مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

صاحبَ جهود و مساعي نشر الديمقراطية ظاهرة اخرى ، تستحقُ الدراسة و التحليل ، وهي التعّدي و التجاوز على القوانين و الشرعيّة الدوليّة والمواثيق و الاتفاقيات الدولية و الامميّة.

العدوان على اليمن وقتل عشرات الآلاف لا مبرر له وهو مخالف للقوانين والأعراف الدولية ولم يكن هناك ما يستدعي لشن العدوان .. الاتفاق النووي الايراني الدولي ، كان ايضاً اتفاقاً أُممياً ، تنصّلت عنه ادارة الرئيس الامريكي السابق ترامب ؛ تواجد القوات الامريكية في سوريّة ، شرق الفرات ، واستغلالها لحقول النفط ، حصِلَ من اجل نشر الديمقراطية ، وهو امرٌ ،بكل تأكيد مخالف للقوانين الدولية ولميثاق الامم المتحدة ؛ و الشواهد عديدة مِن فلسطين الى فنزويلا .نجحت المساعي الامريكية ليس في نشر الديمقراطية ، و انما في نشر ثقافة  انتهاك سيادة الدول والتدخل الغليظ في شؤونها و التجاوز على القوانين و الاتفاقات الدولية .

وماذا عن نتائج سياسة نشر الديمقراطية ، و بالتعدّي والتجاوز على الشرعية والقوانين و المواثيق الدولية وانتهاك سيادة الشعوب ؟

بالتأكيد تضرّرت كثيراً دولاً وشعوباً ، ويُعدْ ضررهم تضحيات و انتصار لمستقبلهم و دفاعاً عن كرامتهم وسيادتهم ، ولكن خسرت امريكا كثيراً من مكانتها و هيبتها و نفوذها في العالم وفي منطقة “الشرق الاوسط” .

فقدت امريكا الآن قدرتها في ممارسة سياسة الاملاءات و الابتزاز مع الحلفاء و الاصدقاء ، وفشلت في سياسة المواجهة و التحدي مع الخصوم و الاعداء .

وقد تستفحل ، في الثلاث سنوات القادمة ، حالة صدام حضارات بين غرب ، شعاره وديدنه بناء مجتمع مثلي ، وحضارة شرق قائمة على منع و مكافحة المثليّة و اعتبارها ظاهرة شاذة وهدّامة للاسرة والمجمتع و القيم و الاخلاق ، ومنافيّة للفطرة البشرية ؛ والسبب الثاني الذي   يجعل دول مجتمع” الميم ” تستهدف المجتمعات العربية و الاسلامية هو استخدام الظاهرة كوسيلة اخرى من الوسائل الصّادة و المضّادة للتمدد الاسلامي الذي تشهده المجتمعات ، ولما تتميّز به المجتمعات العربية و الاسلامية من قدرة و رغبة على الانجاب ،والتمسّك بمفهوم واصول الاسرة ، حيث من بين اهداف التشجيع على ممارسة المثليّة ، وعلى المدى الطويل ، هو تحديد النسل وتقليص عدد السكان في العالم .

و توظّف امريكا وبعض دول الغرب وسائل مختلفة لترويج ونشر ثقافة المثلية كرفع رايات قوس قزح ،والتي تعبّر عن مجتمع الميم ، و توزيع منشورات ، وتبني شعارات ، دالة على المثليّة ، وتضمين مواضيع تشجّع على ثقافة المثليّة في المناهج الدراسية لمختلف المراحل .

 

رفع رايات المثليّة على سفارات امريكا في لبنان وفي تركيا و دول اخرى ، امرٌ له دلالات عديدة ،اهمها هو تبني رسمي وسيادي امريكي لهذه الظاهرة ، و رسالة الى الدول المعنيّة بمدى اهمية و استراتيجية الموضوع لدى الادارة الامريكية

امريكا لم تترّدد بالتصريح بنيتها بفرض عقوبات اقتصادية و قانونية على اوغندا بسبب مصادقة الرئيس الاوغندي على مشروع قانون بفرض عقوبة الاعدام على مَنْ يمارس المثليّة في أوغندا . وتتداول معلومات عن قيام امريكا بتخصيص ١٢ مليون دولار كمساعدات لثلاث جامعات عراقية وافقت على تضمين مناهجها و برامجها الدراسية على معلومات عن المثليّة ، في اطار الحريات و حقوق الانسان ( حول الموضوع ،انظر صحيفة رأي اليوم ، بتاريخ ٢٠٢٣/٦/١٦ ، تحت عنوان اكبر احتفال في البيت الابيض …) .

شهدنا في مرحلة فرض الديمقراطية ، والتي قادتها الولايات المتحدة الامريكية ، تجاوز و اعتداء على سيادة الدول و على القوانين و الاتفاقات الدولية ، ولمْ تكْ نتائج المرحلة في صالح الولايات المتحدة الامريكية ،حيث انعكست سلباً على مكانتها ونفوذها ، و تسعى اليوم امريكا في نشر و فرض المثليّة وعلى حساب القيم الاجتماعية و الانسانية ، وسترّدد نتائج المرحلة والمسعى سلباً على مصالح ومكانة امريكا وستصبح الهّوة اكبر بين العالم العربي و الاسلامي و أمريكا

د. جواد الهنداوي كاتب عراقي


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر