مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة:55) وأنتم في ماذا؟ وأنتم في ميادين الجهاد، وأنتم تحصنون أنفسكم عن أن تصبحوا في يوم ما ممن يتولى اليهود والنصارى، املأوا قلوبكم بالولاء لله ولرسوله وللذين آمنوا. من هم الذين آمنوا؟

ما هو هنا يتحدث عن مؤمنين قبل؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، هل نوالي [الذين آمنوا] أولئك الذين قد يتولون اليهود والنصارى، أو [الذين آمنوا] الذين قد يرتدوا وقد ارتدوا؟. [الذين آمنوا] كثير، من يخاطبون بهذه العبارة، ومن يرى أن نفسه ومن يعد نفسه تحت هذا الاسم كثير من الناس، الناس كلهم، المسلمون كلهم على اختلاف طوائفهم يعدون أنفسهم [الذين آمنوا]. {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: من الآية55) علي بن أبي طالب؛ لأنه هو الذي نزلت فيه هذه الآية، هو من تصدق بخاتمه أثناء الركوع، فن‍زلت فيه هذه الآية.

وتأتي الآية بشكل يشخص نوعية من المؤمنين. ما استطاع المفسرون أن يجعلوها عامة، حاولوا أن يجعلوها عامة، راكعون: خاشعون، راكعون: [مدري ماذا!] لكن الآية نفسها ترفض، ترفض أي محاولة لإخراجها عن أن تكون في علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).

إن قالوا: {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: من الآية55) أي مصلون فكلمة {يقيمون الصلاة} هي أوضح من كلمة [وهم مصلون]، فكيف يأتي القرآن الكريم فيكرر عبارة في مقام التفضيل والثناء، يكرر عبارة تكون الأخرى هي أدنى من الأولى، وهي نفس المسألة {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} أليست أوضح في نسبة الفضل إليهم والثناء عليهم من عبارة [وهم مصلون]؟. إذاً {وَهُمْ رَاكِعُونَ} هي جملة حالية من فاعل {يُؤْتُونَ}، يؤتون الزكاة أثناء ركوعهم.

قالوا: راكعون: خاشعون. لا. يأتي ما يعبر عن الخشوع والخضوع بكلمة سجود، {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الرعد: من الآية15)، وهناك في آية أخرى: {سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} (النحل: من الآية48) وكم ورد في القرآن الكريم من عبارة [سجد ويسجد، وساجدين] وتعني الخشوع والخضوع. ثم لا بد مهما حاول المفسرون الآخرون، مع أن الآية مما هي عند أهل البيت، وعند الكثير من المفسرين أنها نزلت في الإمام علي بن أبي طالب لا شك عندهم في ذلك.

ولو افترضنا أنه ليس هناك حديث، وليس هناك كلام حول الآية أنها نزلت في شخص معين، فإننا نحن سنسأل: أنت تتحدث هنا عن مؤمنين قد يتعرضوا لتولي اليهود والنصارى، ومؤمنين قد يرتدون ويستبدل بهم غيرهم، وكلهم يطلق عليهم الذين آمنوا، الذين آمنوا وأنت تقول هنا من جديد {وَالَّذِينَ آمَنُوا} من هم الذين آمنوا هؤلاء؟،الذين إذا توليناهم سنبتعد جداً عن أن نكون معرضين لتولي الكافرين من اليهود والنصارى، أو من أن نكون مرتدين؟!.

هذا سؤال وجيه، سؤال وجيه: من هم الذين آمنوا؟

عندما يقول البعض: الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة [وهم خاشعون]، كان بعضهم يخشع، كان علي بن الفضل يخشع في وادي هناك، وهو [يتعشق للسلطة] كان يتعبد في وادي هناك في اليمن ويخشع، ما الكثير من الناس يسجلون تلاوة القرآن وهم يخشعون، ويصلون عند الحرم، ويصلون في أماكن كثيرة وربما قد يكونوا من المتولين إلى الأعماق ليهود أو نصارى، وهم خاشعون.

من هم؟ من هم؟ لا بد أنهم نوعية من المؤمنين متميزة. لا يجوز لا يجوز أن ننطلق نحن لنفسر الآية بالتعميم، {وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} كلنا مصلين، {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، كلنا مزكين، {وَهُمْ رَاكِعُونَ}: خاشعون، كثير منا خاشعون، في زيود خاشعون، وفي وهابيين خاشعين وفي مالكيين خاشعين وحنفيين خاشعون، وصوفية خاشعون، وفي بوذيون خاشعون وهم ليسوا بمسلمين.

إذاً لم توضِّح لنا الآية إن كان الأمر كما يقول أولئك المفسرون. والمقام مهم، المقام خطير جداً، نقول: آمنوا قد يتولوا يهود ونصارى، يا أيها الذين آمنوا قد ترتدوا، يا أيها الذين آمنوا قد تتولوا اليهود والنصارى، يا أيها الذين آمنوا تولوا الذين آمنوا، مثل آية ذياك صاحبنا [يا أيها الناس اتبعوا الناس] ما هو قال أنها آية؟!.

هذا من محاولة مسخ معاني كتاب الله الكريم، الذي أحكمت آياته وفصلت من لدن حكيم عليم، لا بد أن هناك مؤمنين معروفون بأسمائهم، معروفون بأشخاصهم، هم من يريد منا أن نتولاهم بعد التولي له ولرسوله، وإلا كانت الآية مثل [يا أيها الناس اتبعوا الناس] يا أيها الذين آمنوا اتبعوا الذين آمنوا، يا أيها الذين آمنوا تولوا الذين آمنوا.

فعندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أنتم يا من تسمون أنفسكم مؤمنين والذي يسمى نفسه مؤمناً ماهو نفسه يصلي، ويزكي، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة؟ فتصبح الآيات، يا أيها الذين آمنوا قد تتولوا اليهود والنصارى، قد ترتدوا، فكيف تعملون؟ تولوا الذين آمنوا. فيكون هذا الكلام كلام غير عادي، حتى ولا كلام ناس عقلاء، هكذا يدفع أولئك الذين يحاولون بأي وسيلة أن يدفعوا الآية عن أن تكون نزلت في الإمام علي، يدفعهم إلى أن يجعلوا كتاب الله الذي أحكمت آياته، ولا ككلام الناس، ولا ككلام العاديين، دع عنك البلغاء والعقلاء من الناس.

هذا كله من أجل من؟ من أجل أبي بكر وعمر، من أجل أبي بكر وعمر؛ لأنه إذا كانت الآية في هذا المقام المهم وتتحدث عن نوعية عالية جداً من المؤمنين وتكون في علي بن أبي طالب يعني علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر، إذا طلع علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر فهذه هي الطامة على تسعين في المائة من الأمة، يعتبرونها كارثة عليهم، أن يطلع علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر وعمر. لا. نمسخ الآية بكلها دفاعاً عن أبي بكر وعمر.

فلهذا قلنا: من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق التي تجعله فيها من أولئك الذين وصفهم الله: {بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (المائدة: من الآية54). ولن يكونوا من حزب الله لأنه قال فيما بعد: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة:56) فلن يكون غالباً لأنه ما رضي يتولى الذين آمنوا الذي نزلت فيه الآية، ما رضي أبدا إذا كان رافضاً أن يتولى عليا فلن يكون من حزب الله، ولن يغلب.

والواقع شهد بهذا أنهم غُلبوا وقُهروا وهم أكثر عدداً وأكثر عُدة من اليهود والنصارى، أكثر عدد وأكثر عدة من إسرائيل، وهي داخل بلاد المسلمين، فقهرتهم وأذلتهم وهم أكثر عدداً وأكثر عدة؛ لأنهم لم يكونوا بمستوى أن يكونوا حزب الله، الذين وعدهم الله بأنهم سيكونون غالبين.

لن يكون من حزب الله إلا من؟ من يتولّى التولي الذي رسمه الله هنا في القرآن: {اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة:55) علي بن أبي طالب حينئذٍ سيكونون هم كما كرر من جديد: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} فسيصبح من حزب الله، {وَالَّذِينَ آمَنُوا} فيما بعد، يعني {الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} لكن القرآن لا يخاطب أطفالاً بل يخاطب عرباً فاهمين، أن الذين آمنوا فيما بعد تعني الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، سيكونون حزب الله فعلاً، وحزب الله لا بد أن يكونوا غالبين.

[والآية تشير إلى] خطورة من جانب آخر: أنك لن تكون من حزب الله سواء أنت ستنطلق للجهاد أو لا تنطلق للجهاد إذا لم تكن متولٍ لله ورسوله وللإمام علي بن أبي طالب وإذا لم تكن من حزب الله فستكون من حزب من؟.

هناك حزبين فقط، ستكون من حزب الشيطان، القرآن تحدث عن حزبين: حزب الله، وحزب الشيطان، {أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (المجادلة22) بعد {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المجادلة: من الآية19) إذاً سيكون الإنسان من حزب الشيطان ولن يَغلب ولن يُنصر في مقام المواجهة مع أهل الكتاب. من هم أهل الكتاب؟ هم الآن الدول العظمى والقوى العظمى في العالم، ما كلها باسم يهود ونصارى؟

حزب الله في جنوب لبنان طردوا أمريكا من لبنان، وقد أتت ببارجات تضرب بقذائف ضخمة جداً, قطع قريبة من بيروت، وداخل بيروت مبنى كبير لقيادة الأمريكيين يسمونه [المارينز] حطموا هذا المبنى بعملية استشهادية، وجعلوا الأمريكيين يهربون من لبنان منهزمين، وطردوا إسرائيل من جنوب لبنان، حزب؛ لأنهم فعلاً تمثل فيهم حزب الله، هم شيعة من أولياء علي بن أبي طالب الذين صح توليهم لله ولرسوله وللذين آمنوا، فغلبهم حزب ولم تغلبهم دول بأكملها من ستين مليوناً، من عشرين مليوناً من ستة عشر مليوناً، من خمسة ملايين إلى مائة مليون عربي لم يغلبوا إسرائيل؛ لأنهم لم يصبحوا حزب الله، ولم يكونوا من حزب الله فغلبهم اليهود وهم داخل بلادهم. أليست إسرائيل داخل البلاد العربية؟

ولهذا جاءت الآية قاطعة {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة:56)عبارة (هم) تعني وحدهم، من لا يكونون حزب الله على هذا النحو في مواجهة اليهود والنصارى فلن يغلبوا، هي جاءت بعبارة مؤكدة {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ} أصبح معناها: فهم حزب الله، أو أولئك حزب الله، ثم يقول: فعندما يكونوا حزب الله فإن حزب الله هم الغالبون، و(هم) تعني وحدهم، في مقامات كثيرة في القرآن الكريم، {الْغَالِبُونَ} و[الـ] نفس الشيء تفيد الاختصاص، {الْغَالِبُونَ}. ما هي الغلبة؟ أليست هي القهر للأعداء الذين تتحدث الآيات عنهم، اليهود والنصارى؟

لاحظ الربط المهم، الربط الشديد بين قضية ولاية الإمام علي (عليه السلام) في مقام، وبين التأهيل للأمة في مواجهة اليهود والنصارى، مواجهة اليهود والنصارى في ميدان المواجهة، وتحصين القلوب أيضاً من أن يصيبها مرض فتصبح ممن تتولى اليهود والنصارى، أو ترتد بعد إيمانها، فقال هناك: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} (المائدة: من الآية52).

إذاً فولاية الله ورسوله والإمام علي بن أبي طالب هي فعلاً عندما تملأ القلب ستملأه إيماناً واعياً، ستحصن القلب من أن ينفذ إليه أي ذرة من ولاء لليهود والنصارى أو لأولياء اليهود والنصارى، ستحصن الإنسان نفسه، من يحمل هذا القلب من أن يصبح مرتداً عن دينه، ستحصنه أيضاً من أن يصبح طائعاً لأهل الكتاب، لفريق من أهل الكتاب، كما في الآية الأخرى في سورة [آل عمران]، فيرتد بعد إيمانه كافراً.

إذاً هي مهمة جداً، مهمة جداً في المقامين: في مقام الحفاظ على نفسي بعيداً عن هذه الخطورة العظيمة، وفي مقام تأهيل نفسي لضرب مصدر ذلك الخطر العظيم.

ولكن علياً مهما كبر لديهم لا يساوي شيئاً بالنسبة لأبي بكر وعمر، وأبي بكر وعمر حتى آخر إنسان عربي، حتى آخر ذرة من البلاد العربية، حتى آخر قيمة من قيم الإسلام ومبادئه. أبو بكر وعمر لا يمكن أن يتخلوا عنهم، اللهم إلا أن يفهموا هم من جديد ويعيدوا النظر من جديد، ويتساءلوا من جديد: أنه إن كان هذا هو مصداق للآية ما هم عليه، فلم ينقصهم ولاء، أليسوا متولين لأبي بكر وعمر أكثر من تولينا لعلي؟ يهتفون بأسمائهم في مساجدهم في مدارسهم، في جامعاتهم، في كتبهم يعلمون أطفالهم ونسائهم ويحاولون أن يُشربوا من يلقوه في الطريق أبا بكر وعمر، في المسجد في السيارة في السوق في أي مكان.

