{لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}[التوبة: من الآية88]، هذه آية عجيبة جدًّا ومؤثرة في هذا السياق، مؤثرة، لكل القاعدين، والجامدين، والمتنصلين عن المسؤولية، والمتخاذلين… اسمعوا ما يقوله الله، تحدث المتخلفين، الميَّالين للقعود: {ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ}، لا يريدون أن يتحركوا أبدًا، {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ * لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}، رسول الله مجاهد، جاهد بالمال والنفس، {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ}، الذين كانوا معه بما تعنيه كلمة (مَعَهُ)، كانوا معه في الموقف، كانوا معه مجاهدين، ولم يكونوا فقط على النحو الذي عليه الكثير من الناس ممن يقول: [أنا مؤمن برسول الله، ومع رسول الله]، إذا كنت مؤمنًا مع رسول الله ستكون في طريق الجهاد، هذا هو طريقه، هو سيد المجاهدين، هو إمام المجاهدين، هو قدوة المجاهدين، {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}، أين مَنْ يأتي ليقول أنَّه من ورثة الأنبياء، ثم يكون جامدًا وقاعدًا ومتخاذلًا ومتنصلًا عن المسؤولية، أين هو من الإتباع لرسول الله، والاقتداء برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-؟! أين الكثير من أبناء الإسلام ممن فصلوا أنفسهم وانفصلوا كليًا عن جانب المسؤولية، وأصبحوا يتعاملون مع الإسلام مجرد طقوس منقطعة ومبتوتة ومفصولة من جذورها ومن ثمرتها، لا بقي ارتباط بجذور وأسس، ولا بقي لها علاقة بثمرة ونتائج، خلاص قطعوها هنياك لوحدها، {وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، (هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، هذا هو طريق الفلاح، هو الاتجاه الصحيح. {أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: الآية89].
{وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ}[التوبة: الآية90] أنظروا كيف يتخاطب مع القاعدين: {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ}، غير الأفياء من الناس، المتنصلين عن المسؤولية في الظروف والمراحل الحساسة والاستثنائية والمصيرية والخطيرة جدًّا، لا وفاء فيهم لا لدينهم، ليسوا أوفياء مع الله {كَذَبُواْ اللّهَ}، ليسوا أوفياء مع الله، ولا مع رسوله، ولا مع دينهم، ولا مع أمتهم، هذا هو حال الذين يقعدون ويتنصلون عن المسؤولية، {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ}، كلمة مؤثرة جدًّا هذه، كلمة مؤثرة جدًّا، {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ لأن الإنسان يعيش حالة الكفر في قلة ثقته بالله، في نظرته المنفصلة كليًا عن توجيهات الله، وكذلك في ما يتعلق برفضه للحق ولتوجيهات الله وأوامره.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.