نحن في هذا الزمن الذي نواجه فيه الطغيان، ونعاني فيه كأمة مسلمة وكشعب يمني من الطغيان الأمريكي الإسرائيلي والسعودي والإماراتي، من طغيان الطغاة بكل أصنافهم وأشكالهم وفئاتهم، نحن معنيون بأن نستلهم من القرآن الكريم ومن قرنائه العظماء، ومن الهداة والأعلام في تاريخنا، ما يزيدنا عزما وقوة وإباء، وما نكتسب به البصيرة والوعي، فلا يتمكن أحد من خداعنا، ولا من تضليلنا، ولا من الانحراف بنا، ولا من تدجيننا بفتوى أو بفكرة أو بثقافة، ويعبدنا للطغاة وللظالمين وللمستكبرين.
نحن معنيون بهذا، نحن في أمس الحاجة إلى أن نستلهم من زيد عليه السلام، وهو ذلك الذي تحرك ونهض بمسؤوليته واستشهد عليه السلام، وبعد استشهاده نبش من قبره، وصلب، فصل رأسه، وصلب جسده على جذع نخلة في الكوفة لفترة طويلة، وبعد ذلك أنزلوه بعد فترة طويلة من جذع النخلة، وقاموا بإحراق جثمانه، وذروه في نهر الفرات، زيد عليه السلام الذي كان له هذه المظلومية، والذي لم يتردد أبدا في أن يضحي في سبيل الله بروحه، والذي كانت ثورته امتدادا لثورة ونهضة جده سبط رسول الله الحسين بن علي عليهما السلام.
نحن اليوم معنيون أن ندرك أننا في الطريق الذي نسير فيه ونحن نواجه ونقارع الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي وامتداده في الأمة، في النظام السعودي والنظام الإماراتي، نحن نسير في الاتجاه الصحيح، في الطريق الصحيح الذي هو طريق القرآن، وطريق قرناء القرآن، وطريق الرموز العظماء، طريق الأنبياء وطريق خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، كل الذين يحاولون أن ينحرفوا بنا عن هذا الطريق هم يريدون أن ينحرفوا بنا عن هذا النهج، عن القرآن، وعن رسول الله، عن عترة رسول الله، وعن أعلام الأمة، وصالحي الأمة، وهداة الأمة، وأخيار الأمة، وبالتالي نحن على ثقة مما نحن فيه من موقف، ومن الطريق الذي نسير عليه، أنه طريق الحق، وأنه الموقف الصحيح، وأنه الموقف الحكيم بمعيار القرآن، بمعيار الإيمان، بمعيار الحق، بمعيار الهداية وأعلام الهداية، وكذلك بمعيار المصلحة، بمعيار الفطرة الإنسانية التي فطرنا الله عليها، لنكون أحرارا في هذه الحياة، وأعزاء في الحياة، وكرماء في هذه الحياة، لا نقبل بالذلة، ولا نقبل بالاستعباد، ولا نقبل بالهوان، ولا نقبل بأن يتحكم بنا الطاغوت أيا كان هذا الطاغوت، هذا هو الاتجاه الصحيح الذي لا يمكن أن نندم على أي تضحية فيه أبدا، هذه هي الفطرة، وهذا هو الاتجاه الصحيح بمعيار المصلحة في واقعنا البشري، أين هي المصلحة لنا، أن نكون أحرارا أم مستعبدين، يستعبدنا السعودي الذي هو عبد للأمريكي، يستعبدنا الإماراتي الذي هو عبد صغير جدا وحقير جدا للأمريكي، أين هي مصلحتنا؟ أن نكون أعزاء أم أن نكون أذلاء؟ أين هي مصلحتنا بحسب مصلحتنا في الحياة وحتى في دنيانا، أن نكون شعبا لا قرار له، لا إرادة له، لا حرية له، يحتله الأجانب، يجعلون من أهم مناطقه في أهميتها الاستراتيجية مواقع عسكرية لهم، يأتي إلى قاعدة العند، إلى جزيرة ميون، إلى جزيرة سقطرى، إلى مواقع هنا وهناك، فيجعل منها مواقع عسكرية له، تلك للأمريكي وأخرى للبريطاني، وأخرى للإماراتي وأخرى للسعودي، يأتي إلى بقية الجزر في البحر الأحمر، إلى حنيش وإلى غير حنيش، ليحتلها ويفعل بها ذلك، يأتي إلى الثروات النفطية في شبوة، بلحاف وغير بلحاف، ويأتي إلى المنشآت ومنابع الثروة الوطنية، في حضرموت وفي غير حضرموت ليتحكم بها، ثم نبقى نحن كشعب نعاني أشد المعاناة، من الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي، نعاني أكبر المعاناة في أن نحصل على عائد من ثرواتنا تلك، ليكون للمرتبات أو ليكون للأشياء الضرورية، لتوفير الاحتياجات الضرورية والإنسانية لنا كشعب يمني، لا نعود مستفيدين من شيء.
اتجاه الثورة ضد الطاغوت، والتصدي للطغيان، السعي للتحرر والاستقلال، الإصرار على أن نكون بمقتضى هويتنا الإيمانية أحرارا لا يستعبدنا أحد، ولا نكون عبيدا إلا لله الواحد القهار، هذا هو الاتجاه الصحيح ولمصلحتنا في الدين والدنيا، في الدنيا والآخرة، هذا هو الاتجاه الذي يستحق منا كل تضحية، وأن نصبر في سبيل تحقيقه على كل عناء، مهما كان هذا العناء.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وآخر المستجدات العسكرية والاقتصادية 1440هـ