دينا الرميمة
عندما تحين مشيئة المؤمنين من لا يخافون في الله لومة لائم، وعندما يحين موعد قضائهم بالقصاص العادل من الطغاة المتجبرين الذين نصبوا أنفسهم رباً لا يُعصى له أمر، حينها لا تستطيع قوة في الأرض مهما بلغت أن تقف أمامها ولا يوقفها أي تهديد.
طغاة الأرض الحاليين: أمريكا والصهيونية إن كانوا قد تمكّنوا من فرض هيبتهم على ضعفاء الأُمَّــة ممن ذلوا لجبروتهم وانصاعوا لمخطّطاتهم على حساب أُمَّـة أرادها الله أن تكون خير الأمم، إلَّا أن هناك وقوفاً بوجههم من المؤمنين بوعد ربهم وعدالة قضيتهم، وأنه لا قوة أعلى من قوة صاحب الحق، الذي يملك بيده حق الرد وَالردع.
وهنا الحديث يجر نفسه نحو الصراع بين أمريكا والكيان الصهيوني ومعهم أعراب الأُمَّــة مقابل محور المقاومة وعلى رأسه إيران التي بعد نفاد صبرها وضبط النفس من جر المنطقة إلى حرب أرادتها أمريكا أن تبقى داخل حدود غزة بينما أفعالها تجرها إلى ما بعد بعد غزة، فالحروب الحالية ليست إلا خيارات أمريكية ظناً أن النار والبارود هي من تصنع قوتهم وتخضع الناس لإرادتهم؛ فجاءت إيران لتكسر خبث مشروعها في المنطقة الذي لا يهدّد حدود فلسطين فحسب بل الشرق الأوسط برمته، خَاصَّة مع محاولتهم زرع الفتنة بين المحور واستفزازهم الكبير لإيران حينها باستهداف قاداتها، وعليه توعد المرشد الأعلى السيد “علي الخامنئي” الكيان بصفعة مؤلمة رَدًّا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واستهداف بعثتها الدبلوماسية، وكان قوله الفصل الذي تسبب بحرب نفسية لدى الكيان الصهيوني وأمريكا التي سارعت بتبرئة نفسها من هذا الاستهداف محذرةً إيران من المساس بحليفتها “إسرائيل”، وهرعت لتكون بجانبها لصد أي عدوان عليها محاولة إخافة إيران من مغبة الرد، الذي تقول إيران إنه شرعي ومتناسق مع القانون الدولي الذي يشرعن الرد على أي عدوان يستهدف أمن الدول.
وفي صبيحة 14/إبريل أعلنت إيران بدء عمليتها الهجومية على الكيان الصهيوني بمئات المسيّرات والصواريخ المجنحة القديمة وبتقنية عالية هزت الكيان الصهيوني وجعلت قادته يلجئون إلى تحت الأرض لعقد اجتماعاتهم، في دلالة قوية على ما أحدثه الهجوم من رعب وأثر توعدوا بالرد عليه، أعقبه تحذير إيراني من مغبة الرد الذي سيكون أشد وَأقسى..
ومع أن الشواهد كثيرة على فاعلية الهجوم واحترافيته، وقد تابعه العالم لحظة بلحظة، إلا أن الإعلام الصهيوني والغربي وبعض العربي المتصهين حاولوا التقليل من شأنه وَبأنه لم ينفذ منه إلى العمق المحتلّ سوى 1 % وأن 99 % منه كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية له بالمرصاد، ووصفها البعض بالمسرحية المتفق عليها بين إيران وأمريكا والصهاينة..
فجاء من فند جميع هذه الأكاذيب وَمحاولات التشكيك، حَيثُ وإن سكان قطاع غزة وَالقدس والضفة والخليل بتسجيلاتهم الصوتية وتصوير كاميراتهم وثقوا مشاهد وصول الصواريخ إلى أهدافها وعدد ما سقط منها ومشاهد التدمير، وأعطوا العملية شرعيتها بتكبيراتهم وصراختهم الممتلئة فرحاً وغبطة وحمداً وشكراً لله، وللخامنئي لانتصاره لنساء وأطفال غزة.
وأظهروا فشل القبة الحديدية وكلّ الأنظمة الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في صد الضربات.
ولعل الحدث الأهم هنا أنهم أسقطوا الفتنة الإسلامية -الإسلامية بين محور المقاومة التي أرادها العدوّ وخطط لها، وفنّدوا كُـلّ محاولةٍ للتبخيس من هذه العملية والقول بأنها مسرحية، وأبطلوا مفعول السحر لكبريات القنوات الإعلامية للحديث عن فشل العملية أَو أن إيران هي المعتدي وأنها لم تقم بها إلا انتقاماً لقاداتها وليس لأجل غزة.
وهذا دليل على حجم ما يحمله الفلسطينيون من وعي به أثبتوا أن الكيان الصهيوني ليس بإمْكَانه أن يكون وحده في مواجهة المحور وإنما بالدعم الأمريكي والغربي هو يبطش وينهش في غزة وفلسطين.
على عكس إيران التي كانت سيدة قرارها وتنفيذه دون فضل لأحد!!
ختام القول إن السيد الخامنئي قد توعد الصهاينة بصفعة وَكان وعده الحق، وقد جاءتهم صفعة قوية وإن كان من الـ1 % ومن أبسط ما صنعت إيران من أسلحة قديمة، ويكفي أن هذه الصفعةَ أوقفت قصف الطيران عن غزة ولو لساعات فكيف لو استخدمت إيران حديث ما صنعت.