فإن كان توليهم هو فعلاً التولي للمؤمنين لأولئك المؤمنين الذين قال الله عنهم في هذه الآية، فهم إذاً لم ينقصهم ولاء، ولم تنقصهم أسلحة، ولا عدد، ولا إمكانيات فلماذا لا يكونوا حزب الله فيغلبون تلك الشرذمة القليلة من اليهود داخل وطنهم؟ لماذا؟

هل أن القرآن غير صادق عندما يقول أولئك حزب الله، ثم يقول: {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}؟. لماذا لم يغلبوا؟ لماذا غُلِبُوا؟ لماذا قُهِروا؟ لماذا أُذِلوا حتى أصبحوا لا يستطيعون أن يستخدموا في مواجهة إسرائيل إلا الحجارة، أصبحوا لا يستطيعون أن يستخدموا في مواجهة إسرائيل إلا الحجارة؟

فمن أين الخلل؟ هل أن القرآن غير صادق؟ لا. ولم يقولوا هم: أن القرآن غير صادق. إذاً الخلل من آخر الآية {وَالَّذِينَ آمَنُوا} أنتم صرفتموها إلى آخرين إلى آخرين هم من هزموا أمام أقلية من اليهود، فكيف يمكن لأوليائهم أن يهزموا أعتى يهود في تاريخ اليهود هم، أعتى قوة يهودية في تاريخ اليهود هم.

لأن رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) عندما جعل أبا بكر قائداً في غزوة خيبر وهو يحاصر خيبر فرجع منهزماً، ثم في اليوم الثاني عمر فرجع منهزماً، ثم في اليوم الثالث علي وهو كان [أرْمَداً]؛ ليقول: أن الأمة بحاجة إلى علي حتى وإن كان في مقام قد تعتقد أنه لا ينفع فيه. فنحن نحن بحاجة أن نتولى علياً (عليه السلام). وإن كنا نعتقد أن علياً لن يخرج بسيفه فيقاتل.

عندما كان أرمداً لا يبصر موضع قدميه، ألم يكونوا يرون بأنهم لا يحتاجون إلى علي؟ فعندما قال رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم): ((لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) نفس الآية التي قالت: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: من الآية54) نفس المنطق يضعه رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) على علي: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يديه)).

أبو بكر رجع منهزماً، عمر رجع منهزماً، فليفهم أولياؤهم أنهم سيظلون منهزمين أمام اليهود؛ لأنه إذا كان قد هُزم الكبار من يجعلونهم قدوة لهم فسيُهزم الصغار؛ لأن أي واحدٍ منهم يرى بأنه ليس في مقام أبي بكر وعمر. صح؟ إذاً أبو بكر قد هُزم، وعمر قد هُزم فبالأولى أن يهزموا هم وسيهزم، لقد هُزموا هم وهزم أولياؤهم من بعدهم الآن أمام اليهود وأمام الصليبيين، وأمام المغول، وكم هزائم حصلت عليهم في تاريخ هذه الأمة.

إذاً ماذا ينقصهم؟ لا ولاء لأبي بكر وعمر، هم يتولونهم إلى النخاع، ولا عَدد ولا عُدة فلماذا لم يكونوا حزب الله؟؛ لأنهم عندما صرفوا هذه الآية عن علي ليلبسوها أبا بكر، وأبو بكر لا تتلبس عليه، كبيرة عليه، وسيعة عليه، أكمامها طويلة، تغطيه ما عاد ترى أبا بكر بكله.

عندما صرفوها إلى ذلك هم عمُوا هم عن الحل فلهذا قلنا سابقاً أن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل، أليست طامة؟ طامة هذه.

وراء العمى عن الحل، الحل هنا لكن من يتولي أبا بكر وعمر لا يرى حلاً، لا يعرف سبب المشكلة، ولا يعرف حل المشكلة.

