بعض الناس قد يري أن هذه أشياء ليست إلا زيادة [يا أخي يوجد كثير من الناس يصلون ويصومون ولا يتد خلون في شيء ومن بيته إلى مسجده، لا تتد خل في شيء] هي قضية لا تخضع لتقديراتي أنا أو تقديرات أي شخص, إ رجع إلى القرآن الكريم, رجع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه ليس هناك عذر, ليس هناك إمكانية أن تعمل ببعض والبعض الآخر لا تعمل به, ليس هناك إمكانية أن يرى الانسان نفسه مصيبا عندما يبحث عن الشيئ الذي لا يسبب له مشاكل ، ولا فيه خطورة ولا فيه عناء، ويصلِّ ويصوم، [وما له حاجة] الكلمة المعروفة.
لا، ارجع إلى القرآن إن كان هذا موقفا صحيحا فلا بأس, وإن لم يكن صحيحا وتجد فيه أوامر أخرى, أوامر مرفق بها تهديد إلــهي ، لمن قصر فيها, فمعنى هذا أنك تغالط نفسك بأنك سائر في طريق الجنة و أنت لا تدري في أي طريق تسير، في الأخير كيف ستكون الغاية والنتيجة؟.
أيضاً يأتي من جانب آخر، قد يري الانسان أنه [ياخي ذاك سيدي فلان ، والعالم فلان ،وسيدنا فلان والحاج فلان، يقوم قبل الفجر، ويتركع، ويسبح، ولايتحركون ولا يقولون شيئا ولم يقولوا للناس أن يعملوا كذا..] وهو يريد أن يسير معهم, أنت اسألهم، إذهب و اسأل هؤلاء, لتتضح لك القضية كيف هي, أن هؤلاء لا يعتبرون أن هذا العمل ليس مشروعاً, ولا يعتبرون أن ليس هناك أوامر إلهية للناس بأن يكونوا أنصاراً لدينه, ومجاهدين في سبيله، وأن يعدوا ما يستطيعون من قوة، وأن.. وأن.. إلى آخره. لا يستطيع ان يقول لك: ليس هناك شيء. طيب عندما تقول له: فأنت لماذا؟ هو يأبى مثلك؟ إما انه ليس فاهما أن هذا الموضوع مؤثر مثلاً, أو عمل معين مؤثر, أو لم تصل إليه أخبار معينة أن هناك مؤامرات كبيرة أو.. أو.. إلى آخره.
أو أنه في الأخير عارف لهذه الأشياء لكنه يجدك أنت والآخرين مبررا له أن لا يتحرك؛ لأن لديه فكرة أن الناس لا يتحركون وليس هناك أنصار، ولا أحد سيتحرك معنا، ولن يقوم معنا أحد , ولا.. ولا.. إلى آخره. فيظن أن قد صار لديه عذر، وسيقعد ما له حاجة, فتكتشف أنه يعتبرك أنت ويعتبر آخرين عبارة عن عذر له. أي : لن تكتشف عند أحد أن يقول لك: أن هذا العمل باطل أبداً, أو أنه ليس هناك أوامر إلهية لما هو أكثر من هذا مما الناس عليه, بينما ستجده في الأخير يعتبر إن قد صار لديه مبرر وعذر له شخصياً, ليس عذرا يصلح لكل واحد, بل عذر له شخصيا أنه وإن كان عالما ويجب عليه، لكن إذا كان هناك أنصار، ولا يوجد هناك أنصار، ف (مع السلامة) وقعد وما له حاجة, هم يمسكون بهذه.
إذاً فأنت وغيرك ممن مواقفهم يبدو وكأنهم ليس لديهم استعداد أن يكونوا أنصاراً لله, أنصاراً لدينه، يدافعون عن دينه, الوضعية التي أنتم عليها هي المبرر الذي يتمسك به العالم الفلاني، وأنت لا تعلم بهذه, تراه أنت, تراه على ما هو عليه لا يتحرك، تفسر موقفه تفسيرا آخر، كأن هذا الشيء ليس مشروعا ، أو كأنه ليس واجبا علينا، وبالتالي قد احنا من جيزاه!.
اليس هذا الذي يحصل عند البعض ؟ قد احنا من جيزاه ليس هناك احد مثله , هو إنسان متدين لكن المشكلة إنه يعتبرك أنت وغيرك الذين لا تتحركون أنكم المبرر له أنه يقعد , لاتتعاونون , أنكم المبرر له أن يجلس .
فإذا الناس كما نقول أكثر من مرة، متهادنيين, نحن متهادنيين, العالم يرى أن هؤلاء الناس ليسوا أنصارا، إذاً قد صار لديه عذره, وهؤلاء الناس يرون أن ذالك العالم لا يتحرك، إذاً فليست القضية لازمة , قعد وقعدوا، وكل واحد يجعل الآخر مبررا له، قعد لأن ليس هناك أنصار، والأنصار قعدوا لأن ليس هناك حركة من العالم, اليست كلها مهادنة؟.
قد يقدم الناس على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وتتضح القضية وإذا نحن تهادنا ونحن كان ساكتين, الناس ساكتون والعالم ساكت, وكل واحد يظن أنه قد أصبح لديه عذر، وعلى ما هو عليه، قد اصبح لديه مبرر أمام الله.
