عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة لشهر رمضان 1445 هـ أكد السيد القائد على عدم معرفة الشيطان بالغيب عند استهداف الانسان بل انه يركز على معرفته بغرائز وشهوات الانسان وواقع الانسان والثغرات في مشاكله واهتماماته وعمله وظروفه ، يبحث من جوانب متعددة لنقاط ضعف الانسان حتى يستطيع التأثير على الإنسان أكثر، يحاول احيانا بالتأثير على العبادة بالرياء والاحباطات والضلاله والقول على الله بغير علم والافتراء على الله كذبا، اما من يستميلهم بالشهوات والاغراءات فهي كثيرة ، والبعض يستميلهم من ناحية الغضب والأنفعال، الشيطان يسعى لتوجية ضربه معنوية للإنسان والهبوط به من منزلة ومرتبة التكريم ليشعر الانسان بتفوقه عليه ، وهنا نلاحظ انه في لحظة ندم سيدنا آدم وحواء عليهما السلام بمخالفة ونواهي واوامر الله وصدقا ما قدمه الشيطان من وهم وغرور، وقد ان جردا من كل شئ بعد خديعة الشيطان لهما اعترفا وتابا وقالا (ربنا ظلمنا أنفسنا) ، وواقع الانسان يتأثر في حياته المعصية لها آثار سلبيه على حياة الإنسان وخسرانه الرضوان الله في الجنة، فالخسارة هي النتيجة المتحتمه للمعصية..
لا صحة ابدا لما يروية اليهود ان حواء عليها السلام هي التي اقنعت سيدنا آدم عليه السلام بالمخالفه، وقدم اليهود نظره مسيئة للمرأة، وسعيهم الدائم لاغواء المرأة، والأمر واضح في الآية أن الشيطان وسوس لهما معا وتابا معا وغفر لهما معا، وبعد المخالفه هبط سيد آدم وحواء والشيطان للارض، وهبوطهم للارض لمواصلة آدم وحواء حياتهما، وأصبح صراع وجودهم مقترن بين الخير والشر وصراع آدم وذريته مع الشيطان وأعوانه، وهو صراع حتمي، عداء ليس فيه مصالحه ولا هدنه، و ليس فيه حياد، عداء مستمر بإستمرار الحياة، ومفتاح النصر في هذا العداء في يد الانسان، فإذا تحصن الانسان بالله وبالصراط المستقيم فإن هزيمة الشيطان حتمية، وبعد حذر آدم وحواء من الشيطان اتجه الشيطان لذرية آدم وحواء، يحاول الشيطان ان يجرد بني آدم التكريم والقيمة المعنوية و يجعله دائما بشكل محزن ومخزي ومحطم وبائس وفاقد القيمة المعنوية وضعيف الإرادة ومنغمس بالمفاسد التي تهبط به من قيمته المعنوية، حتى على مستوى الستر، وهي نعمة من نعم التكريم التي يستر بها عورته، مميزا عن باقي الحيوانات ، ويتزين بها، وهي وقاية لجسمه من البرد والحر، وملابس لمهام متعددة..
إن ستر التقوى هو الذي يقي الانسان من الأعمال المخزية والمهينة والدنيئة التي تدنس شرف وكرامة الانسان، ان القيمة المعنوية للإنسان عامل مهم في قيمة الإنسان في حياته بالدنيا والآخرة، لباس التقوى يحمي كرامة الانسان وايمانة، والشيطان يريد أن يجرد الانسان من هذا وذاك، ولذلك عندما نشاهد في هذا العصر سعي اعوان الشيطان لتجريد الناس من ملابسهم، وخاصة للنساء، في كشف عوراتهم ومفاتنهن ، واصبحت هناك نشاطات ومناسبات في حالة من العري الكامل، وهذا تنكر لتكريم الله للإنسان، ويحاول اعوان الشيطان التلاعب في تصميمها بطريقه تتنافى مع اللباس المادي ولباس التقوى، يا بني آدم استفيدوا من تجربة ابوكم آدم وامكم حواء حتى لا يخدعكم الشيطان، لأن الشيطان يريد أن يلطخكم بالتصرفات التي تهبط بكم من مرتبة التكريم، عندما يكون الإنسان منهمك في التفكير بمعصية معينه والشيطان واعوانه يأتوا ليؤثروا عليه وهو لا يراهم، وكثير من المعاصي ارتكاب المحرمات او الاخلال بأوامر الله تتأثر بوساوس الشياطين وان كان لا يراهم، لكنه فتح لهم الأبواب والنوافذ بالتفكير بمشاعر الشهوة والغضب والتفكير السلبي الخاطئ..
على الإنسان أن يكون في يقضه وحذر وخاصة عندما يبدأ بالتفكير بما يغضب الله، وهناك نقطة هامة، فمهما كانت قدرة الشيطان للوسوسه فلا يمكن أن تصل إلى قدرتهم لسلب القرار، والإيمان والجانب الايماني هو الحالة التي تستند لرعاية وتسديد الله فهو الفرقان الذي يزكي الانسان ويكره فينا السوق والعصيان، وجانب الوعي المعرفة بما يشد الانسان له للآخرة أكبر من كل مستويات التفكير بالظموحات، وكذلك الرشد، ولباس التقوى الذي هو عامل توازن وانضباط للشهوات والرغبات، كذلك الاستقامة في واقع الحياة والجانب الايماني يسند الانسان ويكسبه قوة العزم والإرادة والتوازن، الشيطان لا يعلم الغيب ابدا، وليس له مقدرة في سلب قرار الانسان..