عندما يلاحظ الإنسان مراحل من التاريخ السابقة في فترة [سليمان] في فترة ربما [فراعنة قدامى] في مرحلة يبدو في الدنيا هذه كان يوجد تسخير لأشياء نتيجة علوم قائمة، تسخير لأشياء نتيجة علوم قائم فوق طاقات الإنسان، [المصريون] حصل عندهم [الأهرام] هنا في اليمن مظاهر أخرى، عند سليمان، كذلك [عرش بلقيس] يصل إلى عند سليمان في طرفة عين! فكأنه مهارة، كان لديهم علوم، لكن الإنسان أحياناً لا يقدر بعض الأشياء لا يقدرها في الأخير يتجهون إلى الجانب السيئ فيها ، ويبحثون بعد ماذا؟ بعد العلوم التي يستغلونها في ماذا؟ فيما يفرقون به بين المرء وزوجه.
مع أن هؤلاء يبدو أنهما كانا يقولان لمن يعلمونهم: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ}(البقرة: من الآية102). أعني: لاحظ المساواة بين هذه والمساواة بين سليمان عندما قال:{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}(البقرة: من الآية102) أولئك كانوا شياطين على عهد سليمان يعلمون أشخاصاً آخرين السحر، قضية ليست من عند سليمان، هؤلاء شياطين كافرون يعلمون الناس السحر، استخدام يضر بالناس وخدع وأشياء ليس لها قيمة.
سليمان لم يكن كافراً، أيضا ًما كان يعلمه الملكان هؤلاء، وهؤلاء أيضاً كانوا على هذا النحو:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}(البقرة: من الآية102) عندما يعلمون أحداً يقولان هذا شيء يمكن يستخدم في جوانب الخير والشر فلا تكفر باستخدامه في جانب الشر.{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}(البقرة: من الآية102). هذه تساوي قوله لسليمان{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}(البقرة: من الآية102).
{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة: من الآية102) هم استخدموه في هذا الجانب في التفريق بين المرء وزوجه.{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية102) هذه من الخسارة . لاحظ أيضاً من الخسارة الكبيرة عندما لا يسير الناس على هدي الله أنهم يضيعون العلوم التي تبني حضارة بالنسبة لهم ، التي تبني الحياة بالنسبة لهم، التي تمكنهم من تسخير كثير من مظاهر هذه الحياة من المخلوقات، من الأسرار العجيبة في هذا الكون ، في جوانب عمارة الدنيا في جوانب الخير، بناء حضارة ـ كما يقولون ـ فعلاً تجد هذه حصلت عند المسلمين ! كان القرآن بالشكل الذي فعلاً يهدي هذه الأمة لو اهتدت به إلى أن تصل إلى علوم أرقى مما وصل إليه الغربيون.
وفي نفس الوقت يقدمونها خيراً للأمة وللبشرية في الوقت الذي قدمها الغربيون في الأخير شراً ، شراً للبشرية نتيجة ماذا؟ عدم الإهتداء بهدي الله لا يوجد عندهم اهتمامات أخرى، يريد يتعلم أشياء أخرى من أجل إذا تزوج أحد بامرأة هو يحبها أو [لعبة] يفرق بينهم حتى يتزوجها، أو ذلك هو غاضب عليه يحاول يعمل أشياء تضره ، يخلق بينه كراهية هو وزوجته[لعبة] هذه، لأنه هكذا الانصراف عن هدي الله هو الذي يحطم الحضارات في الأخير ، هو الذي يجعل الإنسان على الرغم من عِظم ما يقدم إليه من علوم، ينظر إليها نظرة لا تكون ذات قيمة، وفي نفس الوقت إذا يريد يسخرها، يسخر منها الشيء الذي يلبي مطالب معينة وحاجات معينة هي تافهة .
الملكان قد يكونا فعلاً جاءا بعلوم هامة ، أليس الله قال عن وزير سليمان عندما قال:{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}(النمل: من الآية40) هذه قضية علمية فيها تسخير لأشياء في هذا الكون، أليس هذا يعتبر جانباً إيجابياً هاماً؟ تنسى هذه الأشياء التي هي هامة، تنسى و تترك لأنها نفوس قد فسدت ، نفوس لم يعد عندها اهتمامات كبيرة ، لم يعد عندها نظرات واسعة، لم يعد عندها أي شيء مما يمكن أن يعطيه هدي الله ، فضاعت هذه العلوم الهامة جداً وأصبحوا يركزون على جانب [الطلاسم] للتفريق بين المرء وزوجه ، ومازالت فيهم إلى الآن ألم يكن البعض يذهب[يعزِّم] من عند اليهود، يذهب يبحث له عن [عزايم] من عند اليهود؟ هذا يؤكد أنه فعلاً أن هدى الله هو الطريق الصحيح إلى بناء الحضارات، إلى الحصول على المعارف الواسعة التي يبني الإنسان بها الحياة على أرقى مستوى، وعلى أ ساس هدي الله. نفس الشيء حصل لنا تركنا القرآن واتبعنا ما يتلوه الذين تركوه من زمان.
على حسب ما نفهم بأنهما ما كانا سيئين هذان الملكان ولم يكونا يعلمان السحر ، أو يقولا: لا تكفر ليدفعوك إلى أن تكفر. أبداً. قارن بينهما وبين قوله لسليمان:{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} هذا الإستخدام السيئ قد حذر منه هؤلاء الملكان كيفما كانت المسألة، أعني: ليست قضية أن نعرف هل كانوا ملائكة فعلاً، وهذا ليس مستبعداً أن يكونوا ملائكة فعلاً، نزلا ولم يكن معناه : أنهم ما زالوا مثلاً مستمرين هم قد يكونا علما فئة معينة، أو أشخاصاً معينين ويؤدونه بنفس الدور ، ويقولون: لا تكفر ، سواء كانا مازالا موجودين أو غير موجودين وقد حَمَلَ المُهمة أشخاص آخرون .
قد تكون العبرة التي يريد الله منها: أن ترى كيف وصل الناس الذين أعرضوا عن هدي الله ، وكفروا بنعم الله كيف وصل بهم التعامل مع علوم هامة ؟ وكيف أصبحت اهتماماتهم بالشكل الذي أضاع تلك العلوم ؟ اهتمامات لا قيمة لها للتفريق بين المرء وزوجه! بينما الشخص ذلك الذي كان عنده اهتمام كبير:{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}(النمل: من الآية40) قضية ما قد استطاع الناس أن يفسروها إلى الآن كيف أمكن؟ مع أنهم يقولون: أن السرعة على هذا النحو قد تؤدي إلى أن الجسم الفلاني يحترق فكيف كانت المسألة ؟ إن الله هو مصدر العلم، والعلم من عنده وهو يقول:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً}(الاسراء: من الآية85) .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس رمضان – الدرس الخامس
سورة البقرة من الآية (67) إلى الآية (103)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 5 رمضان 1424هـ
اليمن - صعدة