لهذا قلنا بالنسبة للشيعة هم عليهم هم من يتبنون العمل بعيداً عن أولئك؛ لأنهم هم من يمكن أن يكونوا هم حزب الله، نحن ليس لدينا عوائق من هذا النوع، نحن لا نحمل أبا بكر على جنب وعمر على جنب، فندخل إلى آيات القرآن نرْكلها آية كذا وآية كذا، ورسول الله كلمة منه تأتي في علي نرْكُلها كذا وكلمة كذا، ونحن محافظين على أبي بكر وعمر، نحن لا نتولاهم، فنحن أقرب إلى أن نتولى علي، بل يجب علينا في هذا العصر بالذات أن نرسخ جداً جداً ولاءنا لله تعالى ولرسوله وللإمام علي (عليه السلام) حتى نحصن أنفسنا، وحتى نكون جديرين بأن نكون حزب الله وسنكون حزب الله فعلاً. إلا إذا كنا لا نثق بالله إذاً نصحح ولاءنا معنى ولاءنا نكون مع الله، منشدين مع الله، نثق بالله، نسير على هديه، نصدق ما وعد به، ونثق بما وعد به. ليكون هم الشيعة الجديرون بأن يكونوا هم الغالبون.

فإذا كان الشيعة الإمامية كما نراهم الآن، أليسوا هم متميزون من بين العرب جميعاً بموقفهم العالي من بين العرب؟ أليسوا هم رافعين رؤوسهم من بين العرب في إيران وفي جنوب لبنان؟ من لديهم ولاية الإمام علي، وسنكون نحن الزيدية جديرون بأن نكون أعظم قوة منهم لأن ولاءنا للإمام علي ولأهل البيت - فيما نعتقد - هو أكثر إيجابية من ولائهم هم لهم فتلك فقط شذرة من شذارت ولاية الإمام علي أعطتهم هذا المقام العالي، وعندما ألقوا بأبي بكر وعمر من فوق جنوبهم [واحد كذا وواحد كذا] وتولوا علياً أصبحوا في هذا المقام.

السُّنـِّي الوهابي يُجَنُّ من حديث مثل هذا، يُجَنُّ، وهو مستعد أن تتحطم الأمة كلها ولا يتخلى عن أبي بكر وعمر. إذاً إذاً فأنت تشهد على أنك تعيش المشكلة وتعمى عن حل المشكلة، وأنك تحب المشكلة نفسها: أن تتحطم هذه الأمة ولا تتخلى عنهم.

إذا كنت تعتقد أنما يقال ما يصدر من مثل هذا القول قول غير حقيقي فارجع أنت إلى القرآن الكريم وارجع إلى واقعك أنت، انظر ما الذي ينقصك، إن كان {وَالَّذِينَ آمَنُوا} هم أبو بكر وعمر أو الصحابة كما تقول فأنت تتولاهم وتهتف بولائهم أكثر مما نتولى علياً وأنت لا ينقصك عدد ولا ينقصك عدّة، ومن يحكمك هم من توجب طاعتهم، هم من ينسجم حكمهم مع القرآن - من وجهة نظرك - إذاً فلماذا لا تكونون حزب الله؟ فعلاً لأنهم غير جديرين بأن يكونوا حزب الله، هناك خلل واضح هم لا يكادون يعترفون به إطلاقاً.

فمن الحماقة نحن أن نرتبط بهم، أو نفكر بأن بالإمكان أن نتوحد معهم إذا توحدنا معهم فهم يريدون أن نتوحد معهم تحت رايتهم، هم لن يقبلوا أي واحدٍ من أهل البيت أو من شيعة أهل البيت، من أولياء علي ليلتفوا حوله؛ لأنه عندما يصعد سيواجه بأنه رافضي خبيث، كما عملوا بالخميني نفسه، وكما عملوا بحسن نصر الله، وكما عملوا بحزب الله بكله، لا يتكلمون عن حزب الله بكلمة ولم يتكلموا عن عباس الموسوي ولا عن حسن نصر الله ولا عن أولئك الذين قادوا ذلك الحزب الذي هو حزب الله، لم يتكلموا عنهم بكلمة؛ لأنهم [روافض خباث!]، فأن نتجه نحن نحوهم نـتوحد تحت رايتهم نحن سندخل في المشكلة وسنعمى كما عموا.

إذاً فالشيعة وخاصة الزيدية هم فعلاً من يكونون جديرون بأن يكونوا هم حزب الله الغالبون إن وثقوا بالله وعززوا ولاءهم لله ولرسوله وللإمام علي.

اللهم وفقنا، واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم الغالبون، واجعلنا من جندك

فإن جندك هم المفلحون وهم المنصورون.

وصدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

الدرس الأول- من دروس المائدة
بتاريخ: 13/1/2002م
اليمن صعدة.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر