مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

اليوم، نتحدث فيما يتعلق– أيضًا– بجانب المسؤولية، وجانب المسؤولية جانب واسع، واسع يشمل مجالات متعددة: المسؤولية في إقامة العدل والحق في الحياة، المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قرأنا في المحاضرات الماضية قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ}[النساء: من الآية135]، تحدثنا عن هذه الآية المباركة، أيضًا قول الله -سبحانه وتعالى-: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[آل عمران: من الآية110]، خيرية هذه الأمة، وما كان عليه أخيارها في الماضي هو بالالتزام بهذه التعليمات الإلهية: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، أخيار هذه الأمة في الماضي كانوا أخيارًا بهذه القيم، بهذه الالتزامات، بهذه التوجيهات الإلهية، ومدى التزامهم بها، الأمة بعدهم كذلك لن تكون خيِّرةً إلَّا بمدى التزامها بهذه؛ لأن الخيرية اقترنت بهذا: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}، من لا يسير في هذا الاتجاه حتى لو كان يعتبر نفسه من الأخيار: إما باعتباره بصفة عالم دين، أو يقدِّم نفسه بصفة عابد، أو بأي شكلٍ من الأشكال، كمصلح في هذه الحياة، أو أي شيء، أي عنوان آخر… ليس من الأخيار أبدًا، ليس من الأخيار من لا يتجه هذا الاتجاه، لا كشخص، ولا كمجتمع، ولا كأمة، بل يمكن للأمة- بتعطيلها لمسؤوليتها هذه، وابتعادها عن هذه التعليمات الإلهية- أن تتحول إلى أسوء أمة، بدلًا من أن تكون خير أمة، أن تكون أسوء أمة أُخرجت للناس، أمة قليلة الخير، ومتعطلة عن القيام والنهوض بمسؤولياتها، بما أتاح المجال لقوى الشر والفساد أن تطغى بفسادها وظلمها وإجرامها في هذا العالم.

كذلك المسؤولية المتعلِّقة بالجهاد في سبيل الله، الفريضة العظيمة المهمة، التي لابدَّ منها، لكي تتمكن الأمة من الاستقامة في السير على أساس منهج الله، وإلَّا ستُمنع هذه الأمة كأمة، أو أي مجتمع كمجتمع يسعى لأن يتحرك على أساس منهج الله، متحررًا من سيطرة الطاغوت، ومستقلًا من التبعية للاستكبار والطاغوت، سيُمنع، سيقاتَل، سيعادى إن أراد السير في هذا الاتجاه الذي يتناقض كليًا مع قوى الطاغوت والشر والإجرام والفساد في هذا العالم، سيمنع الناس؛ لأنه يراد لهم من قِبَل تلك القوى الشيطانية أن يكونوا خاضعين، أن يكونوا مذعنين، أن يكونوا مستسلمين ومستكينين، ثم أن يكونوا مستغَلين ومستعبَدين لقوى الطاغوت، ما الذي تريده أمريكا منَّا اليوم، إلَّا أن نخضع لسيطرتها بشكلٍ مطلق، إلَّا أن تستغلَّنا نحن كبشر، ومواردنا الاقتصادية، ومناطقنا، حتى على مستوى أراضينا، بكل شيء، تريد أن تستغل كل شيء، ما الذي يريده عملاء أمريكا، إلَّا عملية اخضاع لطاغوتهم الأمريكي على نحو ما يريد، وبما يسعى له.

فإذًا، هذه الأمة إذا أرادت أن تتحرك، ستقمع، سيسعى الآخرون لاستهدافها، وهي أمة لها أعداء تختلف معهم، تتناقض معهم في اتجاهاتهم، في إرادتهم، فيما يسعون له من سيطرة واستعباد؛ فالأمة لابدَّ أن تدافع عن نفسها، وأن تدافع عن نفسها في ظل مسارها هذا، لكي تسير في هذا الاتجاه المتحرر والمستقل، فتواجه هذا العدو الذي يعتدي عليها، ويسعى لاستهدافها بكل الوسائل، والأعداء هم يستهدفون الأمة عسكريًا، يستهدفونها اقتصاديًا، يستهدفونها ثقافيًا وفكريًا وإعلاميًا، وكل ما يدخل في إطار ما يسمى اليوم بـ(الحرب الناعمة)، الاستهداف للأمة بكل أشكال الاستهداف.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر