح، ثم نحن في هذا الاتجاه الصحيح السليم، الموقف الفطري الإنساني، الصحيح بكل الاعتبارات، في التصدي لمؤامرات أعدائنا، في الوقوف بوجه استهدافهم لنا ولأمتنا في كل مؤامراتهم، التي اتجهت إلينا في كل المجالات، موقفنا في التصدي لهم هو موقفٌ صحيحٌ وسليم بكل الاعتبارات، نحن نتكامل فيه مع كل الأحرار من أبناء أمتنا: المقاومة الفلسطينية، التي تنكر لها الأعداء، تنكر لها المنافقون من هذه الأمة، وقاموا بتصنيفها بالإرهاب، في تنكرٍ واضح، مع أن كل واقعها يفضحهم بكل الاعتبارات؛ لأنهم لم يستطيعوا أن يحسبوها ضمن بعض التقسيمات، أو بعض العناوين، لكن كفى بأن تكون في موقفٍ متباينٍ مع إسرائيل ليكونوا متباينين معها، المقاومة اللبنانية أيضاً، أحرار هذه الأمة في كل شعوبها، في كل بلدانها، نتكامل معهم في هذا التوجه الصحيح، السليم، الفطري، المشرف.
عندما نأتي إلى تحديد الخيارات، أي خيار هو الأسلم، هو الأصح، هو الصواب، هو الحق، هو الحكيم:
أن يكون الإنسان أداةً بيد أعدائه، يقدم لهم نفسه، حياته، ماله، يعمل من أجلهم، يخدمهم، وهو لا يحظى بذرةٍ من الاحترام لديهم، يعتبرونه- في نفس الوقت- عدواً، يحبهم ويكرهونه، يتولاهم ويمقتونه، ينظرون إليه كأداة رخيصة تافهة، يتخلصون منها في أي لحظة.
أو أن يتبنى الإنسان الموقف الذي يكون فيه حراً، شجاعاً، مستقيماً، يرضي الله “سبحانه وتعالى”، ينسجم مع انتمائه الإيماني، يكفل به رضى الله “سبحانه وتعالى”، الموقف الذي فيه حريتك، وكرامتك، ومستقبلك الحقيقي في هذه الحياة وفي الآخرة.
عندما نأتي إلى تحديد الخيارات تتضح المسألة بكل بساطة، ليست مسألة صعبة التمييز، فرقانها واضح، هي بينةٌ جداً، الخيار الأسلم، الخيار الصحيح، الخيار المشرف، الذي يتلاءم وينسجم مع انتمائنا الإنساني، وانتمائنا الإيماني، وانتمائنا الإسلامي، وانتمائنا القرآني، هو أن نكون أحراراً مستقلين، كرماء، شرفاء، لا نتبع أعداءنا، لا ننفذ مخططات أعدائنا التي تستهدفنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