الله “سبحانه وتعالى” أيضاً يقول في القرآن الكريم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}[إبراهيم: من الآية32]، الماء من الثروات الأساسية، ومن الاحتياجات الضرورية، يعتمد عليه الإنسان في حياته بشكلٍ واسع، بدءاً من الشرب، وكذلك بشكلٍ أساسيٍ جداً فيما يتعلق بالزراعة، الماء ثروة مهمة جداً، ونعمة عظيمة، من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا، وأيضاً هيأ لنا وسائل للاستفادة من هذه الثروة بأشكال كثيرة، وأيضاً في التعامل معها، عندما تأتي الأمطار، تأتي مياه كثيرة جداً، ولكن في كثيرٍ من الدول يتجه البشر إلى كيف يخزنون هذه المياه بشكلٍ أفضل، في سدود، في حواجز، في برك، في أشكال متنوعة. عندنا نحن العرب تقصير في هذا الجانب وقصور، قصور في العناية بالاستفادة من تخزين هذه المياه، ومن حسن تصريفها، حسن تصريفها وفق قنوات، ضمن أنشطة واهتمامات زراعية واسعة منظمة، ولذلك تجد كيف تتحول المسألة إلى مشكلة في كثير من المناطق، الكثير من الناس يبنون منازلهم في مجرى السيل، وتأتي المآسي، وتتكرر مثل هذه المآسي، أيضاً لا ينظمون تصريف هذه المياه التي تأتي وتتدفق من الأمطار، وفق طريقة يستفاد منها في الزراعة، فتتحول الأمطار إلى مشكلة عند الكثير من الناس، وفي الكثير من المناطق، لهذا السبب، وتتحول- في نفس الوقت- مشكلة الجدب مشكلة أخرى، فإن جاء جدب، صاح الناس من الجدب، وإن جاءت الأمطار ونعمة الغيث، صاح الناس من ذلك، وكثرة الإشكالات، والمشاكل، والمعاناة، والمآسي في كثيرٍ من الأحيان، ليس هناك حُسن تعامل، ورشد في التعامل مع هذه النعم، هذه نعمة، كيف نتعامل معها؟ كيف نستفيد منها على نحوٍ واسع، بأشكال متنوعة، بوسائل متنوعة؟ ذهنية الناس- خاصةً لدينا نحن العرب- بعيدة عن التركيز على هذه الأمور؛ لأن واقع الحياة عند العرب أصبح عشوائياً إلى حدٍ كبير، وفوضوياً إلى حدٍ كبير؛ لأنهم فقدوا عناصر أساسية تبنى عليها النهضة والحضارة.
{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}، فالشيء الصحيح أن يتجه الإنسان- مع الشكر لله “سبحانه وتعالى”- إلى استثمار هذه النعمة، إلى العمل على كيفية الاستفادة منها بشكلٍ واسع، إلى حسن تصريفها، لاحظوا حتى عندما تنزل، تنزل سيول ضخمة جداً إلى مناطق زراعية، إلى الجوف مثلاً، أو إلى تهامة، أو إلى مناطق أخرى، مسألة الاستفادة منها، تصريف هذه المياه، عبر قنوات مفيدة للزراعة عمل ضعيف جداً، وغائب إلى حدٍ كبير، في المناطق نفسها كان الآباء والأجداد يهتمون بالبرك وخزانات المياه بأفضل من الآن بكثير، غابت هذه المسألة إلى حد كبير لدى الناس، الحواجز والسدود لم تكن من المشاريع الرئيسية التي تهتم بها الدولة فيما مضى، ولا المواطنون، الحواجز للمياه بأشكال متنوعة مسألة ضعيفة جداً، ويقل الاهتمام بها، لا التصريف، ولا وسائل وإمكانات التخزين للمياه.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة السابعة عشرة 1442هـ