أيضا هناك أمور مهمة جدا، يجب الانتباه لها والملاحظة لها، نحن منذ تأسيس أو تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ثم فيما بعد ذلك تشكيل الحكومة، فرحنا بهذا الخطوة، لأنها تعزز الشراكة في إدارة مؤسسات الدولة، وتعطي لها الفاعلية، هذا كان أملنا ولا يزال اليوم أملنا إن شاء الله، ولكن أنا أقول لكم أيها الأعزاء؛ حكماء اليمن، أنتم اليوم معنيون أن يكون لكم حضور لتقييم أداء مؤسسات الدولة بكلها، بكلها، سواء الحكومة، أو المجلس الأعلى، أو حتى مجلس النواب، أو أيا من مؤسسات الدولة، أن يكون لكم دور شعبي يعني مطلوب من أبناء هذا البلد من وجاهاتهم من علمائهم من مشائخهم من أكاديمييهم، من الجميع، أن يكون لهم اهتمام بتقييم أداء مؤسسات الدولة، والوقوف على طبيعة المعوقات، والمشاكل، والاختلالات، وغير ذلك، وأن تكون الصورة شفافة وواضحة لديهم، لأن هناك تلبيسا كبيرا يحصل حول أداء مؤسسات الدولة، أنا أقول لكم: ما من شك بأن هناك عوائق كبيرة جدا أمام مؤسسات الدولة، وخاصة في الوضع الاقتصادي، لأن اليوم معظم موارد هذا البلد وإمكانات وخيرات هذا الشعب التي كانت مفعلة وكانت جاهزة، وأقصد بذلك المنشآت النفطية، النفط في مأرب، والنفط في شبوة، والنفط في حضرموت، هو اليوم تحت سيطرة قوى العدوان وعملائها، وهم الذين ينهبون النفط، وينهبون الغاز، وهم الذين يستفيدون من عوائده، وأيضا معروف مستوى العدوان فيما دمر، وفيما حاصر، وفيما ضيق، وفيما أثر فيه على الوضع الاقتصادي، التفاصيل تطول، ويمكن للمعنيين أن يشرحوا في هذا كثيرا، ولكن أقول لكم، بالرغم من كل ذلك نحن غير راضين عن أداء مؤسسات الدولة، ولا نرى فيها أنها تفعل على النحو المطلوب، هناك معوقات أمامها هذا صحيح، وتحتاج إلى أن يعينها الشعب، وأن يعينها رجال هذا الشعب، ووجاهات هذا الشعب، أن يكونوا إلى جانب هذه الحكومة، وإلى جانب المجلس الأعلى، إلى جانب مؤسسات الدولة، داعمين، ومعينين، ومصححين، ومصوبين، ومواجهين للخلل، يدعمون الصح، ويمنعون الخطأ، هذا الدور مطلوب، ولكن ليس الدور النفاقي والابتزازي، الذي يحاول أن يلبس، يأتي البعض اليوم يقدم صورة ملتبسة، وكأن الذين هم في موقع المسؤولية في مؤسسات الدولة هم فقط أنصار الله، كأن الحكومة هذه هي حكومة أنصار الله فقط، كأن المجلس الأعلى لا يتواجد فيه إلا أعضاء محسوبين على أنصار الله، كأن البرلمان برلمان أنصار الله، كأن القضاء قضاء أنصار الله، كأن الأجهزة الرقابية كلها المنتسبين فيها من أنصار الله، كأن الهيكل الإداري والوظيفي للدولة كله فقط مكون ومشكل من أنصار الله، أنا أتحدى بصوت واثق، بلغة واثقة، بموقف مؤكد، أن نكون في أنصار الله نمثل الربع في الهيكل الأعلى الوظيفي للدولة، أو نمثل واحد بالمائة من الهيكل الإداري العام للدولة، نحن أقل الناس، نحن أقل الأقل من الناس حضورا في إطار مؤسسات الدولة، نحن لم نكن طلاب مناصب، ولا حرصنا في يوم من الأيام على الاستحواذ على مؤسسات الدولة، في المستوى الأعلى للوزراء، لدينا مجموعة أو عدد بسيط من الوزراء، وتركنا الساحة مفتوحة للشركاء والحلفاء والمكونات الأخرى، ومعروف بإمكانكم أن تعرفوا أسماء من هم الوزراء، كم منهم مؤتمر، وكم منهم أنصار الله، وكم منهم مساحة تركناها لبقية الشركاء، وبقية الحلفاء، وكم نمثل في الواقع الفعلي المعبر عنا مباشرة، بإمكانكم أن تعرفوا كذلك تركيبة المجلس السياسي الأعلى، كم نمثل فيه، وكم يمثل الآخرون فيه، البرلمان أنتم تعرفونه، القضاء معروف حاله، الأجهزة الرقابية حاول الآخرون منذ أيام التصعيد الثوري أن يحولوا بيننا وبين تفعيلها، طبعا انشغلنا إلى حد كبير بالتصدي للعدوان، وكان انشغالنا بشكل كبير جدا، أخذ معظم اهتمامنا، وأكثر عملنا، وأكثر مجهودنا، أخذه هذا الاتجاه، التصدي للعدوان، وبالذات أن الخطر كبير ومصيري فيما يتعلق بالعدوان، أنا اليوم لا أتحدث لأتنصل عن