المؤمن يكون هدفه وهمّه هو أن يحقق رضوان الله في حياته, وأن ينصر القضيّة الّتي يؤمن بها, ويضحّي من أجلها, فيبذل نفسه وماله في سبيل الله, وهو مستعدّ لأن يضحّي بنفسه في سبيل الله فيكون شهيداً عند الله من أجل دينه وقضيته المحقّة الّتي يتحرّك ويضحّي من أجلها فيكون دمه الذي يبذله, وروحه الّتي يضحّي بها هي الوسيلة المهمّة لتحقيق النّصر, يقول السيد: (المؤمن هدفه هو أن يحصل على رضى الله، وأن يكسب رضى الله، وأن يكون في أعماله ما يحقق رضى الله، وأن النصر الذي يريده، النصر الذي ينشده هو نصر القضية التي يتحرك من أجلها، هي تلك القضية التي تتطلب منه أن يبذل نفسه وماله، فإذا كان مطلوب منك أن تبذل نفسك ومالك فهل ذلك يعني بالنسبة لك نصراً مادياً شخصياً؟ الذي يبذل ماله ونفسه فيقتل في سبيل الله، هل حصل نصر مادي له شخصي؟ هو انتصر للقضية، هو حصل على الغاية التي ينشدها، حتى وإن كان صريعاً فوق الرمضاء، ألم يصبح شهيداً؟ حظي بتلك الكرامة العظيمة التي وعد الله بها الشهداء، دمه ودم أمثاله، روحه وروح أمثاله، أليست هي الوسيلة المهمة لتحقيق النصر للقضية؟) محاضرة معنى التسبيح.
ويضيف السّيد أنّ المؤمن لا ينظر إلى نفسه, ولا يسعى لتحقيق النّصر الشّخصي لنفسه, ولمواقفه, وأهدافه الخاصّة, بل تكون نظرته ورؤيته كبيرة جدّاً, وقضيّته الّتي يجاهد ويضحّي من أجلها هي قضيّة الدّين بكله, والعمل لإعلاء كلمة الله ونصر دينه, وتكون مسيرته هي المسيرة الطويلة الّتي سيتحقّق لها النّصر عاجلاً أم آجلاً فتكون روحيّته مشدودة نحو الله, وثقته عظيمة بنصر الله, سواء على يديه, أو على يد المجاهدين من وراءه, يقول السيد: (المؤمن لا ينظر إلى نفسه، النصر الشخصي، المقصد الشخصي، قضيته الخاصة، خِطته المعينة، موقفه الخاص, المسيرة هي المسيرة الطويلة: العمل على إعلاء كلمة الله، النصر لدين الله, في هذه المرة أو في المرة الثانية أو في المرة الثالثة، إن لم يكن على يديك أنت فقد يكون على يد آخرين ممن هيأتهم أنت، وهكذا.. حتى تنتصر، ولا بد أن يتحقق النصر) محاضرة معنى التسبيح.
ويؤكّد السّيد أنّ الشّهيد منتصرٌ عندما يسقط صريعاً في سبيل الله, لأنّه بذل ماله ونفسه في سبيل الله, وعمل ما يجب عليه أن يعمله, ولأنّه لا بدّ في مسيرة الدّين والقرآن الكريم أن يسقط شهداء في سبيل الله ولو على مستوى عظيم وكبير, وأنّ هذه التّضحيات هي الّتي تثمر نصراً, وعزّاً, وكرامة, فالمؤمن في مسيرته الجهاديّة لا يتراجع, ولا يضعف أبداً مهما حصل من تضحيات, ومهما سقط من شهداء, بل يستمرّ في حركته وجهاده حتّى يحقق الله إحدى الحسنيين إمّا النّصر وإمّا الشّهادة, لأنّ من يضطرب, ويضعف, ويهتزّ في الشّدائد, والحروب, والصّراعات هم ضعفاء الإيمان, وعديمو الثّقة بالله سبحانه وتعالى, يقول السيد: (وأنت منتصر أيضاَ عندما تسقط شهيداً في سبيل الله، أنت منتصر أيضاً، أنت عملت ما عليك أن تعمله فبذلت نفسك ومالك في سبيل الله, فأن يرى المسلمون, أو يرى المؤمنون بعضهم صرعى في ميادين الجهاد, كما حصل في يوم أحد، ألم يتألم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما رأى حمزة صريعاً؟ وصرع كثير من المجاهدين، ولكن هل توقف بعدها؟ لم يتوقف أبدأً، وإن كانت تلك خسارة أن يفقد أشخاصا مهمّين كحمزة لكنه نصر للمسيرة، نصر لحركة الرسالة بكلها.. ولا بد في هذه المسيرة أن يسقط شهداء، وإن كانوا على أرفع مستوى، مثل هذا النوع كحمزة سيد الشهداء.
المهم أننا نريد أن نقول: أنه في حالات الشدائد، في حالات الشدائد وهي الحالات التي يضطرب فيها ضعفاء الإيمان، يضطرب فيها من يفقدون نسبة كبيرة من استشعار تنزيه الله سبحانه وتعالى، الذي يعني تنزيهه عن أن يخلف وعده وهو القائل: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40]) محاضرة معنى التسبيح.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.