إذاً فالقرآن الكريم سيكشف أنه ليس لديك عذر وليس لديه عذر, وليست القضية بحثا عن أعذار, الأعذار الحقيقية هي أعذار لا تكون بالشكل الذي يكون مفتوحا للناس جميعاً، لا يوجد هكذا؛ لهذا تجد مثلاً العالم نفسه الذي يرى نفسه أنه ليس ملزما في الوقت نفسه أن يكون له موقف؟ اليس هو يخطب؟ يقول: الناس عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، وأن يتعاونوا على البر والتقوى, أليس يقول لهم هكذا؟.
طيب أنت تقول للعلماء الآخرين لماذا لا تكونون بهذا الشكل؟. سيقولون لأنه لا يوجد أنصار, أي : هو نفسه يقول لك: إنك أنت وهذا وهذا عليكم أن تأمروا بالمعروف، وأن تنهوا عن المنكر، وأن تتحركوا، وأن تتعاونوا على البر والتقوى, اليس هذا الذي يحصل؟ وأن يكون هناك تكاتف ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، والتكاتف، والتعاون، والتآخي, اليس هذا الذي يحصل من كلامهم؟ أي : هو يقول لك: بأن عليك أن تبادر أن تعمل هذا العمل, معنى هذا أنه ليس هناك عذر جماعي للأمة كلها.
عندما يقول البعض: إن الإمام عليا عليه السلام قعد , هل قعوده يعني أن كل الناس قعدوا ولهم عذر؟ لا.. قعوده لأنه لم يجد أنصارا، فالأنصار غير معذورين, الذين خذلوه ليسوا معذورين إطلاقاً, هم خذلوه فاضطر إلى أن يقعد لم يستطع ان يتحرك, لم يستطع ان يعمل شيئا , هذا هو العذر الذي ينتهي إليه الإنسان، وهو يعلن وهو يذكر وهو يبين وهو يحث الناس وهو ينذر الناس وهو.. لكن ما رضوا ان يتحركوا, هذا هو ماذا؟ ليس معناه أنه يبحث هو عن عذر, إنما وجد فعلاً انه ليس لديه قدرة, وهو لا يزال يتحرك.
هل الإمام علي عليه السلام توقف عن تذكير الناس؟ لم يتو قف إطلاقاً طول فترة خلافة أبي بكر, عمر, عثمان, لم يتوقف, لم يوجد أنصار، حاول إذا ممكن يتحركوا، فلم تحصل استجابة, حصل تأثير؛ لتبقى الفكرة لتبقى العقيدة لتبقى الرؤية قائمة في الأمة, مثل ما هو حاصل إلى الآن.
فعندما يقول: (الإمام علي هو ذاك قعد ) أي : هل قعوده مثلما قعد الآخرون, أم قعوده لو فرضنا هو عذر له لأنه ما به أنصارا, فلا يستلزم أن يقعد الآخرون بل مشكلته أن الآخرين لم يقوموا بواجبهم, هم ملزمون أن يقوموا بواجبهم.
فالعالم نفسه أساس الفكرة لديه أنه واجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر, أليس كذا لك ؟ واجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر, أي : لا تتصور أنت أن العذر الذي هو ماسك عليه انه يراه عذرا لك, أو يراه عذر لهذا أو يراه عذر لهذا المجتمع, أبداً؛ لأنه يخطب, الذي تراه أليس يتحرك يخطب يقول لك: (واجب على الناس يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، وأن يكونوا متعاونين على البر والتقوى، وأن.. وأن..) أليس معنى هذا أنه لا يرى عذرا للناس؟.
والناس لا ينظرون إليه النظرة هذه, بل يرونه أنه قاعد , قالوا قد احنا من جيزاه، هذا عالم, وذا لك ليس إلا طالب علم، هذاعالم شيبة، وهو أفقه، وأعلم، وأعبد.. إلى آخره, قد احنا من جيزاه.
علي الناس أن يتفا همو هم والعلماء, يتحاور الناس هم والعلماء, يفتحوا هذه المواضيع هم وإياهم, كيف القضية هل نحن معذ ورن حقيقة نحن وانتم ؟ أو ما هو أساس المشكلة؟ لماذا أنتم ساكتون لماذا لا تتكلمون معنا، ولا تحركوننا ولا.. ولا.. سيقولون أنتم لا يعتمد عليكم ، لن تقفوا معنا. اليس سيقول لك هكذا؟ فهذه تشهد لك أن القضية هي تهادن في ما بين الناس.
مع الإمام زيدا (عليه السلام) في رسالة كتبها للعلماء يقول: العالم ليس له عذر، أن لا ينطلق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، لا رغبة ولا رهبة, ليس للعالم أن يتوقف من أجل رغبة, لأن هذا - قال - يعتبر ممن يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً, ولا له عذر، أن يتوقف خوفاً والله يقول: {فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}(المائدة: 44) في رسالته إلى العلماء.
هكذا يعني وبتأثيرات أخرى في الأخير يرى العالم إنه ماذا يمكن أن يعمل! الناس لا يعتمد عليهم ,< فلم يعد يجابر الناس وهم ما بيجا بروه>.
السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .
الشعار سلاح وموقف / ص – 16 – 17 .