مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾[النساء: من الآية1] يوضّح السّيد أنّ هذا الخطاب القرآني يبيّن أنّ النّاس رجالاً ونساءً خلقوا من نفس واحدة, وليسوا عبارة عن عالمين منفصلين, لأنّ العرب كانوا ينظرون للمرأة نظرة دونيّة, ولا يعطوها شئياً من الميراث, فجاء الخطاب القرآنيّ ليرسم منهجيّة للنّاس جميعاً رجالاً ونساءً, ويرسّخ لديهم أنّهم مخلوقون من نفس واحدة, وأنّهم عبارة عن عالم وجنس واحد, فيقول: (نحن نقول: بأن كل مفردة في القرآن الكريم في نفس الوقت الذي تقدم تشريعاً معيناً هي ترسم منهجاً معيناً في نفس الوقت ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ فعندما يعرف الناس جميعا أنهم مخلوقون من نفس واحدة كان بإمكان الرجل نفسه أن يتنازل عن نصيبه؛ لأن العرب كان الكثير منهم أو كان الشيء السائد لديهم أن لا يعطوا المرأة ميراثا, يحسسهم بأن المرأة هي جزء منك وأنتم كلكم من نفس واحدة؛ ولهذا قال بعد: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً﴾[النساء:7] فليعرف الإنسان الذي هو ماذا؟ الجزء من هذا الإنسان وهو الرجل أن يعرف أن المرأة هي جزء منه فلا يعتبر نفسه وكأنه يتعامل مع طرف آخر مع عالم آخر وهنا يعرف أنه عندما يقدم من أمواله عندما يسمح عندما يقبل أن يكون هناك جزء من المال يتجه للمرأة فلا يعتقد بأنه مال من عالم اتجه إلى عالم آخر) سورة النساء الدرس السابع عشر.

ويضيف السّيد أنّ التّثقيف الغربيّ يقوم على أساس تجزئة المجتمع, وتشتيته فيحرصون على التّفريق بين الرّجل والمرأة, وبين المجتمع الواحد, والأسرة الواحدة, فيقول: (ومن العجيب عندما ذكر لنا بعض الإخوان أمس: أنهم في التعريف بالمجتمع بأنه [يتكون من أسرة] قالوا: لا، أن يقال: [يتكون من الآباء والأمهات]؛ لأن كلمة أسرة ما تزال تعطي ماذا؟ عنوانا واحدا [الأسرة] قالوا: لا؛ لأنهم يريدون التجزءة بهذا الشكل تقول: المجتمع يتكون من رجال ونساء، والمرأة - في الأخير - يقولون: هي نصف المجتمع بمعنى ماذا؟ هي عالم يمثل نصف السكان معنا نحن الرجال في هذه الأرض) سورة النساء الدرس السابع عشر.

ويؤكّد السّيد على أنّ الله سبحانه وتعالى يقدّم القضيّة في القرآن الكريم على أنّ الرجل والمرأة عالم واحد, ونفس واحدة, وأنّ التّقصير في موضوع المرأة وظلمها, يعتبر جريمة مضاعفة, وتعتبر الجريمة هنا جريمتين, الجريمة الأولى: جريمة ظلم المرأة, والجريمة الثّانية: جريمة ظلم الإسلام, فيقول: (لكن الله يقدم المسألة على هذا النحو: أنهم نفس واحدة وخلقوا من نفس واحدة ومسئولياتهم واحدة، بل تجد في المجالات الهامة في مجالات القرب من الله سبحانه وتعالى في مجالات الأعمال الصالحة لنيل الدرجات العظيمة عند الله فتح الباب بشكل واحد مثلما قرأنا في الآية السابقة في آخر [سورة آل عمران] عندما قال الله فيها: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ من ذكر أو أنثى ﴿بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾[آل عمران: من الآية195]، فعندما يحصل تقصير في هذه القضايا الهامة التي يكون التقصير فيها في الأخير يشكل منفذاً لأعداء الإسلام لمحاربة الدين معنى هذا أنها تصبح الجريمة جريمتين: جريمة ظلم الأنثى، وجريمة إعطاء العدو، عدو الإسلام مادة يحارب بها الدين) سورة النساء الدرس السابع عشر.

وفي سورة آل عمران الدّرس السّادس عشر من دروس رمضان يبيّن السّيد أنّ القرآن الكريم يؤكّد على الوحدة التّكوينيّة والفطريّة بين الرّجل والمرأة, ويقدّم الرجال والنّساء عبارة عن أمّة واحدة, وعالم وجنس واحد, فيقول: (والقرآن الكريم يقدم موضوع الرجال والنساء عبارة عن عالم واحد, وجنس واحد, وأمة واحدة ليس على ما يقدمه الآخرون يحاولون أن يجعلوا النساء عالم لوحدهن والرجال عالماً لوحدهم [فيجب على النساء أن يناضلن يقاومن الرجال من أجل تأخذ حقوقها] من أجل قضايا تافهة، هنا يبين في هذا المجالات الهامة التي أمام الرجل والمرأة هذه المجالات الهامة التي تحصل عليها المرأة كما يحصل الرجل على درجات رفيعة هي هذه المجالات الإيمانية ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾[آل عمران: 195] ولم يقل هنا ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِ الأُنْثَيَيْنِ﴾ الباب مفتوح للكل وكل واحد بقدر إيمانه وعمله ذكر أو أنثى ﴿بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾[آل عمران: 195] أمة واحدة ومسئولية واحدة والنتائج واحدة وهذا هو الواقع) سورة آل عمران الدرس السادس عشر.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر