مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

خلال كل تلك المراحل وإلى اليوم فشلت تلك الحروب، هناك الكثير من الدروس، والكثير من العبر، والكثير من الحقائق التي تجلت على مستوى البلد، أو على المستوى الإقليمي، فيما يحدث في المنطقة بشكلٍ عام، طبعاً في الحرب السادسة، في أواخر 2009، و2010، بداية 2010 تدخل النظام السعودي واشترك مع النظام اليمني، مع السلطة اليمنية آنذاك، واشترك كلاهما في الحرب، وكلاهما آنذاك تعاون بهدف أن يتمكنوا من حسم المعركة بشكلٍ نهائي، ولكنهم فشلوا.

من بداية الأحداث كان التحرك بإمكانات بسيطة جدًّا، ولم يكن تحركنا في هذه المسيرة من بداية انطلاقتها، منذ الصرخة التي أطلقها السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه"، يستند إلى أي دعمٍ خارجي، ولم يكن له أي ارتباط خارجي، بالرغم من أننا نتبنى موقفنا بشكلٍ واضح فيما يتعلق بأمتنا الإسلامية، بأحرارها، بشرفائها، بقضيتها المركزية، بالإشادة بمواقف الأحرار فيها، باعتبار أن الجميع يجب أن يقف موقفاً واحداً، وأن يتعاون الجميع، لكن المسألة كانت بدافع المسؤولية، باستشعار المسؤولية أمام الله "سبحانه وتعالى"، من منطلقٍ إيماني، ومنطلقٍ واعٍ بطبيعة الظروف والأحداث، وكانت عملية التصدي لكل تلك الاعتداءات من جانب السلطة تتم بالاعتماد على الله "سبحانه وتعالى"، وبجهود متواضعة للغاية، بالإمكانات المتوفرة الشعبية، التي هي موجودة لدى أبناء هذا الشعب، وبمعاناة كبيرة، وبمظلومية كبيرة جدًّا، تفاصيلها كثيرة، وموثقة، والبعض منها أصبح معروفاً خلال تلك المراحل، أو تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام، ولا يزال بالإمكان أن يتجلى، وأن يظهر، وأن يتم تقديمه، ليعرف به الجميع؛ لأن الحرب آنذاك وفي تلك المراحل كان يصحبها تعتيم إعلامي كبير إلى درجة عجيبة.

على العموم بعد كل تلك المراحل وإلى اليوم هناك الكثير من الدروس والعبر:

أولاً: السياسة التي تبنت دعم الموقف الأمريكي، ومناصرة الموقف الأمريكي، والوقوف في الصف الأمريكي، فشلت، فشلت في اتجاهين، فشلت في مواجهة الموقف الحق، هذا التوجه الصحيح، الذي ننطلق فيه في مسيرتنا القرآنية بالاستناد إلى هدى الله "سبحانه وتعالى"، بالاستناد إلى إيماننا، إلى الحق الواضح، إلى الموقف الصحيح بكل ما تعنيه الكلمة، فهم فشلوا في إسكات هذا الصوت، في إيقاف هذا العمل، من واقعٍ كانوا يواجهوننا فيه، ونحن في غاية الاستضعاف، نتحرك على مستوى العدد مجاميع بسيطة، نسبة محدودة من أبناء هذا الشعب باتوا ينطلقون في إطار هذا التوجه، وهم- آنذاك- يعتقلون حتى الأطفال، إذا شاهدوا معه في ملابسه، أو ميدالية فيها الشعار، أو ملصق فيه الشعار، يعتقلونه؛ أما الكبار فيقتلونهم، كانوا يقتلون على الهتاف بهذا الشعار، أو على حمل ملصقاته، في النقاط، في الأسواق، كانوا يقتلون، وهناك حوادث كثيرة حصلت، بمجرد أن كانوا يشاهدون البعض ومعه ملصق الشعار كانوا يباشرون بقتله وإعدامه، جرائم كثيرة، اعتداءات كثيرة جدًّا.

على كُلٍّ نلحظ فيما يتعلق بالطريقة التي اعتمدتها السلطة في مواجهة هذا المشروع العظيم، في مواجهة هذه المسيرة المباركة، هي فشلت وفشلها أصبح واضحاً، ثم هي لم تحصل على ما كانت تؤمِّل فيه، بولائها لأمريكا، بتوددها إلى إسرائيل، بانتهاجها المنهجية الخاطئة، هي فشلت، سياسة الاسترضاء كنا نقول منذ البداية أنها سياسة فاشلة، الله "سبحانه وتعالى" يقول في القرآن الكريم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة: من الآية120].

فسياسة الاسترضاء هي سياسة فاشلة، خاطئة، لا يمكن أن تحقق النتائج لمن يعتمد عليها من أبناء هذه الأمة، والعاقبة الحتمية لمن ينتهج ذلك النهج الخاطئ هي الخسران، كنتيجة حتمية، ومؤكد أنها نتيجة حتمية، الله قال في القرآن الكريم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}[المائدة: 52-53]، فالخسران والندم هي العاقبة الحتمية لمن يسارع في موالاة أعداء الأمة، وسياسة الاسترضاء لن تجدي شيئاً، هي تمكِّن الأعداء من استغلال من يتوجه ذلك التوجه المنحرف، الله قال في القرآن الكريم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة: من الآية120]، فالذين يتجهون الاتجاه الخاطئ، هم يمكِّنون الأعداء من استغلالهم إلى أقصى حد، استغلالهم عسكرياً ومادياً، اقتصادياً، إعلامياً، استغلالهم بشكلٍ كامل، لكن في نهاية المطاف هم يتآمرون عليهم، في الوقت الذي يرون فيه أن مصلحتهم تقتضي ذلك، ولا يقدرون لهم أي جميل؛ لأنهم يتعاملون معهم ليس كأصدقاء بما تعنيه الكلمة، وإنما كمستغلين، يستغلونهم وفق ما يرغبون به.

وهذا تجلى بالنسبة للسلطة في المراحل الماضية بكلها، اتضح ذلك بشكلٍ كبير، عندما كانت عواقب الأمر أن يتخلون عن كل من يقدم لهم الخدمات الكبيرة، ويقف في صفهم، ويعمل لهم الشيء الكثير، فإذا بهم في نهاية المطاف يتخلون عنه حين يرون مصلحتهم في التخلي عنه، لا يترددون في ذلك، ولا يتعاملون بوفاء، أيضاً تجلى الأثر الإيجابي لهذا المشروع القرآني فيمن يحملونه، على مستوى الوعي، على مستوى الصمود، على مستوى التضحية، على مستوى العطاء والثبات والاستمرارية، على مستوى الثقة بالله "سبحانه وتعالى"، والاعتماد على الله "جلَّ شأنه"، والاعتماد على تأييده ومعونته ونصره "سبحانه وتعالى".

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر