يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: الآية23]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.
في هذا الطريق قضى الشهيد الرئيس/ صالح علي الصَّمَّاد "رَحمَةُ اللَّهِ تَغشَاهُ" قضى نحبه، شهيداً سعيداً، فائزاً بموعود الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى" للشهداء الأبرار. عنوان الصدق مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": بالإخلاص لله "جَلَّ شَأنُهُ"، والثبات في الموقف الحق، وبذل النفس، والمال، والجهد، والطاقات، والقدرات، في سبيل الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى" حتى الفوز بالشهادة، هو يجسِّد ما تضمنته الآية المباركة، من الصدق مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
الشهيد الرئيس الصَّمَّاد "رَحمَةُ اللَّهِ تَغشَاهُ" هو نموذجٌ كرجلٍ مؤمنٍ مجاهد، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}، هو كان نموذجاً كرجلٍ مؤمنٍ مجاهد، انطلق من منطلق هويته الإيمانية وانتمائه الإيماني، وتحرك في مسيرته الإيمانية بوعيٍ، وبصيرةٍ، وفاعلية، وروحٍ عملية، وإسهامٍ ملموس، ثم هو أيضاً نموذجٌ كرجل مسؤولية، في أدائه العملي من موقع المسؤولية التي تحملها كرئيس، ثابتاً على منطلقاته الإيمانية، ودوافعه الإيمانية، وروحيته الجهادية، وأهدافه المقدسة دون تغير؛ ولذلك فالشهيد هو بحقٍ فخرٌ للشعب اليمني، أمام الكثير من الشعوب، من شعوب أمتنا التي تعاني من إفلاس حقيقي في الرؤساء، والملوك، والقادة، وغبن رهيب في أن يكون لها رؤساء، أو ملوك، أو قادة، يحملون الروحية الإيمانية، ينطلقون من المنطلقات الإيمانية، يمتلكون المؤهلات الراقية لأداء مسؤولياتهم، يكونون لائقين بشعوبهم.
الشهيد الصَّمَّاد "رَحمَةُ اللَّهِ تَغشَاهُ" كان يجسِّد في موقع المسؤولية التي تحملها هوية شعبه الإيمانية، وينطلق من هذا المنطلق، من انتماء شعبه وأمته، وجمع بين الوعي السياسي، والخلفية الثقافية والمعرفية، والنفس الاجتماعي، في روحيته الاجتماعية، علاقاته الاجتماعية الواسعة، والروحية الإيمانية والجهادية، وكان يتحلى بمكارم الأخلاق، وحسن التعامل، والعلاقة الطَّيِّبَة مع الناس، والاحترام للناس في تعامله معهم، والتواضع، التواضع الجم الذي كان معروفاً به.
كان أيضاً مهتماً، وجاداً في عمله، وفي أدائه لمسؤوليته، يعمل في الليل والنهار، ويبذل الجهد في مجالات العمل التي يتحرك فيها بجديَّة ملموسة وواضحة، وهو في ظل مساره الجهادي والعملي تحمل مسؤوليته كرئيس في ظروفٍ صعبة للغاية، كان العدوان على بلدنا في ذروته، وفي شراسته، التي عرفناه بها في تلك المرحلة، وهو يقصف بشكلٍ عشوائي، بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ، على رؤوس شعبنا في المدن والقرى، ويجتاح البلد من كل الأنحاء ومن كل الاتجاهات، ويحاصر البلد، ويُدَمِّر كل البنية الاقتصادية، ويستهدف البلد بكل أشكال الاستهداف، هو أتى في ظل ظروف صعبة جدّاً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية
لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصَّمَّاد 1445هـ