اليوم الجميعُ معنيون، ومفترض أَيْضاً بالتحَرّك جاد منكم كحُكَمَاء، بالدفع بالجميع نحو الانضباط، والتعامل بمسؤولية مع كُلّ المشاكل، لا يجوزُ أبداً السكوت على الخلل الذي هو قائمٌ في مُؤَسّسات الدولة، ننادي مرةً بعد أُخْرَى، أنه من المهم تصحيحُ القضاء، وتفعيل القضاء، فلا يلقى صوتُنا هذا استجابةً، ننادي مراراً وتكراراً أنه يجب تفعيل العمل الرقابي لمواجَهة الفساد، والتحَرّك لمواجهة الفساد، وتصحيح وضع الأجهزة الرقابية، التي هي أجهزة مجمَّدة وفاشلة وضعيفة، ولا تؤدي دوراً صحيحاً، وتحتاج إلى تصحيح، وإلى دعم، وإلى إصلاح، وإلى اهتمام كبير بتفعيلها، ولكن لا، البعض لا يريد التعاطي مع هذه الأمور بمسؤولية، كيف؟!، البعض “يشتي يستغل الأمور واحنا قلنا قبل أيام، واحنا قلنا قبل أيام، احنا ما احنا في انتخابات، احنا أمام اقتحامات من قبل قوى العدوان، البعض يشتي يستغل مثلاً عنوان الفساد، ما يشتي يحارب الفساد، ما يشتي أن تصحّح وضعية الأجهزة الرقابية” وتؤدي دورَها الصارم والحازم وتحاسب الفاسدين، تبقى الأجهزة الرقابية مشلولة، ومعلولة، ومجمّدة، وموقفة، ولا دورَ لها ولا فاعلية، ثم يأتي يرمي بالفساد مَن؟ الذين يتصدون للعدوان، الحُفاة، الذين يعانون الجوع، والقتل، والقصف، هم المتهمون اليوم بالفساد، والذين هم في فلل، الفيسبوك وغيرها، ضايعين بين الفلوس والدولارات، هم المساكين، “يرحموا الله”، والمظلومون والمغبونون في هذا البلد، “مساكين عليهم! ياسين عليهم!”.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017