مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) وهذه من النعمة الكبيرة على الناس إذا كنا نفهم وإذا كانت مداركنا محدودة والوسائل التي من خلالها نعلم ما لدى الآخرين محدودة لا يوجد عندنا أجهزة مخابرات دقيقة حتى نعرف ماذا يريدون وماذا يهدفون إليه وماذا .. وماذا .. أشياء مكلفة، الله سبحانه وتعالى يقول: هو يأتي يقدم المسألة على هذا النحو، فقط تتذكر وتفهم، ويقدمها بعبارات يفهمها الذكي ويفهمها الإنسان العادي: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) أمسك بهذه أمام أي عمل تراه من جانبهم أمام أي كلام يقدم من جانبهم هم أو من يشتغلون متأثرين بهم؛ لأنه أحياناً يخدعون أناساً ثم في الأخير يشتغلون هم، يشتغلون هم لصالحهم!، فلأن الضلال قد يأتي أحياناً بطرق جذابة وخادعة وقد يحصل عند الإنسان تردد [كيف هؤلاء يريدون نعاديهم وهم هؤلاء قد بنوا مستشفى خمسين سريراً أو أكثر وخدمات عظيمة!] الله يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45).

وفي موضوع الضلال قدم للناس في القرآن الكريم كيف يكون الضلال، أن الضلال عادة يحتاج يتقمص ثوب النصيحة والخير والحق وأشياء من هذه أليس هذا شيئاً واضحاً في القرآن تحدث عنه أكثر من مرة؟ وأنه قضية هامة جداً: أن نعرف كيف يتم الضلال حتى لا تبدو القضية عندك توجد لديك ارتيابا واضطرابا عندما تراهم يقدمون مشروعاً معيناً أو كلاما يبدو أنه كلام جميل، أنت اعرف هكذا الضلال يعمل، ما هناك أحد غبي من المضلين يقول: أنا أريد أهلكك أنا أريد أدمرك أنا أريد في هذا المشروع أن أخدعك من أجل أحتل بلادك، هل يمكن أن يقول هكذا؟ لا يمكن هذا، بل سيقول: خدمة إنسانية وتعاون مع المجتمع وتنمية المجتمع وأشياء من هذه، الله يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) إذاً فلنثق به هو أعلم بهم وهو قدم لنا ما يريدون، وهذا من أدق الأشياء من أدق الأشياء أن يقدم لك ما يريدون عندما يقول: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) أعتبره تقريراً شاملاً عن هذا العدو تقريراً شاملاً بمعنى أن كل تحركاته ستكون بأن يضيّع هذه الأمة بأن يضيّع الناس يجعل الأمة منحطة أمة متلاشية أمة متخلفة أمة لا تقوم لها قائمة.

تجد من الصعب في مجال مراقبة الأعداء لبعضهم بعض يمكن يتحرك تحركا معينا ويقول: هو لا يريد كذا، هذه حصلت أثناء نشوب الحرب الباردة ما بين [الإتحاد السوفيتي] و [الغرب وأمريكا] فيكون أهم شيء لدى المخابرات أن يعرفوا ماذا يريد. هنا الله أعطانا التقرير الرئيسي أو القضية الرئيسية في الموضوع: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) فليتحرك كيفما يريد اعرف بأن كل حركته ستكون في مجال أن يضل الناس، لست بحاجة أن تحاول أن تعرف موضوع أساليبه إلا لتعرف في الصورة كيف تجيب عليه كيف ترد عليه كيف تواجهه، أما أن تنظر إليه أنه يمكن أن يتحرك تحركا خيريا، أو تحركا لا يحمل معه نوايا سيئة هذه القضية قد هي محسومة {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) بمعنى أنه أيّ تحرك تراه لديك وهو حتى يطور بلاده وهو يطور آلياته، افهم بأنه في الأخير سيتجه إليك ويضيّعك.
هو أعطانا في هذا التقرير أو القضية الهامة التي يبحث عنها الآخرون، المخابرات ضد بعضهم بعض في الصراع ما بين الدول يخسرون الكثير من الأشياء من أجل هذا من أجل أن يعرف ماذا يريدون ولا يرى أمامه إلا أشياء يقيّم عليها، تكهنات فقط واحتمالات أنهم يريدون كذا، احتمالات أنهم يريدون كذا بعد ما يسرد قائمة معينة من المعلومات أو تحركات معينة، فيحاول أن يستخلص منها أنهم ربما يريدون كذا، وهنا الله قال لنا: {وَيُرِيدُونَ} من البداية {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً} (النساء:44ـ45).

لاحظ كيف هنا يقدم معلومات وافية وفي نفس الوقت يقول: يجب على الناس أن يعتمدوا عليه وأن يلتجئوا إليه وأن يهتدوا بهديه وأن يتولوه وينتصروا به {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} (النساء: من الآية46) {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} (النساء: من الآية46)، فلأهمية الموضوع هذا مظهر من مظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى أن يبادر إلى أن يشعر الناس بأنه هو وليهم فلينتصروا به وكفى به ولياً وكفى به نصيراً، يأتي بها داخل الكلام نفسه ما بين كلمة أعدائكم، ومن الذين هادوا، أليس أصلها هكذا الكلمة؟ {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ... مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} أن تأتي في هذا المقام للأهمية وفي نفس الوقت أن تعلم أنه ولي وناصر من الأعداء الذين هو يعلمهم وهو ولي وناصر يكفيكهم إذا سار الناس على هديه وتولوه وانتصروا به واعتصموا به.
{
وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً} (النساء: من الآية45) لا تبحثوا عن غيره، هنا عندما يقدم لك وليا وكافيا فلتتجهوا إليه لستم بحاجة إلى أن تتجهوا إلى أي أطراف أخرى، أن تبحثوا عن الصين أو تبحثوا عن روسيا أو تبحثوا عن أي جهة، مثلما يعمل العرب الآن، اتجهوا إليه واكتفوا به ولياً لكم وناصراً لكم {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ .... مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: من الآية46).
عندما يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} يقول لك هذا العدو ـ وفعلاً هم يعتمدون على مسألة التحريف للحقائق ـ يقول لك أنه يريد المصلحة لبلدك وهو يريد نهب ثرواتها {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} وقس عليه تحريف الأشياء عن حقائقها تحريف أمامك يقدم شيئاً وواقعه شيء آخر في مقاصده يقدم لك كلاما معسولا وواقعه يريد لك الضلال يريد لك الشر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

الدرس الثامن عشر - من دروس رمضان.

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
بتاريخ 18 رمضان 1424هـ
الموافق 12/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر