مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- وهو عائدٌ من حجة الوداع، والتي سميت بهذا الاسم؛ لأن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما تحدث فيها أشعر أمته الإسلامية، ومن خلال تحدثه إلى المجاميع الكبيرة (عشرات الآلاف من الحجاج) أنه على وشك الرحيل من هذه الحياة، وبالتالي كان هناك أهمية قصوى لكل ما يركِّز على تقدميه إلى أمته، وعلى تبليغه للناس؛ لأنه وهو في المرحلة الأخيرة من حياته، وقبل رحيله من هذه الحياة، يركِّز على أهم المسائل، ويركِّز على استكمال ما تبقى مما ينبغي التأكيد عليه، أو تقديمه إلى الأمة مما له صلة أساسية بدينها.

 

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأثناء عودته من حجة الوداع، وعندما بلغ إلى وادٍ يسمى خمًا، وهو ما بين مكة والمدينة، وهو إلى مكة- كما يقال- أقرب منه إلى المدينة، نزل عليه قول الله -سبحانه وتعالى-: {[المائدة: الآية67]، كان ذلك في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، هذه الآية العجيبة المضمون، والمهمة المضمون، والساخنة المضمون، تأكيد على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يبلِّغ ما أنزل إليه من ربه، موضوع معين له أهمية قصوى، بلغت أهميته لدرجة أن الله قال له في ذات الآية: {.

 

بأدنى تأمل- مع التجرد من الأهواء والعصبيات، ومع التوجه الصادق نحو الله -سبحانه وتعالى- وطلب الهداية- يتجلى لنا كم هي أهمية موضوعٍ يخاطب الله نبيه بشأنه بهذا الخطاب! ويقول له بهذا النص: {، يعني: لم تبلِّغ هذا الموضوع {، غياب هذا المبدأ الذي مطلوبٌ منك وأنت مأمورٌ من الله أن تبلِّغه، غيابه، أو كذلك تجاهله يمثِّل مشكلةً كبيرةً، وتمتد آثارها السلبية والسيئة على واقع الدين بكله، حتى يبقى ما بقي من الدين بكله في كل تشريعاته، في كل توجيهاته، في كل قيمه، في بقية محتواه وكأنه لم يُبلَّغ، يكون عديم الجدوى، يكون عديم التأثير، تتعطل آثاره وفوائده وثماره التي هي مفترضةٌ من دين الله -سبحانه وتعالى- حتى كأنه لا شيء منه في واقع الحياة، هذا النص القرآني يدلل على أهمية هذا المبدأ، هذا الموضوع الذي له أهمية قصوى في فاعلية الدين بكله، في حيوية الدين بكله، في أن تتحقق آثار هذا الدين في مجمل وتفاصيل تشريعاته وتوجيهاته وتعليماته، فما هو هذا الموضوع؟

 

هذا النص الإلهي، وهذا الأمر الإلهي، وهذا التوجيه الإلهي أتى إلى النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وأُنزل عليه في آخر أيام حياته، ما قبل وفاته بأقل من ثلاثة أشهر، إذا جئنا للنظرة إلى الدين، وإلى تعليمات هذا الدين، وإلى مبادئ هذا الدين، وإلى أسس هذا الدين، وإلى شرائع هذا الدين، وإلى أحكام هذا الدين؛ نجد أنها في هذا الزمن كانت قد نزلت، أكثرها كان قد نزل، كل ما يتصل بمسألة التوحيد قد نزل، ومن أول ما نزل: مسألة التوحيد، ومحاربة الشرك، وما يتصل بمعرفة الله -سبحانه وتعالى- والجوانب الإيمانية ذات الصلة بهذا الموضوع. أبرز الأحكام الشرعية والإسلامية كانت قد نزلت، مثلًا: أركان الإسلام الخمسة، كلها قد قُدِّمت إلى الأمة: مبدأ التوحيد، مسألة الصلاة، مسألة الزكاة، مسألة الصيام، مسألة الحج، كلها كانت قد نزلت. المواقف ذات الأهمية الكبرى من كل كيانات الطاغوت وقوى الشر والباطل، الموقف المتعلق بالكافرين من اليهود والنصارى، وكل الفئات الحاضرة في الساحة المحلية والعالمية- آنذاك- كانت قد نزلت وبشكلٍ حاسم، بما في ذلك المواقف ذات الصلة باليهود أو بالنصارى، كلها كانت قد نزلت، والنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- قد قطع شوطًا عظيمًا ومهمًا في هذا الجانب حتى على المستوى العملي، مثلًا: فيما يتعلق بالصراع مع اليهود، تحدد الموقف منهم، واتُخِذ عمليًا الموقف اللازم منهم، وهُزِمُوا، وطُرِدَ أكثرهم من الجزيرة العربية، البعض منهم قُتِلوا في ظل الحروب معهم، والبعض منهم أرغموا على دفع الجزية واستسلموا للدولة الإسلامية، خلاص تجاوز المشكلة معهم يعني، لم يبقَ هناك شيء إضافي يمكن أن يمثِّل حساسية كبيرة في تبليغه للناس، أو في تقديمه للناس، مما يتصل بالمواقف من كل تلك الفئات التي هي خارج إطار الإسلام والأمة الإسلامية، والتي لها مواقف، أو هناك صراعات معها في الساحة العالمية. |لا| الروم، غيرهم، المسألة هذه خلاص استكملت من الأساس.

 

في الساحة العربية محاربة الشرك، محاربة الظواهر السيئة جدًّا على المستوى الأخلاقي، على المستوى الحياتي، على مستوى العادات والتقاليد، في الحلال والحرام والشرائع والأحكام قد نزلت، وقد قُدِّمت، وقد سادت في الواقع العربي، وقد فرضت نفسها في واقع الحياة بسعيٍ حثيثٍ من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وجهدٍ عظيم في التبليغ والسعي في التطبيق، وبتأييدٍ من الله -سبحانه وتعالى-.

 

فما هي هذه المسألة بالغة الأهمية، ما هو هذا الموضوع؟ الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- هو الذي يعلِّمنا، ومنه نعرف ما هو هذا الموضوع المهم، وما الذي فعله بعد نزول هذه الآية المباركة في ذات اليوم نفسه، بل في بعض الآثار في تلك الساعة نفسها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

                                    بمناسبة يوم ولاية الامام علي عليه السلام 1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر