مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يجب على الإنسان أن يراجع نفسه في هذا اليوم ثم يختار في أي موقف يجعل نفسه، تحت أي راية. إن مأساة الأمة قائمة ومستمرة منذ مأساة كربلاء، ومدرسة الطغيان يتخرج منها الكثير من أمثال يزيد وأسوأ من يزيد، ويزيد وابن زياد أساتذة في الطغيان كما هو حال فرعون، كما هو حال النمرود، كما هو حال كل الطغاة الذين تحدث عنهم التاريخ، وعلى خطاهم وفي دربهم يتحرك المجرمون للتنكيل بالشعوب وبوحشية وإجرام تطال حتى الأطفال الرضع على سنّة من آل فرعون. فالواقع والمشكلة والتحدي لم ينته بعد، لم ينته بعد، مدرسة الطغيان موجودة والمتخرجون منها كثر يمارسون ظلمهم وطغيانهم وإجرامهم بحق الأمة، وقد عانت أمتنا الإسلامية كثيرًا وكثيرًا.

آن الأوان للتغيير، المشروع الذي تحرك به الإمام الحسين من قبل ألف وثلاثمائة وسبعين عامًا آن الأوان لنبذ الأشرار وشرهم والمفسدين وفسادهم وطرد المستبدين والطغاة، لا يجوز للأمة أن تسكت لهم ليتحكموا بها أكثر مما قد حصل في الماضي، يكفي الأمة ما قد وصلت إليه، يكفي الأمة الإسلامية قرونًا طويلة مئات السنين من الاستبداد والظلم والقهر والانحطاط ونتيجتها واضحة.

لقد آن الأوان لتصحح الأمة وضعيتها وتتجه لبناء حضارة راقية متميزة قائمة على العدل، متميزة بالقيم، والمشروع الحسيني القرآني المحمدي لتصحيح مسار الأمة والإصلاح فيها يجب أن نستمر فيه بثبات وعزم وإيمان في مواجهة فساد وإجرام وطغيان أشكال يزيد، وتلامذة يزيد، من حاملي لواء الظلم والاستبداد الجائرين الظالمين المفسدين في عصرنا وزماننا.

وثوراتنا العربية يجب أن تستفيد من الحسين وتتمسك بمشروعه وتحمل روحيته وتقتبس من عزمه وثباته، القيم والروحية والعزيمة والرؤية الحسينية هي الضمانة لاستمرارية الثورات العربية حتى تحقيق أهدافها في مواجهة مسار احتوائها؛ لأن هناك جهدًا كبيرًا ومكائد كبيرة ومكر كبير لاحتواء الثورات العربية لإفشالها، للحيلولة دون تحقيق أهدافها، ولذلك يجب أن نقتبس في ثوراتنا من روحية الحسين، من ثباته من عزمه، وحينها لن يستطيع أحد أن يقف بوجهنا مهما حاول، مهما كان كيده ومكره، ومهما كانت التحديات والضغوط.

أيها الإخوة والأخوات: مع انبثاق فجر الحرية ونسيم الفرج ونحن نرى لواء العزة ارتفع في فلسطين وفي لبنان ونرى مخاض الثورات العربية ما على الشعوب إلا أن تواصل المشوار حتى تحقيق الغاية بالتغيير الحقيقي ، الحقيقي الملموس؛ لأن هناك مكر كبير تلبيس في واقع الأمة، يعتمدون على التغييرات الشكلية، تغييرات شكلية لا مضمون لها، لا أثر لها في الواقع، لا فائدة منها، لا يكفينا في ثوراتنا العربية أن نكتفي بتغيير بعض رموز الظلم والإبقاء على رموز للظلم يواصلون مشوار أولئك، يواصلون النهج نفسه والطريقة نفسها ثم لا نلمس أي تغيير حقيقي في واقع الحياة.

وحذاري من التراجع في وسط الطريق، يجب على شعوبنا العزيزة الثائرة أن تحذر وتحذر وتحذر من التراجع، لا يجوز أن تكل الشعوب ولا أن تمل وتتراجع، ولا أن تخمد فيها روح الثورية والعزة، يجب الاستمرار؛ لأن التراجع يشكل خطورة كبيرة ويهيئ من جديد لعودة الواقع إلى أسوأ مما كان عليه بكثير، الحل هو الاستمرار، الاستمرار والمواصلة حتى النصر وحتى تحقيق الأهداف المعلنة والمحقة والعادلة.

أيها الإخوة والأخوات: من عمق المأساة ومن غور الجراح نزف البشرى إلى أمتنا في ميلاد فجرها الجديد ونسيم روحها فعسى ولعل برحمة الله وبفضله {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ}، {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ} أن يكون الله قد أذن وأراد وهو الفعّال لما يريد، والمتغيرات والأحداث والوقائع المستجدة ومن آخرها الإخفاق الإسرائيلي والفشل الذريع والهزيمة في عدوان الثمانية أيام على شعبنا الفلسطيني في غزة، والنصر الإلهي للمستضعفين الصابرين الصامدين في غزة فيما يحمله من دلائل مهمة وعبر ودروس لشعوب أمتنا، وما يعززه من أمل وثقة بالله وإبطال لتعللات اليائسين وتبريرات الخائنين.

إن إرادة الشعوب حينما تترجم إلى عمل ومواقف مع الاعتماد على الله وتمسك بالقيم هي المنتصرة، والشواهد في لبنان وفلسطين وغيرها بشائر تشهد وتدل على إرادة الله بميلاد عهدٍ جديد للأمة، عهد الحرية والعزة والكرامة والعدالة، عهد الخروج من البؤس والحرمان والإذلال إلى العزة والسعادة والرخاء، عهدٌ تستعيد فيه الأمة إرادتها المسلوبة وقرارها المصادر فيكون لها إرادة ولها موقف ولها كلمتها المسموعة، وما عليها إلا التوكل على الله، ومواصلة المشوار بجدٍ واهتمام وبوضوح في الرؤية والأهداف وإصرارٍ على تحقيقها وببصيرة ٍ عالية.

إن استمرارنا في الثورة الشعبية وتمسكنا بها نابعٌ من انتمائنا لهذه الثقافة ولهذا المسار الحسيني المحمدي القرآني.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى عاشوراء للعام الهجري 1434هـ.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر