الترويج أيضاً للغربي كنموذج حضاري يحتذى به، يقتدى به، يتَّبع، يحذو الناس حذوه… أشياء كثيرة تدخل في المناهج التعليمية، وتقدِّم صورة مشوهة عن الحرية في مفهومها الحقيقي، عن التحرر في مفهومه الحقيقي، الذي يسمو بالإنسان، فيجعل منه إنساناً لا يخضع إلَّا لله، ليس عبداً إلَّا لله “سبحانه وتعالى”، حتى ترتسم صورة مختلفة لكل الأشياء المهمة، مثلاً: ما يبني هذه الأمة لتكون أمةً قوية، بكل ما تعنيه الكلمة، كل ذلك يعتبر أمراً سلبياً، إلَّا في حدود أن تكون قوياً بالمقدار الذي تنفِّذ به سياسات أمريكية وإسرائيلية، وفي إطار التوجهات التي تخدمهم تحت سقفٍ معين يرسمونه هم، هذا قد يكون مقبولاً إلى حدٍ ما.
على كلٍّ فيريدون منا أن يكون الولاء لأعدائنا معتقداً دينياً، أن يكون ثقافةً في مناهجنا التعليمية، في أنشطتنا الثقافية، في نشاطنا الإعلامي، أن يكون أيضاً سياسةً تبنى عليها المواقف، مواقف تؤيد أمريكا، وتبنى عليها برامج العمل في كل شيء: الشؤون السياسية، الشؤون التربوية والتعليمية، الشؤون الإعلامية، الشؤون الاجتماعية، المجالات الاقتصادية، والحديث عن هذا يطول، وتحدثنا عنه في مثل هذه المناسبة في العام الماضي على نحوٍ من التفصيل.
بل ويعملون على أن تطغى العناوين والتوجهات التي يرسمها الأمريكي والإسرائيلي، وكان من أخطرها ومن أسوئها: توجيه بوصلة العداء إلى من تريد أمريكا من الناس أن يعادوه، والولاء نحو من تريد منهم أمريكا وإسرائيل أن يوالوه، كانت هذه كارثة، فمثلاً: تأتي العناوين الطائفية والتكفيرية التي تحرَّك من خلالها التكفيريون، ليوجهوها ضد من؟ ليوجهوها ضد من تعاديه أمريكا، من تعتبره معيقاً لمشاريعها ومخططاتها العدائية لأمتنا كافة، فيتحركون بشكل كبير في هذا الاتجاه، فإذا مثلاً بعنوان: العدو هو إيران، العدو هو حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، العدو هم أحرار العراق، العدو هو الشعب اليمني ومسيرته القرآنية، العدو هو شعب البحرين في توجهه التحرري، العدو هو سوريا في توجهها الحر، وهكذا العدو هي حركات المقاومة في فلسطين، نشاط كبير جداً في توجيه العداء نحو أحرار الأمة، وحركات المقاومة في هذه الأمة، وتحرك إعلامي، تثقيفي، تحرك شامل تعبوي بشكل مكثف جداً، وكأنَّ الأمريكي والإسرائيلي ليسا عدوين، وكأنهما لا يقودان الأنشطة والبرامج الاستهدافية المعادية لهذه الأمة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