تُقدّم في الساحة الفكريّة، والثّقافيّة، والسّياسيّة الكثير من المناهج والرّؤى والنّظريات الّتي تدعو للوحدة والاعتصام، فالقوميّون مثلاً يدعون للوحدة على أساس عرقيّ, وجغرافيّ, ولغويّ, بينما يقدّم الآخرون رؤى ونظريات تقوم على أساس مذهبيّ وطائفي, وقُدّمت رؤى ونظريّات تدعو للتّوحد على أساس الكتاب والسُّنّة, ولكنّها جاءت بنفس طائفي, ورؤى مذهبيّة بحتة, وهنا يوضّح السّيد أنّ الوحدة في الإسلام تعتبر مبدأً وقاعدةً مهمّة جدّاً, وأنّ الله قد رسم وبيّن طريق الوحدة والاعتصام, وماهي؟ وكيف تكون؟ بشكل كامل ومفصّل, وأنّ الوحدة الدّينيّة المطلوبة من المؤمنين هي الّتي تقوم على أساس القرآن الكريم, يقول السّيد: (فالوحدة في الإسلام هي مبدأ وقاعدة هامة ويجب أن تعرف أن كل ما هو هام وكل شيء في القرآن هو يرسم طريقته كاملة يرسم طريقته ليست كلمة وحدة كلمة عائمة لا ندري كيف يريد على أي أساس تكون رسمها رسماً كاملاً ما هي الوحدة الدينية وكيف يجب أن يكون المسلمون ليكونوا متوحدين هذه الوحدة الدينية المطلوبة أعني ليست قضية متروكة للأمزجة متروكة للأطروحات المتعددة أن يقول نتوحد من منطلق [قومي] هذا عنوان أو نتوحد من منطلق [وطني] أو نتوحد من منطلق [قبلي] أو بأي عبارات من هذه، لا، لا يمكن ولا يتم ولا تكون مجدية أي وحدة من هذه إلا إذا كانت وحدة قائمة على أساس الإعتصام بحبل الله) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
عندما نتأمّل في وواقع المسلمين اليوم نجدهم مفرّقين وممزّقين على كلّ المستويات والاعتبارات الدّينيّة, والطائفيّة, والمذهبيّة, والقوميّة, والقبليّة, حتّى أنّ من لا يحمل رؤية ومنهجيّة القرآن الكريم قد يصاب باليأس, والإحباط, والاعتقاد بأنّ وحدة المسلمين أصبحت مستحيلة وغير ممكنة, إلاّ أنّ السيّد هنا يؤكّد أنّ المسألة لا زالت ممكنة وقابلة للتّطبيق, لأنّ الله لا يجعل شئياً في دينه يبدو مستحيلاً, أو متعارضاً مع الواقع فيصطدم به ويفشل, يقول السيد: (الآية هنا أليست موجهة للمسلمين بشكل عام موجهة للمؤمنين؟! عندما تجد في الأخير اتسعت دائرة المسلمين هل يمكن أن تقول بأن الآية هذه أصبح العمل بها غير ممكن قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً﴾[آل عمران: من الآية 103] لكن لاحظنا إلا وقد المسألة غير ممكنة لم يعد ممكن, أنك تأتي تجمع السنية والشيعة وطوائف السنة وطوائف الشيعة وتجمع المسلمين ليكونوا متوحدين, مفرقين الآن ممزقين ومفرقين كطوائف وليس فقط مفرقين في بلدان متعددة كطوائف كأحزاب) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
ويوضّح السّيد أنّه في السُّنّة الإلهيّة لا يكون هناك ما يمكن أن تصطدم به توجيهات الله, فتحول بينه وبين الواقعيّة والإمكان, فالله سبحانه وتعال قد جعل كتابه القرآن الكريم غير قابل للاعوجاج, ولا يوجد ما يمكن أن يعطّله, ويحول دون تنفيذ توجيهاته, فيقول: (في السنة الإلهية الله قال في كتابه الكريم: ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا﴾[الكهف: من الآية1] لا يوجد حاجة اصطدمت به فعطلته على الإطلاق الطريقة ما تزال قائمة أعني لو يقول واحد الآن [حقيقة أن المسلمين لو توحدوا العرب لو توحدوا ولو.. ولو..] ومن هذه الأشياء لكن أليست عند الكل تقريباً شبه مستحيلة؟ شبه مستحيلة, إذاً فهل القضية انتهت؟ لأن هذه أتت ضمن توجيه إلهي فيما يقعد الناس عن خطورة وشرور بني إسرائيل ومؤامراتهم التي منها أن يردوا الناس كافرين وقضية كافرين خطيرة جداً إذا أراد الواحد منا أن يعرف ماذا يريد لنا بنوا إسرائيل عندما يقول الله: ﴿يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾[آل عمران: من الآية100] تصفح في القرآن الكافرين تجد الكافرين كيف قدموا في القرآن أسوأ حالة, الكافرين قدمهم في القرآن ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾[محمد: الآية8] ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾[محمد: من الآية12] ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ﴾[الأحزاب: من الآية64] وآيات من هذا القبيل.
لهذا تجد صورة الكافرين مخيفة جداً لتعرف بأن من يسعى ويتحرك ويتآمر ليردك كافراً معناه أنه يريد أن يوقعك في أسوأ حالة يمكن أن تتصورها ليست قضية سهلة إذاً فما يقدم من توجيهات في إطار إبعاد الناس عن هذه تعتبر كلها نقاط هامة وكلها قابلة التنفيذ ما فيها شيء في الأخير تعتبره أصبح مستحيلاً على الإطلاق لا يوجد فيها ما يمكن نقول: [حقيقة توجيه قيم لكن لم يعد ممكناً] ما في كتاب الله شيء من هذه إلا أن تكون أنت ما عندك توجه أنت فهناك قاعدة أخرى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ﴾[محمد: من الآية38]) سورة آل عمران الدرس الرابع.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.