المسؤولية، بالرغم من أننا قد نكون في مستوى العديد البشري في مؤسسات الدولة أقل من 1%، وقد نكون نمثل الربع أو أقل من الربع في المستوى الأعلى للدولة، في الوزراء وفي غيرهم، ولكن لا أقصد هذا الكلام تنصلا عن المسؤولية، أنا أعتبر أنصار الله لا يزالون مسؤولين إلى جانب غيرهم، مسؤولين إلى جانب الإخوة في المؤتمر، وإلى جانب الإخوة من بقية المكونات والأحزاب الحاضرة في مؤسسات الدولة، والممثلة في مؤسسات الدولة، الكل يتحمل للمسؤولية، لكن من الظلم ومن الغبن من المغالطة ومن الخداع، من الخداع السياسي أن البعض “بيحي يقول: يا أنصار الله وين المرتبات، يا أنصار الله هناك فساد، يا أنصار الله هناك مدري ماهو ذاك” وأنت، أنت أين أنت؟ أنت كمؤتمر أين أنت؟ أو أي حزب آخر؟ ألست حاضرا في مؤسسات الدولة؟ ألست شريكا في الهم والمسؤولية؟ ألست متواجدا أكثر من غيرك في هذه المؤسسات، وحاضرا في أغلبها أكثر من غيرك؟! بلى، المسألة واضحة، نحن في مرحلة لا يجوز فيها ممارسة الابتزاز السياسي، ولا يجوز فيها التعامل مع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها نتيجة للعدوان بشكل غير مسؤول، إما ابتزاز سياسي، “والا شغل عداوة، البعض بيشتغل شغل عداوة، مش شغل إنسان مسؤول” حريص على تصحيح أو إصلاح وضع، أو معالجة خلل، لا؛ “بيشتغل” شغل من يكره، من يبغض، من يعادي، من يحقد، حتى البعض يستخدم عناوين استخدمت في فترات ماضية أثناء حروب داخلية، أثناء اعتداءات، “وبيحي اليوم يشغلها، وهذا ما يشرف أحد أبدا”، أن يستحضر عناوين كان يستحضرها أيام الحروف الداخلية وأيام المشاكل الداخلية، اليوم الجميع معنيون، ومفترض أيضا بالتحرك جاد منكم كحكماء، بالدفع بالجميع نحو الانضباط، والتعامل بمسؤولية مع كل المشاكل، لا يجوز أبدا، السكوت على الخلل الذي هو قائم في مؤسسات الدولة، ننادي مرة بعد أخرى، أنه من المهم تصحيح القضاء، وتفعيل القضاء، فلا يلقى صوتنا هذا استجابة، ننادي مرارا وتكرارا أنه يجب تفعيل العمل الرقابي لمواجهة الفساد، والتحرك لمواجهة الفساد، وتصحيح وضع الأجهزة الرقابية، التي أجهزة مجمدة وفاشلة وضعيفة، ولا تؤدي دورا صحيحا، وتحتاج إلى تصحيح، وإلى دعم، وإلى إصلاح، وإلى اهتمام كبير بتفعيلها، ولكن لا؛ البعض لا يريد التعاطي مع هذه الأمور بمسؤولية، كيف، البعض “يشتي يستغل الأمور واحنا قلنا قبل أيام، واحنا قلنا قبل أيام، احنا ما احنا في انتخابات، احنا أمام اقتحامات من قبل قوى العدوان، البعض يشتي يستغل مثلا عنوان الفساد، ما يشتي يحارب الفساد، ما يشتي أن تصحح وضعية الأجهزة الرقابية” وتؤدي دورها الصارم والحازم وتحاسب الفاسدين، تبقى الأجهزة الرقابية مشلولة، ومعلولة، ومجمدة، وموقفة، ولا دور لها ولا فاعلية، ثم يأتي يرمي بالفساد من؟ الذين يتصدون للعدوان، الحفاة، الذين يعانون الجوع، والقتل، والقصف، هم المتهمون اليوم بالفساد، والذين هم في فلل، الفيسبوك وغيرها، ضايعين بين الفلوس والدولارات، هم المساكين، “يرحموا الله”، والمظلومين والمغبونين في هذا البلد، “مساكين عليهم! ياسين عليهم!”.
اليوم مطلوب منكم كحكماء في هذا البلد، لا أقول لكم، أن تتحركوا لاتهام أي طرف الآن، لكن ادفعوا أنتم وأنا إلى جانبكم، لأننا سئمنا من ترداد الكلام، أنا شخصيا لست مجرد “موعظ”، أطلع أسوي مواعظ، أنا رجل قول وفعل بإذن الله تعالى، وسأقف إلى جانبكم، في إرغام الآخرين على أن يقبلوا بتصحيح وضع الأجهزة الرقابية، وأن تُفَعَّل، وأن تحاسب أي فاسد، أي فاسد، لن نوفر أي حماية لأي فاسد، إذا كان من أنصار الله “اخلسوا ظهره، اخلسوا ظهره، سادرين منه، ما عندنا له أي حماية نهائيا”، إذا كان من المؤتمر لا يمكن أن يحتمي بالمؤتمر، إذا كان من المؤتمر لن نقبل أن يحتمي بالمؤتمر، ولن تتوفر له حماية بالمؤتمر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
في لقاء وجهاء اليمن 19-08-2017م.