لقد كانت السلطة والنفوذ على مدى العصور هي الطموح والأمل لعشاق السيطرة والتحكم ولو كلفهم الوصول إليها أن يفرشوا طريقها بالقتل والتدمير ومن هنا دخل لهم شياطين الأنس والجن ، وعلى هذا المحك تجلت الفروقات بين قادة التسلط والهيمنة وفرض الذل والخنوع ، وقادة الحكمة والإيمان التى تأبى الضيم وتقود أمتها على الصراط المستقيم .
لقد ظُلِلت الشعوب والأمم بأقاويل الحكام ووعودهم بالتقدم والحياة الكريمة وفرض الأمن والسلام على بلدانهم ، والعمل على تطورها ورقيها وفي باطن وعودهم فرض الهيمنة وجعل الشعوب تحت خط الفقر ؛ كي تظل خانعة ومنقادة دون أن تنطق ببنت شفه وتظل في دائرة السعي للبحث عن أقواتها دون الانتباه لما يحدث في أروقة قصور الرئاسة وبلاط الملوك من فساد ونهب لثروات بلدانهم ، والأنكى من ذلك التوقيع باسم الشعب على اتفاقيات ومعاهدات لها أثر مدمر للأمة حتى على مدى الأمد البعيد ، ومن أمثلتها اتفاقية مكافحة الإرهاب والتي كانت بوابة العبور لبدء فرض الهيمنة الغربية والأمريكية بالأخص على البلدان العربية ، كالعراق واليمن وسوريا غيرها من البلدان ، إلى أن وصل بهم الحال بإعلان من يذود عن القدس ويضع حدا لغطرسة الكيان الإسرائيلي بأنهم أرهابيون ونحن نقصد هنا حزب الله وغيرها من الحركات المقاومة للإحتلال .
تأتي الأحداث لتكشف وتغربل حقائق الحكام من ملوك ورؤساء وقادة ، وتتجلى الرؤية الواضحة مابين قيادات من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله ،
والذين يدينون بالولاء لله ورسوله ولإعلام الهدى ، وقيادات من آل البيت الأبيض الأمريكي ، والذين يدينون بالولاء لقرن الشيطان وربيبته إسرائيل ، لقد كشف الستار عن حقائق تلكم الحكام والرؤساء والذين منهم من اسمى نفسه بخادم للحرمين واتضح انه خادم خائنٌ لها ، ومنهم من كان يهتف بروحه ودمه فداء لوطنه ، واتضح بأنه باع أرواح شعبه وجعلها مستباحة ، وبين من سمي بزايد الخير واتضح أنه زائد وسابقٌ بالشر !
في الجهة المقابلة برزت قيادات شامخة من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله تقول كلمة الحق عند السلطان الجائر ، وتعود بالأمة إلى مصدر عزتها لتنطلق على أساسها وتنال حريتها واستقلالها ، وتكون هذه القيادة في مقدمة المضحين والباذلين لأرواحهم وأهلهم فداء في سبيل الله وفي سبيل الوطن ، ومايؤكد صدقهم وعظيم أفعالهم هو تكالب قوى الشر عليهم ومحاولة طمسهم وتغييبهم ؛ من أجل أن تظل الأمم في تيهها وغفلتها ، فتجعل من الوصاية حرية ، ومن سلب ثرواتها ومقدراتها استثمار ، ومن الخونة شرعية ، ومن المحتل منقذ .
يبقى الرهان الأكبر في وعي الشعوب وبصيرتها والخروج من التيه والرجوع إلى مصدر عزتها والمتمثلة بالقرآن الكريم وأعلام الهدى ، فهم سفينة النجاة من طوفان الظلال والإنحلال الذي تعيشه الأمة ، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
ـــــــــــــــــ
بقلم / بلقيس علي السلطان