مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} (التوبة: من الآية52) كلمة: {أَوْ بِأَيْدِينَا} هي تعكس ثقافة، معرفة، قدمت لديهم من عند رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) أنه هكذا هي سنة ومن دوركم أنتم كأولياء لله أن يضرب أعداؤه على أيديكم.

 معناه أن القضية ثابتة أعني: مسألة تثقيفية، إما أن يكون الناس بهذا الشكل وإلا فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين، هل يوجد حالة وسط؟ لا يوجد حالة وسط، منطقة فراغ، يقول: [لا مع الله ولا مع أعدائه ولا جندي من جنود الله ولا جندي من جنود أعدائه] لا يوجد حالة هكذا.

 ضرب مثلاً لمن كان لديهم أموال وأولاد وملك وكثير من مظاهر الحياة: { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران:12) سيأتي مثلما قال سابقاً: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية10) يأتي شيء من جهة الله تغلب {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ} أي لا تدفع عنكم لا أموالكم ولا أولادكم لا تعد تنفع بشيء ، لا تعد تعمل شيئاً ، لا تعد تشكل وقاية بالنسبة لكم .

 إذاً أليست الآية هذه تعطي أملاً بالنسبة للمؤمنين بالنسبة للناس الذين يسيرون على هدي الله؟ فعلاً تعطي أملاً أن يفهموا بأنه مهما كان لدى الآخرين من أموال وأولاد وعتاد وجيش وأشياء من هذه أن تعرف أنهم هم، هم في حالة تجعل لله موقفاً منهم فلتكن من جنوده ليضربهم عندما قال هنا: {أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا} (التوبة: من الآية52) هذه الثقافة التي حكى الله عن من كان تترسخ في ذهنيتهم {بِأَيْدِينَا} لم تعد هي موجودة! نسفت في أوساطنا، نسفت تماماً، ونسف بأنه يبتنى عليها أنه إذا كان أنت جندياً من جنود، أمة من الأمم أصبحت جنوداً لله ليضرب بهم أعداءه بأن الأعداء لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم !.

قد يقول هؤلاء: [لاحظ هؤلاء كيف أمريكا ما تستطيع، إسرائيل، ذاعندك كل الناس يخافونها كل الدول تخاف منها!] ناسين لهذه السنة الإلهية التي يذكرها في الآيات هذه، يأتي مثلما تقول بمثل من الأمثلة في هذا الموضوع {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران:12) خسارتين كبيرتين تغلبون في الدنيا، وتساقون في الآخرة إلى جهنم، وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد.

 {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} (آل عمران: من الآية13) تدل على أنكم ستغلبون تدل على أنكم لن تغني عنكم أموالكم ولا أولادكم تدلكم على أن الله غالب على أمره تدل على أنكم لا تعجزون الله {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} (آل عمران: من الآية13) يعني: والفئة الأخرى كافرة {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} (آل عمران: من الآية13) هذه واحدة من مظاهر ماذا؟ أن يترك في نفس الفئة الأخرى حالة من الهزيمة، أن يكونوا يرون الفئة المؤمنة عددهم أمامهم مثل عددهم مرتين فيحصل لديهم خوف أن هؤلاء كثيرون وهم في الواقع ليسوا إلا مثل نصف ما يشاهدونهم؛ لأن الله على كل شيء قدير {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} أو {تَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} مثلهم مرتين في رأي العين ليس في الواقع هم مثلاً ألف يرونهم وكأنهم ألفين أليس هذا سيوجد لديهم هزيمة نفسية؟ واحدة مما لها تأثير كبير في نفوسهم، إضافة إلى الرعب من جهة الله، إضافة إلى الملائكة أشياء كثيرة .

إذاً أليست هذه آية على أنهم سيغلبون؟ وأنهم لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً؟ وإن كانوا يرون المؤمنين في ذهنيتهم ويسمعون عنهم ما يزالون قليلاً يرونهم وكأنهم كثيراً مثلهم مرتين! هذه حصلت في مقام آخر يبين في [سورة الأنفال] في عملية أن يحصل التحام؛ لأن الله قد أراد أن يحصل هذا في بدر المشركون يرون المسلمين قليلاً، والمسلمون يرون المشركين قليلاً! وكل طرف أصبح يرى أن هؤلاء ليسوا إلا قليلاً! تواجهوا وكأنه أثناء المعركة بعد الإلتحام صاروا يرونهم كثيراً مثلهم مرتين {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ} (الأنفال: من الآية43)أليست هذه واحدة من مظاهر التأييد الإلهي أن يبدو الأعداء أمامك قليلاً ، وأن تبدو أمامهم كثيراً {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} (الأنفال: من الآية44) ليتواجهوا ؛ لأنه قد أراد أن يضرب أولئك على يد أوليائه ، خرجوا وهم كثير وإذا بهم قد صاروا يرونهم قليلاً ، أعني: أليست هذه وحدة مما تنسف القيمة لديهم بأن يروا أمام المسلمين كثيراً ، هنا ألف يرون كثيراً ، ثم يرون أنفسهم قليلاً ، ثم هذا الألف يرونه قليلاً !قد يرونهم وكأنهم ثلاثمائة أمامهم !

إذاً ألم يتبخر عندهم القضية التي هم يعتبرونها تمثل نقطة قوة لديهم توجد هزيمة نفسية في طرف المسلمين عندما يرونهم كثيراً؟ يريكموهم قليلاً، ونفس المشركين يرون أولئك قليلاً فيلتحموا {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ} (آل عمران: من الآية13) لاحظ موضوع {بِنَصْرِهِ} ترتيبات كثيرة تحصل لها علاقة برفع معنويات الطرف المؤمن وعلاقة بهزيمة نفسية تلحقها في نفس الطرف الكافر المعادي لله قال {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} يعني هذا مثل ماذا؟ من أمثلة التأييد الإلهي، التأييد معناه: تقوية، تقوية، يعطي جانبكم قوة.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} (آل عمران: من الآية13) من كل الأطراف عبرة لمن قدم لهم هذا المثل عندما قال: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} (آل عمران: من الآية13) أي فاعتبروا بهذه إذا كنتم من أولي الأبصار، وعبرة للمؤمنين أنفسهم بأن لا تكترثوا بمواجهة أعداء الله، إن هذا عبرة أن الله سيجعل كل ما لديهم من الأشياء لا تمثل وقاية منك فيكون ما عندك أشياء ذات أثر كبير في صف أعداء الله، تؤثر تأثيراً كبيراً جداً.

 لهذا تجد كل ما يحصل عند الناس من مفاهيم مغلوطة تجعلهم يجسلون، وتجعلهم يكترثون، منسوفة في القرآن تماماً، لا ترى حالة واحدة يمكن أن تعتبرها مبرراً إلا وهي منسوفة هنا، سواء موضوع أنك خائف من مجاعة، خائف على أموالك، خائف على كذا ..  كلها تناولها القرآن الكريم، كل القائمة الطويلة العريضة التي تطلع عند الناس فتقعدهم عن العمل في سبيل الله، والجهاد لأعدائه كلها منسوفة هنا تماماً.

يبين للمؤمنين كيف يكون تأييده، كيف يكون نصره، يعطيهم أملاً بأنه الجانب الآخر الذي ترونه كبيراً تتهاوى قوته فيصبح لا تغني عنه قوته هذه شيئاً لا قوة الأموال، ولا قوة الأولاد.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الثاني عشرمن دروس رمضان]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 12 رمضان 1424هـ

الموافق: 6 /11/2003م

اليمن ـ صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر