مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} (المائدة من الآية: 67) يعني دينه {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ} وإن لم تبلغ فكأنك لم تبلغ دينه {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} أي: يمنعك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ودخل في الآية الثانية!!

هنا يقدم القضية هذه لأهميتها، ما هو الذي يجعلهم يمرون من عليها بسرعة؟ أليس لأن أبو بكر فوق جنبه؟ إذا أبو بكر فوق جنبك، وعمر فوق الجنب الثاني، لن تبصر القرآن، حقيقة، تصل عند قضايا هامة جدًا مثل آية الولاية السابقة، ومثل هذه الآية.. يعني من أبرز الآيات التي قدمت بشكل هام، وأعطيت أهمية كبيرة هناك: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة: 56) وهنا تقدم بهذا المعنى الذي سمعناه، بشكل هام جدًا، وفي الأخير يمشي حالها؛ لأنه ـ يقولون ـ أنها نزلت في علي، وفي شأن ولاية علي، وهو لا يريد أن يكون علي فوق أبو بكر، ولم يعد هناك وساع معه لعلي؛ لأنه قد واحد على الجنب الأيمن، والثاني على الجنب الأيسر، لا يدري أين يضع علياً.

 إذًا هم يشغلون أنفسهم بالدفاع عن أشخاص مضوا وضيعوا أنفسهم، وضيعوا الأمة في حاضرها الآن، وضيعوا الدين؛ لأنه سيكون موقفهم ضعيفا من الناحية الدينية في مقام الحجاج للآخرين، أنت عندما تورط نفسك في قضية باطلة فعلا يكون موقفك ضعيفاً دائماً، وتسيء إلى دينك، تسيء إلى دينك، ويكون في الأخير ثمن تولي أبي بكر وعمر وعثمان، ثمن توليهم الأمة، والدين، والرَّجال نفسه، ودنياه وآخرته، أليست هذه خسارة؟!.

 لا. اترك القرآن على أصله، اترك كل قضية على أصلها، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) نقول: قال: ((هذا علي مولاه)) لماذا تحاول تقول: لا. أبو بكر؟ لكان رسول الله سيقول ((فهذا أبو بكر مولاه)) ألن يقول هكذا؟ .

عندما يقول: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) كان ممكن يقول: وأبو بكر بابها، ونؤمن بهذا، ألم يكن هذا ممكنا؟! عندما يقول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) ألم يكن من الممكن أن يقول: أبو بكر؟ فلماذا دائماً، دائماً يحاولون أن يقحموا أبا بكر في المكان الذي وضع الله فيه علياً، ووضع فيه رسوله علياً؟!. ((على مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي)) ألم يقل هكذا؟ وهم يروون الأحاديث هم باسم علي، يعني: فيها لفظ علي، علي، علي ..الخ، يقولون: لا، يحاولون أن يغطوا عليها من أجل أن لا يلزم أن يكون خيراً من أبي بكر، من أجل أن لا يلزم أن يكون أفضل من أبي بكر! هذه لو كانت صحيحة لعملها رسول الله بدون أن تتعب نفسك، لكان سيضع أبا بكر محل علي دائماً في كل واحدة من هذه الروايات التي أنتم تروونها، لكان قال: (( أبو بكر مع الحق والحق مع أبي بكر )) ولما قال: (( علي )) ألم يقل: (( علي مع القرآن والقرآن مع علي )) لكان بالإمكان أن يقول: (( أبو بكر مع القرآن والقرآن مع أبي بكر )) أو يقول: (( عمر مع القرآن والقرآن مع عمر )) هذا موقف محرج فعلا، ويوقعهم في إحراجات، وأيضاً ربما مع الهجمة الثقافية من قبل اليهود تراهم في مواقف سيئة، وضعيفة فعلاً، يعني: سيصبحون في مواقف ضعيفة وسيئة في مواجهة الشبه التي تأتي من جانب اليهود ضد الإسلام، بكل تفاصيله.

 فعندما يقول البعض: بأنه لماذا نذكر الماضين؟ قلنا نحن نذكر الماضين، ونحاول أن ننقد الوضعية بشكل عام، بشكل تقييم؛ لأن هذا واجبنا، ويجب علينا جميعا بأن نقيم وضعيتنا فننظر ما الذي أدى بالأمة هذه إلى أن تصل إلى ما وصلت إليه، سواء من داخل أهل البيت، أو من غيرهم، وفعلا تناولنا هذا، ألم نتناوله من داخل أهل البيت، من الزيدية، والاثنا عشرية، وغيرهم، ومن داخل السنية، أنه قدم ضلال رهيب جداً أوصلنا إلى هذه الحالة. ليس المعنى أننا فقط ننقد أبا بكر وعمر، نحن ننقد آخرين من داخلنا نحن، من داخل أئمة الزيدية، ومن داخل خط أهل البيت لماذا؟ لأنه لا يجوز أن تضع واحد على جنبك الأيمن، والآخر على جنبك الثاني، وواحد فوق رأسك، وواحد على صدرك، ثم تكون كلما تبدي على القرآن تنظر أولاً هل سيتناسب معهم أو تغطي عليه وتمشي.

 يجب أن يعطى القرآن أولوية مطلقة، وما هو معلوم عن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، معلوم عنه قضية الغدير، معلومة عند المسلمين في مراجعهم التاريخية والحديثة، قضية معروفة، معروف أنه قال: ((علي مع الحق والحق مع علي))، ((علي مع القرآن والقرآن مع علي))، ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي)) هذه من القضايا المعلومة عند الأمة، ما هو الذي جعلها لا قيمة لها؟! سواء آيات قرآنية، أو كلام معلوم من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه قد أحرج نفسه بأشخاص، هؤلاء الأشخاص لا يستطيع أن يمشيك يوم القيامة نهائيا.

 يجب أن تنزه الله؛ لأن القضية في الأخير هي تنتهي إلى أنك تضحي بقدسية الله وجلاله وعظمته من أجل الحفاظ على أشخاص سواء أبو بكر وعمر أو غيرهم، من أجل أنك تحاول تحافظ على نزاهتهم، وأنهم كانوا، وكانوا، القضية ـ مثلما نقول ـ كل قضية تنتهي إلى الله، عندما تراها بأنها في الأخير تتنافى مع قدسية الله وجلاله وحكمته ورحمته وملكه وربوبيته وألوهيته، معنى هذا أنك تورط نفسك، وتتخذ آخرين أندادًا من دون الله، ولذلك كانت ولاية الإمام علي ضرورية بالنسبة للناس؛ لأنها ماذا؟ تزيح من فوق جنبك آخرين، تخليك تبصر؛ ولأن علياً هو الشخص الذي لا يحرجك مع القرآن، أو مع الرسول، منسجم مع القرآن، ومنسجم مع الرسول، لست بحاجة إلى أن تهبط القرآن، بل أن الآخرين يهبطون الله سبحانه وتعالى حتى يتأقلم مع أبي بكر وعمر وعثمان، أو رسوله حتى يتأقلم مع هؤلاء الثلاثة، أو كتابه، هبطوا الدين بكله من اجل يتأقلم معهم، فيتمكنوا أن يلبسوه، كان ضحية.

 ليست المسألة انتهت إلى أنه أبو بكر قفز مكان علي، أي شخص مكان شخص، معناه ماذا؟ هبوط للدين، وحرِّف الدين، وتضليل حتى أوصل الأمة إلى الحالة هذه، ليست المسألة أنه شخص مكان شخص فقط، وأننا فريق علي، وأولئك فريق أبو بكر، وكأننا في نادي رياضي، كل واحد يشجع فريقاً، لا، القضية كانت خطيرة جدًا، الإمام علي شخص متكامل لا تحتاج أن تهبط الدين حتى يمكن يلبسه، لكن الآخرين عندما تحاول أن تطلعه إلى هذا المقام لا يطلع لك، هو لا يمكن يطلع لك، لازم أنت تنزل الدين إلى أن يصير على مقاسه، متى ما نزَّلت الدين حتى يكون على مقاسه أصبح غير لائق بالله، ولا برسوله، ولا بكتابه، وتهبط الأمة فعلاً.

 لذلك لا يجوز للناس أن تكون عندهم هذه الحالة، أمام أي أشخاص كانوا، سواء من الصحابة أو من أهل البيت، أو من باقي الأمة كيفما كانوا؛ لأنك تجد في المقدمة إذا قلنا الصحابة لهم فضل؛ لأنهم صحبوا رسول الله، أليست هذه واحدة؟! وأهل البيت لهم فضل؛ لأنهم ذرية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ترجع إلى رسول الله الكبير وإذا هو إنسان ملزم بأن يستقيم كما أمر، وأنه لو عصى الله لعذبه، ملزم بأن يتبع ما أوحي إليه، أليس النبي يقدم ما أوحي إليه قضية يجب أن يلتزم بها؟ أو أنه يهبط ما يوحى إليه ليكون على وفق أهوائه؟ لا، يجب أن يكون هو ملتزماً، ومستقيماً، وفعلاً كان ملتزما بما أوحي إليه، ومستقيما.

 إذًا فمن نقول بأنه فضل لأنه صحبه، أو لأنه من ذريته، أو نرى أنفسنا في تعاملنا معه، هذا الذي فضل لكونه كذا ترى بأننا قد أصبحنا نطلعه فوق القرآن، وفوق الرسول بكله، يعني ماذا؟ يعني: أننا هبطناه، يعني: أن هذا شخص منحط، عندما ترى نفسك أنك بحاجة إلى أن تهبط الدين حتى يتقايس مع فلان، اعرف هذا فلان هو هابط هو، فإن أمكن ترفعه فلا بأس، إذا أمكن ترفعه مثل الأريل، يرتفع وإلا فاتركه محله، واترك الدين عظيم محله كائنا من كان.

 الآن يواجهوننا بمنطق يشبه منطق السنية داخلنا [فلان أو فلان] وأحيانا بعبارة: [العلماء، أو فلان من أئمة أهل البيت] أو بعبارات من هذه، نقول هذه قاعدة عامة، قاعدة عامة سواء كانوا من أهل البيت، أو من الصحابة، أو من باقي الأمة، أي شخص نرى بأننا بحاجة إلى أن نهبط الدين فنرى أنفسنا ونحن نحافظ على نزاهته في الوقت الذي يكون على حساب قدسية الله، أن هذه قضية تعتبر من باب اتخاذ أنداد من دون الله، ليست قضية سهلة.

 عندما نرى أي إنسان إن أمكن أن يكون منسجما مع الدين إذًا فسابر وإن أدى إلى أن يهبط الموضوع، وأنت تدافع عنه فلا، معلوم، معلوم أنهم وهم يدافعون أحاديث صحيحة لديهم؛ لأن فيها (علي) ويغطون عليها، ويحاولون أن يتأولوها بشكل لا يلزم أن يكون علي أفضل من أبي بكر! ماذا يعني هذا؟ ألا يعني: أن أبا بكر نازل، لو أنه كان يمكن يركب عليه هذا الموضوع وهو على مقاسه، أن يكون هو، اسمه بدل اسم علي في أي حديث من هذه الأحاديث الصحيحة المعلومة الهامة، وليست فقط فضائل هامشية، فضائل أساسية.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الثالث والعشرون – من دروس رمضان]


ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 23 رمضان 1424هـ

الموافق: 17/11/2003م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر