عبيد الله بن زياد هو من الشخصيات المجرمة جدًّا في التاريخ، والفظيعة الأجرام، كما كان أبوه من قبله زياد، وأبوه زياد هو ادَّعاه، هو يسمى الدَّعِي، استلحقه، يعني: ليس ثابت النسب، وهذا زياد كان مجرمًا بشكل كبير جدًّا، وعبيد الله بن زياد- كذلك– كان مجرمًا بشكل كبير، وزياد بن أبيه كان- كذلك– دعيًّا، ادَّعاه معاوية لأبيه (أبو سفيان)، ادَّعى أنَّ والده أبو سفيان زنى بأم زياد، واستلحقه بالنسب، مع أنَّ ذلك مخالفًا لما علم من الدين ضرورة، الإسلام لا يقبل بالعهر والزنا أن يبنى عليه صحة نسب، وفعل ذلك معاوية فيما اشتهر به من مخالفته لكثيرٍ من أمور الإسلام، منها هذه المسألة التي خالف فيها بشكل واضح، وبشكل سيء وفظيع جدًّا، تحدثت عنه كتب الشرع، وكتب التاريخ، وكتب الشعر والأدب؛ لأن ذلك أحدث- آنذاك- ضجة واستغرابًا في الساحة الإسلامية، كيف يأتي معاوية ليلحق نسبًا بواسطة الزنا، كانت مسألة مستغربة في الساحة الإسلامية بشكل كبير، وبطريقة وقحة ومخزية، أقام مؤتمرًا كبيرًا في داخل المسجد في دمشق، وأحضر فيه شهودًا يشهدون على أنَّ أباه زنى بأم زياد، ثم يعلن أنَّه بناءً على ذلك قد قرر استلحاق زياد بنسبه، وحضر زياد في نفس المناسبة تلك، التي كانت مناسبة مخزية، حتى أداؤهم للشهادة شهادة لما سمِّي- آنذاك- أو عرف في التاريخ بـ(أبو مريم)، الذي قالوا: أنَّه كان القوَّاد الذي نسَّق عملية الجريمة للزنا، كل تلك الأجواء أجواء فظيعة، مدنَّسة، قذرة، تلك الأجواء القذرة والمدنَّسة أريد لها أن تكون في رأس الدولة الإسلامية، وأن تكون هي المعنية بزمام الأمور، وأن تقود الأمة، يعني: أمور فظيعة جدًّا طرأت في الساحة الإسلامية، لا تصدق، أمور فظيعة للغاية، شنيعة جدًّا، كلها قائمة على الدنس، والأرجاس، والقذارات، والمعاصي، والفسق، والفجور، وأريد لها أن تكون في موقع الصدارة داخل الأمة، وفي موقع السلطة في داخل الأمة، وفي موقع السيطرة على هذه الأمة، ماذا تنتظر من واقع كهذا؟
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة