مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الطغيان الأموي هو محطةٌ سوداء مظلمة في تاريخ الأمة، ولا زالت امتداداته السلبية إلى اليوم، وعندما نعود إلى التاريخ لنتعرف على حقيقة هذا الطغيان، وما فعله بالأمة، وما فعله في الأمة، نجد عظم المأساة، ويتجلى لنا حقانية هذا التحرك العظيم للإمام زيد عليه السلام، كما تحرك قبله جده سبط رسول الله الإمام الحسين عليه السلام.

 

الطغيان الأموي منذ بدايته كان مشروعاً انقلابياً على الإسلام الحق في مبادئه الأصيلة، في قيمه الحقيقية، في أخلاقه الصادقة، انقلاباً بكل ما تعنيه الكلمة.

 

(يتخذوا دين الله دَغَلَا) أن يتخذ دين الله دَغَلَا، معناه: عملٌ كبيرٌ وخطيرٌ جداً يحرّف مفاهيم الإسلام، ويسعى إلى أن يأخذ من هذا الإسلام، أو يفرغ من هذا الإسلام كل المضامين العظيمة، وكل الأسس المهمة التي لها دورٌ أساس في إصلاح الأمة، وفي بناء واقع الأمة، وفي إقامة الحق، وإقامة العدل في الحياة، فلا يبقى من الإسلام إلا حالةٌ شكليةٌ ليس لها قيمةٌ إيجابيةٌ في واقع الأمة، لا تحق حقاً، ولا تبطل باطلاً، ولا تدفع ظلماً، ولا تزيح منكراً، ولا تغيّر فساداً، ولا تزكي نفوساً، ولا تبني الأمة، لا تبني الإنسان المسلم البنَّاء الذي أراده الإسلام في مشروعه التربوي، وفي مشروعه الحضاري، وتجعل من الأمة بكل ما تمتلكه الأمة من ثروتها البشرية، ومن ثروتها ومقدراتها المالية، من إمكاناتها المتنوعة تجعل منها كلها مغنماً للطغاة، ومرتعاً لهم، وتجعل منها خَوَلَاً عبيداً لهم، وهذه مأساة حقيقية.

 

الطغيان الأموي سجل عنه التاريخ الصفحات السوداء القاتمة والمظلمة جداً في كل مراحله، منذ بدايته وهو يتحرك لحرب الإمام عليٍ عليه السلام، حرب الإمام علي عليه السلام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاه) فمنذ بداية الطغيان الأموي كانت فاتحة عهده، وبداية مشواره بالحرب للإمام علي عليه السلام، والعداء للإمام علي عليه السلام من حيث ما يمثله عليٌ، وما يحمله عليٌ من امتدادٍ حقيقيٍ للإسلام، امتدادٍ حقيقيٍ لنهج رسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله.

 

الحرب ضد الإمام علي عليه السلام، والعداء الشديد للإمام علي عليه السلام، والعمل على إعاقته، والسعي ضده في سعي الإمام علي عليه السلام لإقامة الدين الإسلامي، والحفاظ عليه، وحكم الأمة على أساس تعاليمه وشرائعه وأحكامه ومنهجه، وتربية الأمة على أساس هديه ونوره، وما فعله في بداية المشوار من المجازر الرهيبة، والقتل لأخيار الأمة، وصفوة الأمة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله أمثال عمار بن ياسر الذي مُلئ إيماناً، والذي كان له منزلة محترمة شهد له الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بعظم المقام عند الله، بمصداقية الإيمان عند الله سبحانه وتعالى، برفيع القدر في الإسلام، والآلاف من أخيار الأمة وصفوة الأمة، مروراً بما ارتكبه الطغيان الأموي من جرائم رهيبة أمثال قتل العترة الطاهرة: الإمام الحسين عليه السلام وأولاده وأهل بيته وأنصاره، أمثال حرق الكعبة المشرفة، أمثال استباحة المدينة المنورة وقتل من بقي فيها من بقية المهاجرين والأنصار، والاستباحة لمسجد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وقتل العشرات من المسلمين اللائذين به على قبر رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله حتى أغرق بدماء المسلمين الأبرياء المظلومين، واستباحة أعراض المسلمين في المدينة، واستباحة أموالهم، ونهب حتى منازلهم وبيوتهم، ومروراً بما ارتكبه بحق الأمة في مختلف أقطار الأمة من قتلٍ جماعي، من ظلمٍ كبير، مع ما فعله في مال الأمة، وثروة الأمة، ومقدرات الأمة من استئثار وتملك وسيطرة، ثم بما ارتكبه بحق الأمة من إفسادٍ للقيم، من إبعادٍ للناس عن المبادئ المحقة والعظيمة، من تزييفٍ للوعي في أوساط الأمة، من إفسادٍ للنفوس.

 

فكان الطغيان الأموي يمثل كارثة كبيرة في واقع الأمة وعلى الأمة في كل ما هو مهمٌ لهذه الأمة، في كل ما هو عظيمٌ لهذه الأمة، في كل ما هو مقدسٌ في هذه الأمة، مثّل حالةً من الإجرام، ومثّل حالةً من الإفلاس الأخلاقي والإنساني والقيمي، ومثّل حالة استهتار بالإسلام وبرموزه وبمقدساته وبأمته.

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر