في المرحلة الراهنة تجلَّت الكثير من الحقائق حتى على المستوى الإقليمي، أصبح الكثير من الأنظمة يتجه بشكلٍ علنيٍ وواضح لموالاة إسرائيل، والتحالف مع العدو الإسرائيلي، والشراكة مع العدو الإسرائيلي في كل شيء، في الموقف على المستوى السياسي والإعلامي، في الدعم المادي والشراكة الاقتصادية، في السعي أيضاً إلى استغلال بعض العناوين الدينية بتضليلٍ خطير وافتراءٍ على الله "سبحانه وتعالى"، لتبرير ذلك التعاون وتلك الشراكة فيما بينهم وبين العدو الإسرائيلي، فيوظفون أيضاً العناوين الدينية، لتخدم توجههم المنحرف، المنحرف بكل الاعتبارات، المنحرف بالاعتبار الديني وغيره، وأصبحوا يتنكرون لكل شيء، للحقائق الثابتة، لما كانوا يعترفون به سابقاً أن العدو الإسرائيلي هو عدو للأمة، وأنه مبطل، أنه على باطل، أنه في الموقف الظالم، وفي الموقف الخاطئ، في الموقف الذي يظلم به أبناء الأمة، وأن الحق في هذا الصراع هو لهذه الأمة، وللشعب الفلسطيني، للمسلمين ولشعب فلسطين، أصبحوا يتنكرون لكل هذه الحقائق التي كانوا يعترفون بها سابقاً.
ثم يتجاهلون كلما يصدر من جانب الأعداء، الأعداء وهم يتحركون بشكلٍ عدائي ضد الإسلام والمسلمين، سواءً الأمريكي والإسرائيلي، أو اللوبي الصهيوني، الذي يتحرك على نطاقٍ واسع، بدءاً من نشاطه الواسع في الغرب بشكلٍ عام، في أمريكا وأوروبا، وعلى نحوٍ واسع في عدة بلدان ودول، وهو يتحرك بشكلٍ يظهر فيه عداءه الشديد للإسلام، حرق للمصاحف، لكتاب الله، لأقدس مقدسات المسلمين، وتتكرر مثل هذه المواقف في بلدان متعددة، ووراءها كلها العدو الصهيوني، السب والشتم للرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، والإساءة إليه، أعظم رمزٍ للإسلام والمسلمين، أعظم رمزٍ إسلامي، يتعرض للسب والشتم حتى من قبل الصهاينة، حتى وهم يرقصون في ساحات وباحات المسجد الأقصى، وهم يطلقون مثل هذه الإساءات التي يوجهونها إلى الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، جرائم الاعتداءات بحق أبناء هذه الأمة، من قتل، من اعتداءاتٍ متنوعة، ما يفعلونه ويرتكبونه من الجرائم يومياً في فلسطين، بحق الشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، تهديدهم للمقدسات وللأقصى الشريف، الذي هو من أهم المقدسات الإسلامية، كل ما يحدث من جانب الأعداء يتجاهلونه تماماً، ويواصلون نشاطهم يوماً بعد يوم، الذي يظهر إلى العلن بشكل شراكة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، وتعاون معه وكأنه صديقٌ حميم، وكأنه وليٌ حميم، ما يحقق فعلاً فيما يفعلونه الموالاة بكل ما تعنيه الكلمة، أنهم يتولونه، يتخذونهم أولياء بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا هو النفاق الذي حذَّر الله منه في القرآن الكريم، يشتركون معهم في المؤامرات ضد أبناء الأمة، يتبنون نفس الموقف الإسرائيلي المعادي للمجاهدين في فلسطين، نفس التعبير الإسرائيلي والتوصيفات الإسرائيلية بحقهم، يسمونهم بالإرهابيين، يسيئون إليهم، يستهدفون العمل على تشويههم إعلامياً، كذلك المجاهدين في لبنان، المجاهدين من أبناء هذه الأمة، الأحرار من أبناء هذه الأمة، يتبنون نفس الموقف الإسرائيلي تجاههم، حتى نفس المصطلحات الإسرائيلية يتبنونها في إعلامهم، وفي نشاطهم الدعائي، على مستوى العمل على توجيه بوصلة العداء إلى داخل هذه الأمة، تحت عناوين طائفية، أو عناوين سياسية، بدلاً عن العداء لأعداء الأمة الحقيقيين، يعملون على هذا بكل جهد، وبشكلٍ مكثف، وبشكلٍ مستمر، يشتركون مع العدو الإسرائيلي في كثيرٍ من المؤامرات، التي تتجلى بعضها، وتظهر بعضها للعلن، وبعضها يبقى في الخفاء، ولكنه سيتضح فيما بعد.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1443هـ