طبعاً انشغلنا إلى حَدٍّ كبير بالتصَدّي للعدوان، وكان انشغالنا بشكل كبير جِدًّا، أخذ معظم اهتمامنا، وأكثر عملنا، وأكثر مجهودنا، أخذه هذا الاتجاه، التصَدّي للعدوان، وبالذات أن الخطر كبير ومصيري فيما يتعلق بالعدوان، أنا اليومَ لا أتحدث لأتنصل عن المسؤولية، بالرغم من أننا قد نكون في مستوى العديد البشري في مُؤَسّسات الدولة أقل من 1%، وقد نكون نمثّل الرُّبع أَوْ أقلَّ من الربع في المستوى الأعلى للدولة، في الوزراء وفي غيرهم، ولكن لا أقصدُ هذا الكلام تنصلاً عن المسؤولية، أنا أعتبرُ أنصارَ الله لا يزالون مسؤولين إلى جانب غيرهم، مسؤولين إلى جانب الإِخْوَةِ في المؤتمر، وإلى جانب الإِخْوَةِ من بقية المُكَوّنات والأحزاب الحاضرة في مُؤَسّسات الدولة، والممثلة في مُؤَسّسات الدولة، الكل يتحمل للمسؤولية، لكن من الظلم ومن الغبن من المغالطة ومن الخداع، من الخداع السياسيّ أن البعض “بيحي يقول: يا أنصار الله وين المرتبات، يا أنصار الله هناك فساد، يا أنصار الله هناك مدري ما هو ذاك” وأنت، أنت أين أنت؟ أنت كمؤتمر أين أنت؟ أَوْ أي حزب آخر؟ ألست حاضراً في مُؤَسّسات الدولة؟ ألست شريكاً في الهمّ والمسؤولية؟ ألست متواجداً أكثر من غيرك في هذه المُؤَسّسات، وحاضراً في أغلبها أكثر من غيرك؟! بلى، المسألة واضحة.
ابتزازٌ سياسيّ أو شُغل عداوة بعناوين حروب ماضية
نحن في مرحلة لا تجوز فيها ممارسة الابتزاز السياسيّ، ولا يجوز فيها التعامل مع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها نتيجة للعدوان بشكل غير مسؤول، إما ابتزاز سياسيّ، “والا شغل عداوة، البعض بيشتغل شغل عداوة، مش شغل إنْسَان مسؤول” حريص على تصحيح أَوْ إصلاح وضع، أَوْ معالجة خلل، لا، “بيشتغل” شغل من يكره، من يبغض، من يعادي، من يحقد، حتى البعض يستخدم عناوينَ استخدمت في فترات ماضية أثناء حروب داخلية، أثناء اعتداءات، “وبيحي اليوم يشغلها، وهذا ما يشرف أحد أبدا”، أن يستحضرَ عناوينَ كان يستحضرُها أيام الحروب الداخلية وأيام المشاكل الداخلية.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017