وبالتالي استمرارية هذا العدوان ستحتم علينا– كشعبٍ يمني- الإقدام على خطوات استراتيجية كبيرة، ليس هناك مناصٌ من ذلك إذا استمر العدوان، صحيح هناك خيارات كبيرة وفاعلة وضاغطة ومهمة، ويمكن أن تؤسس لمراحل وتطورات كبيرة في المنطقة، ولكنّا حرصنا على أن نتحاشى كثيراً التعجل لمثل هذه الخطوات، وأن نعطي الفرصة لهذا النظام السعودي المجرم ليتراجع عن عدوانه، ليكف عن عدوانه غير المبرر.
ولكن إذا استمر العدوان، فأنا أقول- في المقدمة- لكل المكونات داخل هذا البلد ولكل الفئات: حينها يتوجب علينا التوجه جميعاً نحو هذه الخيارات الاستراتيجية والكبيرة مهما كان يمكن أن ينشأ عنها من تطورات؛ لأنه حينئذٍ ما الذي يمكن أن نراهن عليه، على الأمم المتحدة؟ نحن نرى واقع الأمم المتحدة، حالة مسكينة، أو نراهن على موقف متعقل من المجتمع الدولي، ليتعقل الآن، المجتمع الدولي، الأمريكيون أنفسهم ليكلموا عميلهم هذا وسفيههم هذا المعتدي الغشوم، لينصحوه، ليقولوا له: [خلاص يكفي]، وليوقفوا هم تماشيهم مع هذا العدوان، وتوفيرهم الغطاء له، وإدارتهم له، وإلا فلن يتحمل شعبنا اليمني المسؤولية عن كل التطورات التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا العدوان الوحشي الإجرامي، ولا عتب على شعبنا اليمني ولا مسؤولية عليه؛ لأنه مظلوم، ما الذي يفعل؟ هذه المواجهة بكلها كانت حتميةً على هذا الشعب، هذا الشعب لم يكن هو الذي اتخذ القرار بشن عمليات هجومية على النظام السعودي، ولا فعل أي شيء بالنظام السعودي، النظام السعودي- تحت راية أمريكا ومن خلفه إسرائيل- هو تقدم إلى هذا العدوان، وباشر هذا العدوان، وتحرك في هذا العدوان معتدياً بغير وجه حق، وبالتالي هو من يتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والتاريخية، وكل ما يمكن أن ينشأ نتيجة عدوانه، وكل ما سيترتب على عدوانه هذا من تبعات ونتائج.
اليوم هذه المواجهة هي حتمية بالنسبة لشعبنا اليمني الذي انتظر أربعين يوماً قبل أن ينفذ أي عملية رد على هذا العدوان، هل هناك شعب آخر يمكن أن يتحمل أربعين يوما؟ وأثبت بهذا لكل دول المنطقة ولكل العالم كذِبَ وزيف الادعاءات التي يسوّق لها ويروج لها النظام السعودي، هو كان يقدم هذا الشعب على أنه يمثل خطورة على المنطقة بكلها، ولكن تجلى أن من يمثل خطورة هو النظام السعودي، وأن شعبنا اليمني ليس عدوانياً نهائياً، هو شعبٌ حضاريٌ، له أخلاق، له مبادئ، له قيّم، أما النظام السعودي فهو الذي اعتدى. بعد أربعين يوماً بدأ هذا الشعب يرد، وبدأت مستويات الرد- أيضاً- متفاوتة، منظمة، تتيح الفرصة لذلك النظام السعودي المجرم لأن يراجع حساباته، لأن يتعقل، ولكن لحدِّ الآن لم يتم شيء، العدوان استمر، الوحشية كبيرة، الإجرام فضيع جدًّا.
وبالتالي حينما يستمر هذا العدوان، وبدون أفق، ويرى شعبنا اليمني أن هذا العدوان لم يتوقف، حينها لا يبقى من خيار إلا الدخول في تلك الخيارات الكبيرة، وحينها يتوجب على كل المكونات في هذا البلد التعبئة الشاملة على كل المستويات لتلك الخيارات؛ لأنها ستصبح- حينئذ- خيارات ضرورية، إذا لم يتوقف العدوان ستصبح- بالتأكيد- خيارات ضرورية، وإلا من ننتظر؟ نترك لهم المجال؟ هم لا إنسانية فيهم، لا شرف لديهم، لا أخلاق، لا قيم، ليس عندهم أي اعتبارات، متوحشون بكل ما تعنيه الكلمة، من يرتكب مثل تلك الجرائم، من يستهدف حتى الأسواق، التجمعات البشرية في الأسواق في المحافظات هنا وهناك، في الشمال وفي الجنوب بكل هذا الإجرام، متوحش، لا إنسانية لديه، ولا حتى قدراً من الاعتبارات التي يراعيها البشر في صراعاتهم، هذا لا يراعي أي شيء، عنده أن لديه فلوس؛ فخلاص يعمل ما يشاء ويريد، وسيقسم فلوسه هنا وهناك: لمجلس حقوق الإنسان، للأمم المتحدة، لدول هنا وهناك، وتوفر له المزيد من الغطاء، وما هناك مشكلة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي: 1436هـ.